فلسطين.. حلم العودة يتجدد بعد 76 عاماً على «النكبة»

فلسطين.. حلم العودة يتجدد بعد 76 عاماً على «النكبة»
«سنرجع يوماً إلى حينا ونغرق فى دافئات المنى، سنرجع.. مهما يمر الزمان، وتنأى المسافات ما بيننا، فيا قلب مهلاً، ولا ترتمى، على درب عودتنا موهنا»، بهذه الكلمات عبر الشاعر الفلسطينى هارون هاشم رشيد، أحد أبرز شعراء النكبة، عن حلمه وحلم كل فلسطينى فى العودة إلى أرضه، الذى أصبح يورث على مدار 76 عاماً من الأجداد للأحفاد فى الشتات، بعدما هجّر الاحتلال الإسرائيلى أكثر من 950 ألف فلسطينى من مدنهم وقراهم فى وقت كان فيه تعداد الفلسطينيين 1.4 مليون. زاد عدد الفلسطينيين اليوم إلى أكثر من 14 مليون نسمة وخلت مئات القرى من سكانها، بعد أن احتلها المستوطنون ونكلوا بسكانها وارتكب الاحتلال أبشع المجازر التى لا يعادلها أى جريمة حرب أخرى، وما زالت تلك المشاهد حاضرة ليس فى الوجدان الفلسطينى فقط ولكن فى وجدان العالم بأسره، لتقوم دولة الاحتلال الإسرائيلى على مساحة 78% من مجمل فلسطين التاريخية فى عام 1948. منذ العام 1948 وتحمل مصر القضية الفلسطينية على عاتقها، وكانت وما زالت على رأس أولويات القيادة المصرية والشعب المصرى، باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى، حيث تقف الدولة المصرية دائماً إلى جانب الشعب الفلسطينى فى نضاله من أجل حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة، ودائماً ما تظهر تضامنها مع الفلسطينيين فى كل المحافل الدولية والإقليمية، وساندت كل المبادرات التى تهدف إلى إنهاء الاحتلال والاستيطان والعنف، وحتى الآن لم تتخل مصر عن نصرة القضية الفلسطينية، وترفض محاولات التهجير، وتعد مصر السد المنيع لجميع مخططات تصفية القضية الفلسطينية، ولم يكن الموقف المصرى من قضية فلسطين فى أى مرحلة يخضع لحسابات مصالح آنية، ولم يكن أبداً ورقة لمساومات إقليمية أو دولية، حيث يشهد التاريخ ما قدمته مصر للقضية الفلسطينية من شهداء على مدار سبعة عقود. لشهداء فلسطين السلام ولأسرى فلسطين الصمود والشموخ فكما سطَّر أبطال أبناء الشعب الفلسطينى أسماءهم بأحرف من تضحية فى تاريخ القضية، ما زال هناك من يكتب بصموده ملحمة لا تقل فخراً وشرفاً عن الاستشهاد.. إنها حرب البقاء الأكثر صبراً، البقاء للأكثر إيماناً بقضيته هكذا تنمو زهور الصبار بقليل من ماء الحياة، لتملأ تاريخ الكفاح الفلسطينى والعربى بخضرة التضحية والفداء.