في أول حوار لصحيفة عربية.. صاحب شريحة إيلون ماسك الدماغية لـ«الوطن»: سنغير مستقبل البشرية

في أول حوار لصحيفة عربية.. صاحب شريحة إيلون ماسك الدماغية لـ«الوطن»: سنغير مستقبل البشرية
- شريحة نيورالينك
- نيورالينك
- إيلون ماسك
- شريحة
- شلل رباعي
- شريحة نيورالينك
- نيورالينك
- إيلون ماسك
- شريحة
- شلل رباعي
ما أن تطرأ فكرة في رأسه، حتى يسارع جهاز الكمبيوتر إلى تنفيذها، أصبحت حياته سهلة بعد الصعاب التي عانى منها طوال حياته، وذلك كله بفضل شريحة دائرية صغيرة يصل قطرها إلى سنتيمترات، تشبه تلك التي نراها في أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة، ولكن هذه المرة زُرعت في رأس مريض أمريكي مصاب بشلل رباعي بعد جراحة دقيقة بواسطة روبوت.
شريحة تحقق الأفكار
مصدر الشريحة التي تحقق الأفكار والأحلام هو الملياردير إيلون ماسك، ضمن مشروعه الشهير «نيورالينك»، وتعد علامة فارقة مهمة لجهود الشركة لإخراج التكنولوجيا التي قد تغير الحياة على كوكب الأرض.
مثل الأحلام، وأفلام هوليوود، تسمح الشريحة للبشر بالتحكم في الأجهزة الخارجية بمجرد التفكير، وفي بداية العام الحالي، تم تجربة الشريحة على أول مريض، واسمه نولاند أرباو، وهو شاب أمريكي، وذلك بعد الحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
حياة مريض الشلل الرباعي تتغير
مكنت الشريحة «أرباو»، المصاب بالشلل الرباعي وغير القادر على تحريك أطرافه، من استخدام جهاز الكمبيوتر، وإعطاء الأوامر، وتصفح مواقع الويب وبريده الإلكتروني وممارسة الألعاب الإلكترونية، كما ساعدته الشريحة في التواصل والحديث مع محرر «الوطن» لإجراء الحوار الصحفي.
أول حوار لصحيفة عربية ومصرية
روى «أرباو» العديد من التفاصيل لـ«الوطن»، في أول حوار لصحيفة عربية ومصرية، وتحدث أيضًا عن تفاصيل إصابته وتجربة الشريحة واليوم الأول من العملية، واللحظة التي استطاع بها تحريك مؤشر فأرة الكمبيوتر فقط، بمجرد التفكير في ذلك.
أصيب بشلل رباعي عام 2016
يقول «أرباو»، إن إصابته كانت في وقت سابق من عام 2016، حين كان في معسكر صيفي مع أصدقاءه وزملاءه، وأثناء تجربة القفز في بحيرة مع اثنين آخرين، ارتطمت رأسه بشيء لا يعرفه حتى الآن، بينما استطاع البقية القفز بنجاح، أما هو فلم يحرك ساكنًا، لتتحول حياته رأسًا على عقب، ويصاب بالشلل الرباعي.
أول مريض يخضع للتجربة
سنوات طويلة ظل فيها الشاب غير قادر على ممارسة مهام حياته الطبيعية، حتى اختارته شركة «نيورالينك» وإيلون ماسك، ليكون أول مريض يخضع لتجربة زراعة أول شريحة تمكنه من استخدام الأجهزة الإلكترونية دون تحريك أطرافه، لكنه لم يوافق في البداية: «لم أوافق على الفور لأنني تحدثت عن كل شيء مع عائلتي، لكنني لم أكن ضد الفكرة أبدًا، وبطبيعة الحال، فكرت في العواقب والنتائج وفكرت بالجوانب السلبية، فجراحة الدماغ ليست شيئًا يستحق المغامرة، لكنني لم أكن خائفًا أبدًا».
قبل إجراء العملية الجراحية، أخبره «ماسك» أنه سعيد بالتجربة، وأن النتائج ستكون إيجابية للغاية، موضحًا: «قلت لنبدأ بتشغيل موسيقى الروك أند رول، فقال لي لنفعل ذلك».
كيف تعمل شريحة «نيورالينك»؟
تعمل شريحة «نيورالينك»، أو المعروفة بشريحة إيلون ماسك، من خلال إرسال إشارات بلوتوث إلى تطبيق على الكمبيوتر أثناء وجودها في رأس المريض، وهي الطريقة التي تمكن «أرباو» من الاتصال بالكمبيوتر وتحريك المؤشر.
تتكون الشريحة من 1024 قطبًا كهربائيًا موزعة على 64 خيطًا، وتعتبر هذه الخيوط الرفيعة والمرنة أمرًا أساسيًا أثناء عملية الزرع وما بعدها، ويتم إدخال هذه الأقطاب في الدماغ باستخدام عملية جراحية يتم إجراؤها بواسطة روبوت، كما يتم تشغيل الشريحة بواسطة بطارية صغيرة يتم شحنها لاسلكيًا في أي مكان، بحسب الموقع الرسمي لشركة «نيورالينك».
«أرباو» يصف اللحظة الأولى بعد تجربة الشريحة
«كنت مصدوم ولم أصدق ذلك، كنت ابتسم طوال اليوم، لقد كان أمرًا غير منطقي تمامًا، ولكنه مذهل جدًا»، هكذا يصف «أرباو» اللحظة الأولى التي استطاع فيها تحريك مؤشر الفأرة بمجرد التفكير، موضحًا: «بعد عملية الزراعة، تعافيت بشكل سريع جدًا، وخرجت من المستشفى خلال يوم واحد فقط، أعطوني الأدوية لتخفيف الألم، لكنني لم أتناول أيًا منها وتعافيت بسهولة».
ساعدت الشريحة المريض الأمريكي على ممارسة الألعاب الإلكترونية التي لم يتمكن منها خلال سنوات طويلة بسبب المرض، بالإضافة لأمور أخرى، معقبًا: «الشريحة جعلت الشريحة تجربة الألعاب أمرًا يستحق الإعجاب، أيضًا كنت أتعلم الفرنسية واليابانية من خلال مواقع وتطبيقات مختلفة، الشريحة نفسها لا تساعدني في تعلم اللغات عن طريق تنزيل المعلومات في ذهني، تساعدني فقط في الوصول إلى مواقع الويب واستخدامها بسهولة وأنا على سريري».
أصبحت حياته أكثر تفاؤلًا
أصبحت حياة الشاب أكثر تفاؤلًا وإشراقًا بعد زراعة شريحة «نيورالينك»، مؤكدًا أن موافقته على إجراء التجربة كانت لتسهيل حياته وحياة البشر، مشيرًا إلى أن الشريحة جعلت قدرته على التواصل مع العالم بشكل أفضل ما كانت عليه خلال السنوات الماضية: «لقد فتحت الشريحة والعملية الجراحية العديد من الفرص لي وأتمنى أن تستمر في مساعدتي مع مرور السنين».
مشكلة واجهت الشريحة
في وقت سابق من شهر مايو الماضي، قالت شركة «نيورالينك» إنها واجهت مشكلة في الشريحة، ما أدى إلى انخفاض كمية البيانات التي يمكنها التقاطها من دماغه، لكن «أرباو»، شرح لـ«الوطن»، أن ما حدث كان عبارة عن تراجع بعض الخيوط المتعلقة بالشريحة في رأسه، والتي بدورها أدت إلى تراجع الأداء لكن بشكل بسيط، مضيفًا: «لقد تم تصحيح الأمر وأؤدي الآن بشكل أفضل مما كنت عليه، لقد كان الأمر محزنًا للغاية في البداية، ولكن منذ أن عاد الأداء إلى وضعه الطبيعي، أصحبت الأمور جيدة».
وخلال الأيام الماضية، ناقش «ماسك» و«أرباو» إمكانية إصدار الجيل الثاني من الشريحة، ما يسمح للنصف الآخر من الدماغ بالتفاعل بشكل تخاطري مع جهاز الكمبيوتر الخاص به، وأوضح «ماسك» عبر منصة «إكس»، أن ذلك سيكون بمثابة امتلاك القدرة على التحكم بكلتا اليدين، أي ما يعادل الفأرة ولوحة المفاتيح.
وأبدى المريض استعداده لخوض التجربة الجديدة، قائلًا: «إذا كنت تريد استبدال جمجمتي بأكملها بشريحة كبيرة من نيورالينك، فأنا جاهز لذلك».