قيادي بـ«فتح»: على المجتمع الدولي الاختيار بين الاعتراف بنا أو استمرار الصراع (حوار)
أيمن الرقب
د. أيمن الرقب: نمضى فى الطريق للحصول على الحرية الكاملة.. والعالم يتحدّث الآن عن ضرورة حل الدولتين
اعتبر د. أيمن الرقب، القيادى الفلسطينى بحركة فتح وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن الحرب التى يشنّها الاحتلال الإسرائيلى على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، قد تكون بمثابة نكبة جديدة.. وإلى نص الحوار:
مع ذكرى «النكبة الأولى».. هل يمكن القول إن الفلسطينيين يعيشون حالياً نكبة ثانية؟
- أعتقد أن الواقع مختلف بشكل كامل عما حدث فى نكبة 48، التى سقطت فيها فلسطين فى يد الاحتلال الإسرائيلى، صحيح أن هناك حرباً ضروساً يشنّها الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى، ويدمّر كل المشروع الوطنى الفلسطينى، ويُنهى حل الدولتين. ولكن قبل أحداث 7 أكتوبر، لم يكن الوضع أفضل مما هو عليه الآن، نحن الآن دفعنا ثمناً كبيراً جداً بارتقاء نحو 35 ألف شهيد، و80 ألف إصابة، والأعداد فى زيادة، لكن قبل ذلك كان هناك كيان فى غزة مستقل، وكيان فى الضفة، والاحتلال لا يعترف بالدولة الفلسطينية، والأمور تزداد سوءاً، وبالتالى فالحرب الآن على غزة، والتى قد تكون نكبة جديدة للشعب الفلسطينى، لكن الشعب الفلسطينى هذه المرة لن يترك أرضه، ففى عام 48 ترك أرضه، على أمل أن يعود إليها بعد عدة أيام، لكن هذه المرة الشعب الفلسطينى لن يُغادر غزة، لا هجرة قسرية ولا طوعية، وحتى من سيغادر غزة، سيكون عدداً محدوداً جداً، والأغلبية ستُصر على البقاء لإعادة الأمل للحياة، رغم أن غزة لم تعد الآن مؤهلة للحياة، والظروف بشكل عام صعبة جداً، إلا أن الشعب الفلسطينى سيتمسّك ببقائه فى غزة، ولن يتركها بشكل أو بآخر.
هل هناك إمكانية حل للقضية؟
- تمسّك الفلسطينيين بالبقاء فى غزة له دلالات مهمة جداً، وهو أن نكبة 2023 و2024، يرافقها صمود الشعب الفلسطينى، ونحن واثقون أننا رغم هذا المشهد السوداوى فإننا نسير باتجاه الحصول على الحرية الكاملة، ورغم التضحيات فهذا الكيان الذى كان يتباهى بأنه الجيش الذى لا يُقهر، قُهر من تنظيم فلسطينى وليس دولة، وهذا يؤكد أن هذا الاحتلال أصبح ضعيفاً بلا قيمة وتأثير، وكل ما يقوم به الآن لن يعيد له قوة ردعه التى انتهت منذ سنوات.
هل الحركات الاحتجاجية العالمية يمكن التعويل عليها فى الضغط على إسرائيل لحل القضية؟
- الاحتجاجات التى نراها فى العالم لها بعدان، أولهما جماهيرى، فالمظاهرات التى رأيناها خلال أشهر الحرب الأولى تعم عواصم كبيرة مثل لندن وباريس، وغيرهما من العواصم الأوروبية، ولها دلالات وتأثير على الرأى العام، أما بالنسبة إلى البعد الثانى، فأنا أعتقد أنه حتى الموقف السياسى فى بعض الدول، ومن ضمنها فرنسا، تغير نتيجة هذه المظاهرات وهذه الأحداث.