د. منجي علي بدر يكتب: حكاية شعب وحكومة
![د. منجى على بدر](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/11975086271702547788.jpg)
د. منجى على بدر
إن برامج تخفيف الأحمال الكهربائية فى حر الصيف القائظ لا بد من سرعة الانتهاء منها فى ظل الجمهورية الجديدة وما تفرضه على متخذى القرار من التعامل مع المشاكل الطارئة بمنهج جديد يتماشى مع مبادئ الجمهورية الجديدة.
وسبق أن أشار وزير المالية السابق إلى أن تخفيف الأحمال ساعتين يوفر 300 مليون دولار إضافية شهرياً، وتعود الأزمة إلى بعض التغيرات الدولية وارتفاع سعر برميل البترول ما بين 83 و93 دولاراً، بالإضافة لتغيير سعر صرف الجنيه وارتفاع الاستهلاك المحلى، خاصة مع حلول فصل الصيف.
ويتمثل الوجه الآخر لأزمة الكهرباء فى أن التكلفة الاقتصادية لتخفيف الأحمال قد تكون أكبر من المكاسب المالية، وتؤثر على مستهدفات الدولة فى جذب الاستثمارات عند المقارنة بأسواق أخرى منافسة، ولا يجب تجاهل الغضب عند بعض أفراد المجتمع الناتج عن سياسة تخفيف الأحمال، إضافة إلى أن الأزمة قد تصل إلى جميع القطاعات والفئات، والأثر كبير بالنسبة لقطاع الصناعات الصغيرة والمتوسطة، حيث يحدث تعطيل مباشر لعمليات التصنيع بسبب توقف عمل الآلات والمعدات، ما يؤثر على الإنتاج، وبالتالى عدم الالتزام بمواعيد التسليم، ومن ثم يؤثر على المعروض من بعض المنتجات، خاصة لو كانت مدة انقطاع الكهرباء طويلة.وبالمتابعة مع بعض مديرى الشركات المالية والمصانع أفاد العديد منهم باعتمادهم على المولدات الكهربائية، بجانب أن التجمعات الصناعية بالفعل مستثناة من جدول تخفيف الأحمال الكهربائية، وبالتالى فإن أكثر المتضررين هم أصحاب الصناعات الصغيرة والمتوسطة المتخذون من المناطق السكنية مكاناً لمصانعهم وبالتالى يعاملون معاملة المستهلكين. وأيضاً هناك تأثيرات سلبية على قطاع الاتصالات، حيث إن سرعة الإنترنت بطيئة فى الطبيعى، ومع انقطاع الكهرباء لفترة يمكن أن يؤدى إلى تعطيل الشبكات، وانقطاع مكالمات وتعطيل السيستم بالكامل.
وعليه، فإن خسائر تخفيف الأحمال لن تقتصر على زيادة التكاليف، لكن قد تمتد إلى مناخ الاستثمار، وقدرة الشركات الصغيرة قد تكون محدودة على استخدام المولدات بكفاءة للتأمين ضد انقطاع التيار الكهربائى نظراً إلى تكاليفها الثابتة المرتفعة نسبياً. إن قيام لجان الأزمات بالتخطيط والتنسيق بين هيئة الأرصاد والمالية والبترول والكهرباء لضمان توفير الوقود اللازم للمحطات الكهربائية فى أوقات الذروة، خاصة فصل الصيف، مع السيطرة على سرقات الكهرباء فى الطرق العامة وكذا فى المحلات والمنازل وبعض الكومباوندات يعتبر أحد أهم الأسباب فى تجنب مشاكل تخفيف أحمال الكهرباء.
وقد يرى أهمية تصنيع أو استيراد أجهزة متقدمة لاكتشاف أماكن سرقة الكهرباء وتوقيع العقاب اللازم على المخالفين، وأيضاً سرعة البدء فى تقسيم كل منطقة أو حى فى كل المحافظات لوحدات منفصلة ويتم حساب كمية الكهرباء الداخلة للمنطقة وكمية الكهرباء المستهلكة طبقاً لعدادات الكهرباء الرسمية وحساب الفرق إن وجد، وإذا كان الفرق بالسالب، أى كمية الكهرباء الداخلة للحى أكبر من كمية الكهرباء المسدد قيمتها طبقاً لقراءة العدادات، فإنه يتم تكثيف حملات شرطة الكهرباء على المنطقة أو الحى مع تسهيل سبل الإبلاغ عن المخالفات.
وتشجيعاً للمستهلك الملتزم والأمين فى الحى أو المنطقة، فإنه فى حالة تساوى الداخل والخارج من الكهرباء فيتم مكافأة قاطنى المنطقة أو الحى وذلك باستثنائها من برامج تخفيف الأحمال الكهربائية أو معاملتها مالياً بمنح خصومات معينة وبالتالى يتم معاقبة الحرامى ومكافأة المستهلك الأمين.