الشرطة في خدمة الشعب

رفعت رشاد

رفعت رشاد

كاتب صحفي

الاحتفال بعيد الشرطة فى 25 يناير يجدد ذكرى معركة الإسماعيلية التى كانت ملحمة وطنية للشرطة فى مواجهة قوات الاحتلال الإنجليزى منذ 72 عاماً. كانت الشرطة وما زالت جزءاً من نسيج الوطنية وقامت بأدوار مهمة على مدى عقود طويلة مرت بالوطن. قصد الذين دبروا أحداث 25 يناير 2011 أن يمحوا من الذاكرة الموقف الوطنى للشرطة الذى تحدد بناء عليه عيدها. فطن الشعب إلى مقصد هؤلاء ومحا ما دبروه ورتبوه واستمر يحتفل بعيد الذين قدموا أرواحهم فى معركة ضد الاحتلال، ويقدمون أرواحهم فى مكافحة الجريمة والمجرمين.

من أكثر العبارات والشعارات تعبيراً عن العلاقة بين الشعب والشرطة، شعار «الشرطة فى خدمة الشعب»، الذى يجسد تفانى هذا الجهاز الحيوى المهم فى حماية الشعب، والشعب هو الدولة وهو الوطن، وما تقوم به الشرطة لحماية الشعب ومرافق الدولة فى جميع أنحائها دور فائق الأهمية. لنتخيل -لا قدر الله- أن الشرطة أصابها ما يعطلها عن أداء عملها لوقت قصير، ماذا يحدث؟ لقد جربنا ذلك فى يناير 2011 وبعده بفترة ليست قصيرة ووجدنا أنفسنا تحت رحمة البلطجية وقطاع الطرق الذين أقاموا من أنفسهم أولياء على المواطنين وصاروا يرهبون المارة ويسرقون السيارات ويستولون على ما يستطيعون الاستيلاء عليه.

تلك الأحداث المريرة حدثت بعد اختفاء الشرطة. كان كل مواطن يتسلح بما يستطيع لحماية نفسه والدفاع عن ذويه، ولولا استعادة الدولة مرة أخرى من البلطجية وعودة الشرطة لكانت حرباً أهلية تمزقت فيها البلاد. خرج الناس استشعاراً بالخطر فى الشوارع بالملايين ينادون بالثورة على الأوضاع المرعبة التى كانت، واستجاب الجيش وتحركت الشرطة وكان الخلاص وعودة الحياة لمصر.

خدمة الشعب شرف لأى فرد ولأى مؤسسة، فالشعب هو الأصل الذى خرج منه الأفراد وتشكلت منه المؤسسات. واعتزاز الشرطة بهذا الشعار إنما يؤكد إدراك رجالها لأهمية دورهم الحيوى فى حماية الدولة من الداخل وحماية المواطنين وفرض الأمن والأمان.

تحية لكل فرد من رجال الشرطة من الضباط والأمناء والجنود فى عيد الشرطة الذى يجسد ملحمة وطنية فى تاريخنا.