بالفيديو | أم أميرة.. "ساندوتش بطاطس يُخفي قصة كفاح"

كتب: سارة عراقي ومنة العشماوي

بالفيديو | أم أميرة.. "ساندوتش بطاطس يُخفي قصة كفاح"

بالفيديو | أم أميرة.. "ساندوتش بطاطس يُخفي قصة كفاح"

تدخل إلى أعتاب المحل فتسمع صوتها يعج بالنشاط والحيوية يحرك كل من في المحل ويزيدهم همة ونشاط، "أم أميرة.. أحلى بطاطس"، سيدة خمسينية تقف خلف ساتر زجاجي لتتلقى منه طلبات الزبائن، تقترب من مملكتها لتبحث بعينيك عن صاحبة هذا الصوت الذي تختفي ملامح صاحبته وسط هذا الكم الهائل من البشر الذين ينادوها "والنبي يا أم أميرة عايز اتنين من البطاطس بتاعتك الحلوة". تنظر لها لتجدها واقفة بجلبابها الأسود في شموخ وكبرياء، كثرة العمل والزبائن لا تتعبها ولكنها تزيدها سرعة وحيوية ودقة، تستقبلك بوجهً بشوش، يحمل في طياته حزنا دفينا تتغلب عليه تفاصيل معها سُمرة "أسوان" جعلت شوكتها قوية لا تحنيها ظروف أو محن. بدأت قصة "سيدة البطاطس" بعدما انتقلت من "أسوان" إلى القاهرة برفقة زوجها الذي كان من أحد ضحايا العمال الذين تم تسريحهم بأمر من الرأسمالية والخصخصة التي قضت على عمله الذي يكسب منه قوت يومه وانتهى به الحال حبيس كرسي متحرك ثم توفاه الله، لتجد "أم أميرة" نفسها أمام مسؤولية لا مفر منها بعد موت زوجها، فقررت أن تربي ابنتيها "بسمة وأميرة" وهذا ما اضطرها أن تلجأ للعمل في الشارع لتبيع سندويتشات البطاطس، لكنها ذاقت مرارة الفقدان للمرة الثانية حينما خسرت ابنتها "أميرة" متأثرة بمرض القلب، ولكن موت ابنتها لم يكسر هامتها ولكنه زادت إصرارا على إصرارها لتستكمل مشوار ابنتها "بسمة" الصغيرة. بدأت "أم أميرة" رحلة كفاحها من على عربة صغيرة أمام "قهوة البستان" القاطنة في شارع هدى شعراوي بوسط البلد، كانت تبيع عليها الكبدة والطعمية ثم افتتحت محلها منذ شهرين فقط وبدأت فيه عملها وخصصته لسندويتشات البطاطس فقط، ونجحت أم أميرة في أن تصبح علامة من علامات وسط البلد وأجبرت روادها أن يأتوها من كل فج عميق ليستمتعوا بمذاق البطاطس الخاصة بها. وروت لنا أم أميرة أن رحلة عملها اليومي تستمر طوال اليوم وأنها لا تغفل عينها سوى بضع سويعات قليلة، وقالت "أنا لو غفلت على الكرسي كده 5 دقائق بيفوقوني لبقية اليوم". أم أميرة تذهب كل يوم داخل منزلها في وقت معين لتقوم بتقطيع البطاطس الطازجة التي ينتظرها الناس كل صباح في العاشرة صباحا ليستمتعوا بها قبل انتهائها والبدء في قلي البطاطس المجمدة. تختلف أسعار أم أميرة الشهيرة بالكرم عن باقي المحلات، حيث تبيع سندويتش البطاطس بجنيه ونصف فقط داخل شنطة بلاستيك، ويكون ممتلئا جدا لدرجة تصل خارج الرغيف. وقالت إحدى زبائنها لـ"الوطن" وهي صاحبة قهوة "البستان"، رغم أن في هذه المنطقة الكثير من محلات الطعام إلا أنها تختارها خصيصا، "أنا لما بحس إني جعانة بروح لست أميرة، كفاية إني ضامنة إني بآكل أكل صحي من بطاطس أو عيش".