"اللي ميعرفش يسأل على سعر كيلو العدس".. بـ12 جنيه والاسم "لحمة الغلابة"
"اللي ميعرفش يسأل على سعر كيلو العدس".. بـ12 جنيه والاسم "لحمة الغلابة"
![محل بيع الغلال](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/353260_Large_20150524033011_30.jpg)
محل بيع الغلال
دائمًا ما ارتبط اسمه بـ"الفقراء"، فهم يبجلونه ويعظمون قدره، فكتبوا له الأشعار، وسارت له حكاويه وأمثاله في التراث الشعبي، فلقبوه "لحمة الغلابة"، ومكانته محفوظة بين أجولة بائع الغلال في السوق الشعبي، يتوسط قرينه "الفول" وجيرانه من "الأرز" و"الشعرية" و"الدقيق" و"المكرونة"، ولكن كل هذه الكلمات تتبدد بسؤال من "ست بيت"، بـ"كام كيلو العدس النهارده يا حاج"، والإجابة تأتي صادمة، الكيلو بـ12 جنيه، تجعل أحد المارة يضرب كف على كف "فعلًا اللي ميعرفش يقول عدس".
12 سنة قضاها "سمير"، الشاب الثلاثيني، بين أجولة الغلال بدكانة والده في السوق الشعبي بمنطقة "أرض اللواء"، يأتي ببضاعته من محلات الجملة، ويبيعها لأهل المنطقة، يومه يبدأ من السابعة صباحًا، يعد بضاعته أمام "دكانته"، يرص أجولة "الفول بأنواعه" و"العدس بألوانه"، ويقرأ تعويذة رزق، وخلفيته صوت قراءة مجودة من آيات الذكر الحكيم، ينتظر كما يقول "الاستفتاح"، "بقالي 12 سنة في الشغلانة دي، والحاجة كل يوم بتغلى، والأسعار اختلفت كتير أوي عن زمان".
يتحدث "سمير" عن موجة الغلاء، التي تضرب أسواق السلع بين الحين والآخر، "الأسعار كل فترة بشكل، يعني كيلو العدس زاد سعره من 7 جنيه لـ12 جنيه، والرز كان من سنتين بس سعره 2 جنيه ونص، دلوقت وصل 4 ونص وخمسة، وغيرها وغيرها"، يقاطعك والده الرجل الخمسيني، ليرد بسخرية على سؤالنا عن الأسعار: "متسألش يا بيه، لو حد حسبها مش هياكل، معدش في حاجة اسمها أكل الغلابة".
يعود سمير للحديث من جديد، ويؤكد: "تجار الجملة ما بيغلوش على الناس بمزاجهم، ده بيبقى مرتبط بإن السلعة اللي بتتباع للناس شحة من السوق، والطلب عليها زايد فالتجار يغلوها وده بيكون مرتبط بمواسم، مواسم تبقى فيها السلعة مليانة ورخيصة، ومواسم تانية بتكون شحة وغالية".
"زمان كان بيتقال على العدس ده أكل الغلابة والفقير بياكله، لكن ده معادش خلاص"، يواصل "سمير" حديثه، وهو يتحسر على أيام البركة: " دلوقت أي حد عايز يشتري كيس عدس بـ12 جنيه مع العيش والزيت والليمون، يعني عشان ياكل طبق عدس واحد محترم ما يعملوش أقل من 15-20 جنيه، وفي الآخر اسمه أكل عدس".