3 متغيرات تثير فزع إسرائيل في الذكرى الـ76 لـ«نكبة فلسطين»

كتب: خالد عبد الرسول

3 متغيرات تثير فزع إسرائيل في الذكرى الـ76 لـ«نكبة فلسطين»

3 متغيرات تثير فزع إسرائيل في الذكرى الـ76 لـ«نكبة فلسطين»

بالرغم من بشاعة الحرب الإسرائيلية الحالية على قطاع غزة وخسائرها الإنسانية التي خلفت 35 ألف شهيد، ونحو 80 ألف جريح، بالتزامن مع ذكرى نكبة 1948، يرى محللون وخبراء في الشئون الإسرائيلية أن هناك متغيرات عالمية جديدة ترتبط بهذه الحرب، أو ما يمكن تسميته بـ «النكبة الحالية»، تثير الفزع في المجتمع الإسرائيلي، وتؤكد أن هناك أمل في الخلاص من الاحتلال وعودة الحقوق الفلسطينية لأصحابها.

هذا ما يؤكده المحلل السياسي المتخصص في الشئون الخارجية، خالد محمود، الذي يشير إلى أن الحرب أو النكبة الحالية ارتبطت بـ3 متغيرات إيجابية غير مسبوقة، فيما يتعلق بمستقبل الصراع مع إسرائيل، لم تكن موجودة خلال نكبة 1948 التي تحل ذكراها الـ 76 اليوم.

الهولوكوست يفقد قداسته

يعدد محمود لـ«الوطن» هذه المتغيرات، موضحا أن المتغير الأول هو أن الرد الإسرائيلي على ما حدث في 7 أكتوبر، وما ارتبط به من جرائم إسرائيلية وضحايا فلسطينيين، أفقد الهولوكوست قداسته وحصانته وقوته التضليلية، بعد أن استغلت إسرائيل هذه الجريمة التي ارتكبها هتلر ضد اليهود بشكل سيء وبالغت فيها، واتخذتها مبررا لإنشاء دولتها على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإعطاء هذه الدولة حصانة، والتغطية على جرائمها التي يشيب لها الولدان ضد الفلسطينيين عام 1948، وما بعده.

العالم يشاهد جرائم إسرائيل

أما اليوم، حسبما يوضح محمود ففقد الهولوكوست قداسته وحصانته وقوته التضليلية، بحكم أن العالم شاهد بعينه الجرائم الإسرائيلية التي لا تختلف ولا تقل عن الهولوكوست، بعد أن قتلت إسرائيل في هذه الحرب الأخيرة فقط نحو 35 ألف مدني، بينهم نحو 15 ألف طفل، و10 آلاف امرأة، كما قتلت أطباء وصحفيين وأولادهم وأحفادهم، وأصبح في حكم المؤكد أن هذا تم بشكل متعمد، كما خربت البنية التحتية من كهرباء ومياه".

مذابح على الهواء مباشرة 

وأشار إلى أنه على عكس النكبة الأولى فقد رأى العالم ذلك وسمعه مباشرة بفضل الإنترنت والكاميرات والإعلام الجديد، وبعدما كنا نسمع عن مذبحة دير ياسين التي حدثت في حرب 48 ونحاول أن نستخرجها من كتب التاريخ وإقناع الناس بها، فإن الناس في النكبة الحالية رأو بأم أعينهم هدم البيوت على رؤوس أصحابها والأحزمة النارية التي ينفذها الاحتلال وتحديده لمجموعة عمائر وإزالتها بالكامل من على وجه الأرض، وتخريب البنية التحتية، والأرض ذاتها التي يقال إنها ستظل عشرات السنين غير قابلة للحياة.

المتغير الثاني في النكبة الفلسطينية الحالية

ويرتبط بما سبق، وفقا للكاتب والمحلل السياسي المتخصص في الشئون الخارجية، «متغير ثانٍ» جديد في هذه النكبة الحالية، وهو ظهور جيل جديد في الغرب وأوروبا، يتراوح عمره بين 18 و30 سنة، بدأ يسمع الرواية العربية للصراع ويتقبلها لأول مرة، بفضل «الإعلام الجديد»، بعكس الجيل القديم الذي لم يكن يسمع روايتنا لأن «الاعلام الرئيسي» الذي كان موجودا في الصحافة الأمريكية والبريطانية كان مُسيطرا عليه من «اللوبيهات الموالية لإسرائيل»، أما اليوم فإن شبكة الإنترنت والفيسبوك والانستجرام والموبايلات، أدت إلى أنه لم يعد هناك وسيطا بين الناس والمعلومة، أو بين الناس والحقيقة، حيث يستطيع أي شخص الآن عمل بث مباشر من غزة أو أي منطقة فلسطينية، ليرى الناس مباشرة الحقيقة.

«المتغير الثالث» لم يكن موجودا في «النكبة الأولى»

أما «المتغير الثالث» الذي لم يكن موجودا في «النكبة الأولى» وأصبح موجودا الآن، وفقا لمحمود، فهو أن التجمعات العربية الإسلامية الشرقية التي كانت موجودة في الغرب، وكانت محدودة ولم تكن موجودة في مواقع مؤثرة، أصبحت الآن مؤثرة وبينها أساتذة جامعات، وهناك اليوم على سبيل المثال في فرنسا فقط 5 ملايين شخص من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ونفس الأمر في هولندا وألمانيا، وصولا للولايات المتحدة الأمريكية، حيث هناك بعض الولايات تتهم بأنها «ولايات عربية»، والرئيس الأمريكي جو بايدن يخاف من قدرتها على المساهمة في نجاحه أو سقوطه في الانتخابات الأمريكية.

وهذه المتغيرات الثلاثة السابقة، وفقا لمحمود، تشير إلى أن نكبة فلسطين الحالية مهما كانت بشاعتها، تنطوي على متغيرات إيجابية، ربما لم ينتبه لها صانع القرار الإسرائيلي وهو يتخذ قراره بالمضي قدما في حرب غزة، لكن المتابع اليومي للصحف الإسرائيلية، يمكنه إدراك حالة الفزع التي أصبحت الموجودة داخل إسرائيل بسبب إحساسهم بأن العالم أصبح ضدهم.


مواضيع متعلقة