سياسيون وإسلاميون: السعودية على أبواب حرب طائفية بعد الهجوم الإرهابى

سياسيون وإسلاميون: السعودية على أبواب حرب طائفية بعد الهجوم الإرهابى
أدان عدد من السياسيين والقوى الإسلامية تفجير مسجد بمدينة القطيف السعودية، ما أدى لمصرع 22 من المصلين الشيعة، مؤكدين أن المملكة العربية السعودية تبدو على أعتاب حرب مذهبية. وقال محمد سامى، رئيس حزب الكرامة، إن الحادث مؤشر خطير على سعى العناصر الإرهابية لتحقيق وجود لهم فى مناطق لم يتوقع أحد أن يتمكنوا من الظهور فيها كالسعودية. وأضاف لـ«الوطن» أن تلك التفجيرات تسعى لتأجيج الفتنة الطائفية وتنذر بمحاولات الإرهابيين التمدد فى مناطق واسعة لا يشملها نفوذهم، لافتاً إلى أن هناك إمكانية بأن تمتد تلك الهجمات لتشمل بلاداً عربية أخرى كمصر، حيث أصبح الإرهاب لا يميز بين ما هو مقدس أو غير مقدس ويقتل أى فئة تختلف معه لتحقيق أطماعه غير الإنسانية. ودعا إلى ضرورة إعادة بناء المنظومة العربية الأمنية لمواجهة الإرهاب فى البلاد العربية من أجل منع تلك العناصر من تفجير المنطقة بالكامل وعدم خلق أرضية سياسية تسمح بوجودهم من الأساس. وقال مجدى شرابية، أمين عام حزب التجمع، إن حادث تفجير مسجد القطيف مؤسف وينذر بمحاولات ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية للتوغل فى البلاد العربية الأخرى. وأضاف لـ«الوطن» أن تلك المحاولات التى تسعى لها الجماعات الإرهابية من أجل قلب خارطة المنطقة لن تنجح إذا اتحدت الحكومات العربية وحاربتها، لافتاً إلى أن العديد من الهجمات حدثت فى السعودية من قبل وتم القضاء عليها دون أن يخرج تنظيم إرهابى ليعلن وجوده بشكل رسمى فيها، متوقعاً ألا تسمح حكومة المملكة بإشعال الفتنة الطائفية. من جانبه، اتهم وليد إسماعيل، مؤسس ائتلاف محبى الصحابة وآل البيت، إيران بتدبير التفجير، وقال لـ«الوطن»: إن التفجير تم فى القطيف التى تعتبر أحد معاقل الشيعة بالسعودية، وعلينا أن نبحث عن الجانى، والمستفيد من ذلك هو إيران؛ لأن السعودية لا تستفيد من بلبلة جبهتها الداخلية، كذلك «داعش» لا يجرؤ على تنفيذ عمليات من هذا النوع، فإيران تسعى لإحداث فتنة طائفية داخل المملكة والخليج، لتأكل الأخضر واليابس، وإشغال السعودية بالوضع الداخلى، وبالتالى تأثر حربها ضد الحوثيين الشيعة فى اليمن. وتابع: إن الحادث يذكرنى بما وقع فى سامراء بالعراق منذ أربع سنوات، عندما تم حرق المرقدين بالمدينة لإحداث فتنة بين السنة والشيعة بالعراق، والمنظمات الدولية أثبتت فيما بعد ضلوع إيران فى التفجيرات. فى السياق ذاته، قال الدكتور عبدالهادى القصبى، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، إن مشيخة الطرق الصوفية تدين هذا العمل الإرهابى، فالدين يحرم القتل وسفك الدماء، ومن وراء الأعمال الإرهابية خوارج يسعون لإحداث الفتنة فى السعودية، ولا يخدمون سوى أعداء الإسلام.
من جانبه، قال الطاهر الهاشمى، القيادى الشيعى وعضو المجمع العالمى لآل البيت، لـ«الوطن»: لا يوجد مستفيد من قتل الأبرياء إلا أعداء الإسلام والمسلمين وهم الأمريكيون والصهاينة ومن على شاكلتهم ويقبل بذلك، فهم لا يريدون خيراً لتلك الأمة، فيجب أن يقف الجميع ضد هذا الإرهاب، وتتوحد الأمة ضد «داعش» والداعمين له من الصهاينة، فهناك مخطط أمريكى ينفذه هذا التنظيم لإحداث فتنة بين المسلمين وتفتيت الأمة. وقال محمد السيسى، عضو اللجنة القانونية فى حزب الحرية والعدالة المنحل، التابع لتنظيم الإخوان، إن المستفيد الأول من هذا التفجير هو إيران، لإشعال الفتنة الطائفية فى المملكة العربية السعودية وإبعادها عن الوضع اليمنى، لكى تنكفئ على مشاكلها الداخلية. وقال إن أصابع إيران الخفية هى من تحرك مثل هذه العمليات فى الشرق الأوسط، خصوصاً فى المنطقة الشرقية فى السعودية، التى يوجد بها الشيعة، حيث إنها تحاول استغلال ذلك لتنفيذ مثل هذه العمليات لإشعال الفتنة الطائفية. وحول ما إذا كان تنظيم «داعش»، هو من نفذ هذا الحدث الإرهابى، خصوصاً أنه تبنى عملية مشابهة فى نوفمبر الماضى، قال إن «داعش» تنظيم مخابراتى، وإن كان هو الأداة فبالتأكيد أن إيران هى من تدفع هذه الأداة لمثل هذه العمليات.
وقال الدكتور سعيد اللاوندى، رئيس وحدة الشئون الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن هذا الحادث الإرهابى جاء كرد فعل على الأحداث التى تشهدها اليمن ورفض الحوثيين لمواقف المملكة السعودية.