يكتب الكثيرون عن مصر، لسنا بحاجة إلى الكتابة الآن، فلدينا تاريخ إذا تفرّغ بعضهم لقراءته أو إدراكه سنعيش قروناً دون عمل أو بناء، لدينا أفعال صارت الدستور الحاكم للفعل فى العالم كله، لدينا حاضر نقف أمامه مبهوتين، كيف أننا وبكل هذه المحن والعثرات والتحديات نقف ونواجه ونُنجز، نخطئ ونصيب، نسابق الزمن فيسبقنا لكنه لن يقهرنا.
إذن ماذا أفعل؟، هل أتوقف عن مهنتى وعن ممارسة ما أجيده؟، لست سوى قلم يقف فى أحيان كثيرة إلى يمين السلطة، وأحياناً أكثر إلى يسارها، وفى كل الأحوال إلى جوار المهنة والوطن والمواطن، ماذا أكتب عن مصر إذن؟.
أكتب عن الكبوة التى حلّت وانحلت بقرار شعبى نحتفل فى هذا الشهر بذكراه الـ11، أم أكتب عن النّصرة التى صرنا إليها بعد أن ملكنا «أخبارنا» وأصبح لنا إعلامنا، نقول فيه وعليه الكثير، لا ننصفه ولا يظلمنا، لكنه يكملنا ويضمد جراحاً عديدة تركت أثرها فى جسد الوطن العليل، حين تجرّأ الجميع على الحديث عن مصر، ولم يكن لمصر من يسد فم هؤلاء، بالنظر إلى عوراتهم، التى تظهر للجميع، قبل أن يتحدّثوا عن عورات الآخرين.
منذ اليوم الأول وهى تحارب، منذ أن كانت فكرة، حلمنا كثيراً بقناة أخبار تمثلنا، نحن المصريين ونحن الصحفيين والإعلاميين الذين عملوا فى قنوات لها جنسيات مختلفة، وشاهدوا كيف يتم توجيه الضربات الإعلامية.
تفهمت الهجوم الذى نالته «القاهرة الإخبارية»، وتفهمت معه أنها أمام احتمال وحيد يجب ألا تحيد عنه، هو العمل والنجاح، وأن غير هذا سيكون هدماً لمستقبل جيل آمن بأن التغيير ليس عيباً فى حد ذاته، المهم أن يقترن بدراسة نوع التغيير وطريقة إحداثه، وأن الثورة فى حد ذاتها ليست جرماً، الجرم أن تكون بلا أهداف أو مجرد هتافات بلا قناعات.
قرابة عام ونصف العام ونحن نتابع عن كثب، نراقب ما تبثه القناة الإخبارية الوليدة، نقول رأياً، ننشر تحليلاً، نُثمن تغطية، نعيب لقاءً أو استرابة نشرت موقفاً ما كان يجب له الخروج على شاشة مصرية.
نفعل هذا ونحن فى المسافة الآمنة، إعلام مصرى يشد أزر أخيه الإعلام المصرى، نصعد سلمنا تدريجياً ونحتل موقعنا فى قمة الهرم، بعد أن سقطنا منه قبل سنوات، لا أنسى تلك المحطات الفضائية التى انطلقت بأيدى المصريين وأفكارهم وطاقاتهم، حتى إن حملت لوجوهات وسياسات دول أخرى، نحن الأولى إذن، نحن الأقوى إذن، نحن الأصدق إذن، والأكثر مهارة واحترافية.. والدليل يحمل شعاراً هو الأقرب إلينا جميعاً «هنا القاهرة».
نعم.. حلّت «القاهرة الإخبارية» دليلاً على التفوق المصرى فى مجال الإعلام، التفوق الذى نسيه البعض، أو تناسوه عن عمد، صارت «القاهرة الإخبارية» علامة جودة لدى كل إعلامى مصرى، نقطة ضوء تُعلى من شأن كل سيرة ذاتية وُضعت فيها.
من يصدّق أنها وفى غضون 20 شهراً أصبحت القناة المرجعية؟، منها نستمد الخبر وبها نحارب الشائعات، ومن خلالها نعلن موقف دولتنا، وتحت شعارها نُثبت أن لنا أثراً فى تاريخ صناعة الخبر، بكل تحدياته التى تتوالى عالمياً يوماً بعد آخر، لنحيا زمننا من جديد، ذلك الذى كنا نقف فيه مرفوعى الرأس، ها هو يعود مجدداً بفضل «القاهرة الإخبارية»، لنعود كما كنا، مبتدأ الجملة المفيدة فى صناعة الإعلام، والخبر فى كل خبر.