«أيزيك»: ليه تدوَّر على فيزا لما ممكن تلف العالم بـ1200 جنيه

كتب: أحمد عصام روّاى وأسامة عماد

«أيزيك»: ليه تدوَّر على فيزا لما ممكن تلف العالم بـ1200 جنيه

«أيزيك»: ليه تدوَّر على فيزا لما ممكن تلف العالم بـ1200 جنيه

السفر للخارج ومشاهدة مظاهر حضارية واجتماعية وتاريخية مختلفة خلال رحلة حول العالم، يُعتبر ذلك هو الأمنية الأكثر شيوعاً بين الشباب، وبكل تأكيد تراود تلك الفكرة خيال الشباب المصرى.[SecondImage] ولكن ما أسهل الحلم والتمنى، فأرض الواقع ليست مستوية، والطرق قلّما تكون ممهدة، فمن أبسط العقبات الحصول على تأشيرة السفر (الفيزا) وإعداد محل للإقامة بالبلد الذى تنوى السفر إليه، ولكن الموضوع الآن بدأ يصبح أسهل من ذى قبل، كل هذا يرجع فضله لمنظمات التبادل الثقافى وبرامجها المختلفة. إذا كنت لا تعرف أن كل دولة لها قسم ثقافى فى سفارتها يكون مسئولاً عن نشر ثقافة الدولة وتنظيم برامج التبادل تلك، فأنت تفتقد التعرف على أسهل طرق السفر للخارج، مثل معهد جوته -القسم الثقافى الخاص بألمانيا فى مصر- وبه عدة مكاتب تنظم مشاريع وبرامج التبادل الثقافى فى مصر مثل مكتب التبادل الطلابى (PAD) ومكتب التبادل العلمى (DAAD)، ولألمانيا ثلاث مدارس بالقاهرة والإسكندرية، وتشرف أيضاً على الجامعة الألمانية بالقاهرة (GUC)، ولا يقتصر الأمر على ألمانيا فقط، فهناك أيضاً برامج تتبع سفارة اليابان وسفارة كوريا الجنوبية وسفارة الولايات المتحدة الأمريكية. وتتنوع تلك البرامج فى مجالات متعددة ومتشعبة تضم مجالات اجتماعية وسياسية وثقافية وأدبية ولا تغفل بالطبع المجالات الأكاديمية. وهناك أيضاً بعض البرامج والمشاريع التى لا تتبع دولاً بعينها، ولكنها تمتاز بطابعها الأممى العالمى، مثل برامج التدريب الخاصة بالأمم المتحدة وبرامج التبادل والتدريب الخاصة بمنظمة AIESEC. «أيزيك هى اختصار لكلمة فرنسية، ولكنها تُعرف فى مصر بأنها الجمعية المصرية للتبادل الشبابى الدولى»، هكذا بدأ على عثمان -قائد إحدى الفرق بالجمعية بجامعة عين شمس- حديثه عن تاريخ الجمعية ونشأتها، «AIESEC نشأت فى القارة العجوز، أوروبا، فى عام 1948، وكانت البداية فى 6 دول فقط، ولمعت الفكرة فى عقول المؤسسين من أجل إعداد قادة جدد من الشباب قادرين على حفظ السلام وبناء مستقبل أكثر إشراقاً وتطوراً بعد ما عانته أوروبا من رحى الحرب الضارية. اختصت AIESEC فى البداية بطلبة اقتصاد وعلوم سياسية فقط، ولكنها الآن انتشرت فى أكثر من 128 دولة، وتقدم برامج متنوعة فى العديد من المجالات المتنوعة للطلبة وحديثى التخرج. وانتشرت AIESEC فى مصر، إلى أن وصل عدد فروعها إلى 18 فرعاً فى جامعات مصر المختلفة».[ThirdImage] والتقطت منه آلاء محمود، عضو فريق التنظيم بجامعة عين شمس، أطراف الحديث قائلة: «تختلف البرامج الخاصة بالطلبة وتتنوع باختلاف المناطق، فمنها برامج خاصة بالصحة فى أفريقيا والهند، وبرامج بيئية فى آسيا وأفريقيا، وبرامج لتعليم الأطفال فى أوروبا وآسيا وأمريكا الجنوبية. وتستمر برامج الطلبة تلك من 6 إلى 8 أسابيع». وحدثنا شريف حاتم، المتحدث الإعلامى باسم الجمعية بمدينة 6 أكتوبر، عن برامج السفر الخاصة بحديثى التخرج: «وهنا يختلف الوضع، حيث يعمل المتقدم لدى شركة من الشركات أو منظمة معينة حسب المجال الدراسى الخاص به، ويكون العمل مدفوع الأجر، ويتم تسلم شهادة خبرة فى نهاية تلك الفترة. وتُعد أكثر المجالات التى يتم الالتحاق بها هى تكنولوجيا المعلومات والتعليم وإدارة المشروعات. وتكون الفترة التى يقضيها الخريج من 6 أسابيع إلى 3 سنوات». وحدثنا أحمد سعيد، أحد مسئولى التمويل بجامعة عين شمس، عن مصادر دخل الجمعية وما تنظمه من مؤتمرات وورش عمل قائلاً: «AIESEC هى منظمة عالمية غير هادفة للربح، ولكننا بكل تأكيد لا نستطيع توفير إقامة المسافرين وانتقالاتهم والمشاريع المشاركين بها على نفقة المنظمة، ولذا يتم تحصيل بعض الرسوم من المسافرين، وتختلف الرسوم والتكاليف التى يدفعها الفرد المسافر، سواء كان طالباً أو متخرجاً، حيث يقوم الطالب الذى يتم اختياره للسفر بدفع مبلغ رمزى فى حدود 1200 جنيه مقابل رسوم الإقامة فى الدولة الأخرى والانتقالات هناك، ويقوم أيضاً بتحمل ثمن تذكرة الطيران وتكلفة التأشيرة التى نساعده فى الحصول عليها من السفارة. أما الخريج فيزيد ما يدفعه مقداراً يسيراً، فتصبح الرسوم 1400 جنيه، بالإضافة إلى تكاليف تذكرة الطيران والتأشيرة، ولكن كل هذه التكاليف لا تضاهى التكاليف الحقيقية التى سوف يتحملها المشترك إذا قرر السفر على نفقته الخاصة. وهناك من الأفراد من لا يستطيع تحمل تلك التكاليف، وفى هذه الحالة تقوم منظمة AIESEC بعمل مؤتمرات داخل الدولة وتستضيف بها الدول والشركات الراعية لنشاطها والمشتركة ضمن نطاق التبادل الثقافى، حتى تُتاح الفرصة لهؤلاء الشباب للتعلم وعرض خبراتهم ومواهبهم أمام تلك الدول والشركات. وهناك العديد من الشركات والمؤسسات المحلية والعالمية التى ترعى نشاط المنظمة وتشاركها رؤيتها مثل فودافون وميكروسوفت». وبكل تأكيد حلم السفر لم يترسخ فى العقول إلا لما له من منافع عديدة وما يزرعه السفر فى ذاكرتنا من خبرات وذكريات مثمرة وعطرة، ولا يمكننا الوقوف على تلك الخبرات إلا من خلال الحديث مع من عاشها. يقول خالد صفوت، 24 عاماً: «سافرت مع AIESEC عندما كان عمرى 20 سنة، سافرت لإيطاليا والمجر، وكان المشروع الذى كنت جزءاً منه هو جمع مساعدات وتبرعات لمنظمة تعمل من أجل الأطفال الذين يعانون من الجهل والتشرد فى جنوب ووسط أفريقيا. وكانت التجربة بكل تأكيد غنية بالخبرات، حيث تسمو بنفسك خارج إطار ثقافتك، تصبح أكثر تفتحاً وتتمكن من التعايش مع أناس يخالفونك الثقافات والعادات والتقاليد، فى الغربة تتعلم الاعتماد على ذاتك، فلا يمكن لشىء أن يعيقك بعدما تحملت مسئولية ذاتك فى بلاد لا أهل لك فيها ولا صاحب. وبكل تأكيد تجعلك تلك التجربة تتسق مع ذاتك ومبادئك وعادتك وتقاليدك، فلا رقيب عليك إلا نفسك، فتعود من سفرك خلقاً جديداً». وكذلك روت ضحى ناجى، طالبة بصيدلة عين شمس، عن تجربتها مع السفر: «سافرت العديد من المرات تبع برامج مختلفة للتبادل الثقافى، كانت أول مرة وأنا فى عمر 16 عاما، كان السفر تابعاً لبرنامج الخدمة الميدانية الأمريكى (AFS)، حيث سافرت لبلجيكا وقضيت سنة كاملة هناك فى الدراسة والاشتراك فى الأنشطة الطلابية، وعشت مع عائلة بلجيكية، وكانت بالطبع تجربة رائعة للغاية، تعلمت منها التعايش مع ثقافات مختلفة وتقبل الآخر». قال جمال بيومى، مسئول الشراكة الأوروبية: «على الرغم من أهمية البعثات التعليمية وبرامج التبادل الثقافى فى الاستفادة من الثقافات الأخرى والانفتاح على العالم، فإنه من المؤسف أن حجم البعثات العلمية فى تضاؤل مستمر منذ 1964، ولكن نحاول تعويض ذلك عبر برامج المنح النوعية القصيرة فى المجالات المختلفة التابعة لسفارات بعض الدول». واستطرد قائلاً: «من المؤسف ألا تكون جامعة القاهرة من ضمن أحسن 100 جامعة على مستوى العالم، ويرجع ذلك لأسباب عدة ليست من اختصاصى، ولكن المهم والضرورى أن تقيم الدولة هيئة مسئولة لتنظيم ودعم البعثات من وإلى مصر، لأن ذلك يُعد استثماراً فى الطاقات البشرية، فمصر هى المستفيدة الأولى والأخيرة، لأن المصريين من أفضل الشعوب فى تعلم اللغات والعلوم والتأثر بالثقافات الأجنبية». ويتحدث أستاذ جمال بيومى عن فترة عمله كسفير لمصر فى الكاميرون: «عندما كنت سفيراً لمصر فى الكاميرون، كان عدد البعثات يصل إلى 20 بعثة كل عام، وعلى ما أعتقد أن المؤسسة التى ما زالت تهتم بتنظيم بعثات علمية وثقافية هى الأزهر الشريف، ولا بد كما أكدت سابقاً من دعم الأزهر فى مسعاه الحميد، وتدشين هيئات وجهات مسئولة عن تنظيم البعثات من وإلى مصر بدعم من الدولة، لأن هذه النوعيات من الاستثمار فى الطاقات البشرية هى الأنفع والأبقى لمصر».