«16023»: بداية رحلة النجاة من مستنقع الإدمان

كتب: كريم روماني

«16023»: بداية رحلة النجاة من مستنقع الإدمان

«16023»: بداية رحلة النجاة من مستنقع الإدمان

«16023».. رقم يحمل فى طياته مكالمة قد لا تتعدى دقائق، لكن تُعتبر بمثابة طوق نجاة ليس لفرد فقط، بل لأسرة ولمجتمع بأكمله، حيث تلجأ إليه الأسرة أو الفرد، أملاً فى «حياة جديدة» بعيدة عن الإدمان والمخدرات، حال اتخاذ القرار بالاتصال برقم الخط الساخن لصندوق علاج ومكافحة الإدمان.

يمثل الخط الساخن إحدى أهم الآليات الفاعلة فى التعامل مع مشكلة الإدمان والتعاطى، وذلك من خلال وفائه بمتطلبات المواجهة العاجلة، سواء تمثّلت هذه المواجهة فى شكل معلومة عن المخدرات وتعاطيها أو تقديم مشورة تستدعيها ملابسات حدوث أزمة فردية أو أسرية متصلة بالإدمان، أو توجيهه إلى أماكن الخدمات الطبية والنفسية والاجتماعية المتخصّصة فى الإدمان التابعة للخط الساخن، ويقدّم الخط الساخن الخدمات العلاجية بالمجان وفى سرية تامة.

ويُقصد بالخدمات العلاجية مجموعة الإجراءات التى تُتخذ لوقف التدهور العضوى والنفسى الناتج عن التعاطى، ويقدّم العلاج من خلال فريق من الأطباء المتخصّصين فى علاج الإدمان، والذين يقومون بالكشف على الحالات وإجراء تقييم إكلينيكى لها، وكذلك عمل جلسات تحفيزية، ثم يقوم الفريق المكون من الطبيب المعالج والإخصائى النفسى للمتابعة بوضع الخطة العلاجية للمريض ومتابعته فى فترة ما بعد العلاج، وتتضمّن محورين أساسيين: الأول هو الاتصالات، حيث تتعدّد وتتنوع الاتصالات الهاتفية بالخط الساخن، النوع الأول هو المكالمات الخاصة بالاستقبال، والتى يجريها المرضى أو ذووهم بعد وصول المتعاطى إلى مرحلة الإدمان التى تستلزم علاجه أو حجزه بأحد المستشفيات المتعاونة مع الخط الساخن، حيث يطلب المريض أو أحد ذويه استقبال إخصائى الخط الساخن له بأقرب مستشفى إلى مسكنه لتقييم حالته والبدء فى العلاج، وذلك من خلال الفريق العلاجى بالمستشفيات المتخصّصة لعلاج الإدمان والمتعاونة مع الخط الساخن.

الإخصائى يستقبل مكالمة المريض أو ذويه ويطلب استقباله فى أقرب مستشفى لمسكنه

أما النوع الثانى فهو الخاص باتصال المريض بالإخصائى بعد وأثناء تلقيه الخدمة العلاجية، حيث يتواصل المريض مع الإخصائى المتابع لحالته للاستفسار عن بعض المشكلات التى تواجهه، سواء فى ما يخص العلاج أو ما يتعلق بأحد جوانب حياته المختلفة، وتُعد المتابعة أحد أهم الأنشطة التى تمارس فى الخط الساخن، وتتناسب مع طبيعة مشكلة الإدمان، والتى تحتاج إلى المتابعة المستمرة والمتواصلة، وقد اتضحت أهمية هذه الخدمات من خلال الاتصالات الهاتفية التى يتلقاها إخصائيو الخط الساخن والمتطوعون، كما توضح التفاعل الإيجابى مع الخط الساخن، مما يُعد مؤشراً على فاعليته واتساع نطاق خدماته، وأن الخط أصبح معروفاً لقطاع عريض من المرضى وذويهم.

ويتمثل النوع الثالث فى اتصالات المشورة وتتضمّن هذه الاتصالات المكالمات التى يجريها المرضى أو ذووهم، بهدف التعرّف على كيفية الاكتشاف المبكر لحالات التعاطى وكيفية التعامل مع المرضى، وفى هذا الصدد يحرص الصندوق على إجراء لقاءات للتعريف بخدمات الخط الساخن، والتى استطاعت الوصول إلى الجمهور المستهدَف وتعريفه بكيفية الاكتشاف المبكر لحالات التعاطى، وكيفية التعامل مع المرضى، إضافة إلى جذب انتباههم، ورفع الوعى بخطورة المخدرات، وتوضيح جوانب الخطأ فى المفاهيم المغلوطة وتفنيدها.


مواضيع متعلقة