إجراء الكشف الطبى على 5 ملايين طالب بالمرحلة الابتدائية بالإضافة إلى مليونى مواطن من أبناء الحالات الأولى بالرعاية مع توفير مليون نظارة طبية وإجراء 250 ألف عملية جراحية فى كافة محافظات الجمهورية!
هذه الأرقام الأولية التى خطط لها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى يناير 2019 وقرر وقتها تخصيص مليار جنيه من صندوق «تحيا مصر» لتنفيذ المبادرة على أن تستمر مبدئياً لمدة ثلاثة أعوام.. على ان ينفذ الصندوق المبادرة بالتعاون مع إدارة الخدمات الطبية بالقوات المسلحة التى سخرت بالفعل كافة تجهيزات المستشفيات التابعة لها لإجراء العمليات الجراحية فضلاً عن توفير الكوادر الطبية المتخصصة.. وكذلك توفر وزارة الداخلية فى الوقت نفسه الدعم الكامل للمبادرة من خلال تسخير تجهيزات المستشفيات التابعة للوزارة لإجراء الكشف الطبى والعمليات الجراحية.. مع بالطبع مستشفيات وزارة الصحة والمستشفيات التعليمية التابعة للتعليم العالى بهدف مكافحة ضعف وفقدان الإبصار من خلال التشخيص بالكشف المبكر عن المسببات مع رفع وعى المواطن بأمراض العيون للوصول بمصر إلى بلد يخلو تماماً من الإعاقة البصرية! ولأن المبادرة تهتم فى مساحة منها بالطلبة وتلاميذ المدارس كان طبيعياً أن يتم التنسيق مع وزارة التربية والتعليم لتذليل أى عقبات قد تواجه الفرق الطبية وخاصة عند زيارات المدارس وتحديداً مدارس المرحلة الابتدائية.
وبالفعل انطلقت المبادرة إلى كافة أنحاء الجمهورية.. من سيناء إلى العلمين ومن الإسكندرية إلى أسوان ومن الغردقة إلى الوادى الجديد ومن الفيوم إلى البحيرة، لتستقبل الوحدات الصحية الراغبين فى الاستفادة من المبادرة وتستقبل المدارس الفرق الطبية ولتجوب القوافل المشكلة من أفضل وخيرة أطباء العيون القرى المصرية فى كل مكان لتجرى آلاف العمليات حتى تجاوزت العمليات ربع مليون عملية جراحية حتى كانت القوافل تزور عدة محافظات فى وقت واحد كما جرى فى أواخر يونيو عام 2021 فى زيارة قرية البصارطة بمحافظة دمياط، ومدينة بلطيم بمحافظة كفر الشيخ، وقرية الشنطور بمحافظة بنى سويف، ومدينة المحلة بمحافظة الغربية، وجزيرة محروس بمحافظة سوهاج.. وكما جرى فى أغسطس 2019 لـ1000 مواطن تم توقيع الكشف الطبى عليهم بقرى مراكز الفيوم وإطسا وسنورس وكذلك توزعت النظارات الطبية على المحتاجين وغير القادرين ممن تتطلب حالاتهم نظارات طبية لضبط رؤيتهم وإبصارهم والتخلص من مشكلة صحية ونفسية لديهم!
وعندما نعرف أنه تم التعاون أيضاً مع مؤسسات المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية الخيرية. مثل الأورمان وصناع الخير وبنك الشفاء والجمعية الشرعية لحصر الفئات الأكثر احتياجاً وتقديم الخدمة الطبية لهم ودعم المبادرة بمختلف محافظات مصر وإخطار منظمة الصحة العالمية لتقديم الدعم الفنى للمبادرة ندرك حجم الجهد المبذول والخدمات التى قدمت للملايين ولأدركنا حجم الإنفاق الذى جرى لتستفيد كل هذه الملايين من العمليات مجاناً ليعيد لهم وطنهم بصرهم ويزيل عنهم عبئاً كبيراً فى التعامل الطبيعى مع الحياة ومع محيطهم الذى يعيشون فيه ويتعثرون فى التفاعل معه.. ورغم أن هذا واجب الدولة لكنه كان غائباً عن المصريين فترات طويلة جداً والأهم أن علينا أن نبلغه لمن لا يعرفه وليخطر به وبقدر المستطاع.. الحاضر للغائب!