من "حميدو وسلطان" لـ"البهظ وأبو دبورة".. تجارة الكيف صنعة في السينما

من "حميدو وسلطان" لـ"البهظ وأبو دبورة".. تجارة الكيف صنعة في السينما
صدق وآمن بالذي خلقها وقال كوني جوزة لكل من يدوقها
ما يسلا أنفاسها بملايين
بس الأكادة حبس وظلومة يكفينا شرك يادي الحكو حكو حكومة
حكو حكو حكو حكو حكومة أول ما نسمع زنة نموسة
تبص تلقى كل الشخصة إكسبرسات راحم طايرين
هذا هو حال الحشاشين، كما وصفهم بديع خيري، في رائعة سيد درويش "التحفجية"، يصف حال هؤلاء من يروجون لـ"الكيف" ومن يتعاطونه، وخوفهم من مطاردات الشرطة، فهم دائمًا مطلوبون للعدالة، وإن كان هناك ضحايا بين مدمني "الحشيش"، فهناك الجاني دائمًا، وهو تاجر "الكيف"، فتغييب العقول عنده متعة، والمال عشق، و"الحشيش" شر ينبذه المجتمع، أصبح بالنسبة له مزاج الخير، والسينما والدراما المصرية، لم تأخذ جانبًا بعيدًا عن عالم تجارة المخدرات، بل دخلت إلى أعماقها في عشرات الأعمال.
شخصية "تاجر الحشيش"، دائما ما تجذب صناع السينما والدراما، فهي خلطة تجارية ناجحة، يفضلونها طوال الوقت، فجعلوا منه "إبليس على الأرض"، فهو دائمًا شخصية معدومة الضمير، لا تعرف الرحمة، حاقد على مجتمعه، كما أضفوا على شخصيته الطابع الكوميدي في أعمال أخرى، فصوروه "مسطول" و "إمعة"، فيما كان في أعمال أخرى يحيط به الغموض والإثارة، ولم يخلو الأمر أيضًا من ظهور سيدات تتاجرن في المخدرات أيضًا.
ابن حميدو (اللي فكر الحشيش شيكولاتة)
نجح فطين عبدالوهاب، في أن يدخل الكوميديا على شخصية تاجر المخدرات، عندما أبدع "أبو ضحكة جنان" إسماعيل يس في تقديم شخصية "تاجر المخدرات الوهمي"، والذي يتسلل إلى أوكار تجار المخدرات بـ"خفة دمه المعهودة"، ولا أحد ينسى أكله للحشيش، وهو يقول: "تطلع أيه دي يا باز أفندي.. تكونش شيكولاتة"، فـ"ابن حميدو" تقمص دور تاجر المخدرات المحنك، فأضحك الجميع، وهو مع صنف "جمعية المنتفعين"، ودائمًا على "موعد مع السعادة".
الباز أفندي (ساقط توجيهية وتاجر مخدرات)
"ساقط توجيهية- وكيل أعمال وسمسار مراكب وقباني وبالعكس"، تلك الوظيفة الوهمية، التي تخفى وراؤها الراحل توفيق الدقن، وهو يقدم شخصية تاجر المخدرات، أو الوسيط بين تاجر المخدرات الأجنبي والمصري، والذي دائمًا ما كانت له لزمة طوال أحداث الفيلم، تكررت طوال أحداث العمل وحتى لحظة القبض عليه، "أنا آه.. آه"، و"صلاة النبي أحسن".
المعلم سلطان (عاشق الكيف وسمارة معا)
فيلم "سمارة" للمخرج حسن الصيفي، خرج بوجه آخر لتاجر المخدرات، أبدع فيه الراحل محمود إسماعيل في الكتابة والتجسيد، إذ شخص المعلم سلطان، تاجر "الحشيش"، الذي يقع في حب سمارة، بنت الحارة، فيتزوجها ويشاركها في أعماله، إلا أنها تنقلب عليه وتقع في حب الضابط، الذي اندس في وسط العصابة، وكانت أحداث الفيلم تركز أكثر على العلاقة العاطفية بين "سلطان" و"سمارة" و"الضابط" أكثر من الدخول في أوكار ودروب تجار المخدرات.[FirstQuote]
العقاد (كبير الباطنية)
جسد الملك فريد شوقي، شخصية العقاد، الذي يتحكم في تجار المخدرات في الباطنية ببراعة، ومن بعده صلاح السعدني، فالعقاد هو رأس الأفعى، الذي يوجه عائلته كلها لتجارة المخدرات، ورغم أن الشخصية قدمت لرجل مسن عاجز، إلا أن هيبته واسمه تهز الباطنية، وعلاقاته بالكبار جعلته من "حيتان المخدرات"، ومن بعده ابنه "فتحي"، وزوج ابنته "برعي".
البهظ بيه (أصله قهوجي)
"أحنا صيادين قروش يالا"، كلمة لا تنسى في سيناريو وحوار محمود أبو زيد، مؤلف فيلم "الكيف"، أشهر الأفلام التي تناولت عالم تجار المخدرات، فالفيلم الذي جسده مشخصاتية السينما المصرية، غزلوا حياة المدمنين والتجار، فـ"المزجنجي" محمود عبدالعزيز يبدع، و"بتاع الكيميا الناشف" يحيى الفخراني، دخلا في مباراة في التمثيل مع "البهظ بيه- جميل راتب" تاجر المخدرات الشيك، والذي بدأ رحلته مع عالم المزاج والكيوف، ببيع "الشاي المغوش بنشارة الخشب"، واتجه بعدها لتجارة المخدرات، فأصبح من "حيتان المخدرات"، فيملك الصناعة من منبتها، ولديه معمل يصنع فيه البضاعة، فـ"الطبخة كلها هندسة" حسب قوله، وفي معايشته مع الزبائن يعرف "اللغة"، فيسأل عن "لون فص" الزبون، و"كوريته"، ويتعامل بذكاء مع من يعانده.
عبده الكرف (حشيش على أبوه)
"الحشيش إن مكنش على أبوه محدش يستعطاه واللي معاك ده شعبي"، كلمات "عبد الكرف" تاجر الحشيش، الذي أبدع في دوره الفنان الراحل محيي الدين عبدالمحسن، في فيلم "الكيف"، فهو المروج للحشيش للآلتية في شارع محمد علي، وتقوده علاقته بـ"المزجنجي" ليعمل كوسيط لبيع "الحشيش" بينه وبين "البهظ بيه"، فلعب دور المروج أو "الديلر" بحرفية، فيعرف الدروب، ويقابل زبائنه في المدافن، ويتعامل مع "النضورجية"، فـ"الدود مردود والعمود ممدود"، ويتحرى عن كل صنف وزبون ليخبر به معلمه "البهظ".[SecondQuote]
يحيى أبو دبورة (الهروب من أرض الخوف صعب)
الضابط الذي تحول في يوم وليلة لتاجر مخدرات، واقتحم "أرض الخوف" واندس وسط تجار المخدرات ليعرف أخبارهم، إلا أنه تحول في نهاية المطاف إلى تاجر مخدرات محترف، بعد أن انقطعت مراسلاته مع الشرطة، ليصبح مطلوبًا لجحيم الموت من تجار الصنف، والشرطة معًا، هكذا جسد أحمد زكي بعبقريته شخصية "يحيى" المركبة، الذي يدخل في صراع طوال أحداث الفيلم بين "ضمير الضابط الحي" و"ضمير تاجر المخدرات الميت".
فهمي عبدالحميد (تاجر مخدرات بلا مزاج)
فهمي عبدالحميد، طالب الجامعة الفقير، الذي تحول بين ليلة وضحاها إلى تاجر مخدرات، فالفقر قهره، وأصدقائه الأغنياء خذلوه، تخلى عنه الجميع وقت أزمته ومرض والدته، فماتت فكان انتقامه منهم بـ"الحشيش".
"فهمي" الذي لم يعرف طعم الكيف طوال حياته، ويقول طوال أحداث الفيلم "أنا ربنا خلقني كدة من غير مزاج"، يصبح من خلال التجارة المشبوهة، الذي بدأها بجرامات من الحشيش يزنها على ميزان الصنف الدقيق، رجل أعمال كبير، وينتقم من كل من خذلوه، بل يدخل لعالم السياسة من باب تجارة المخدرات ويكون نائبًا بالبرلمان، لينجح الزعيم "عادل إمام" بذكاء في تجسيد رائعة إحسان عبدالقدوس "حتى لا يطير الدخان"، بمعاونة المخرج المبدع أحمد يحيى.[ThirdQuote]
المعلم شهاب (تاجر المخدرات الوطني)
"أنا صعبان عليا شباب مصر واللي بيعملوا البانجو فيه، البانجو ده بيلحس الدماغ، عايزينهم بقا يرجعوا للحشيش,, الحشيش اللي أحنا ورثناه أبًا عن جدًا"، حملت شخصية تاجر المخدرات في فيلم "صايع بحر" طابعًا كوميديًا يتسق مع العمل، فـ"المعلم شهاب" أو كما تلقبه والدة "حنتيرة" بالمعلم "هباب".
تاجر الحشيش، الذي جسد دوره "الفنان سعيد طرابيك"، يهاجم "البانجو"، ويرى أن الحشيش منقذ لشباب مصر من الضياع، ويحاول إقناع "حنتيره" ليبيع الحشيش، ولكن الأخير يرده بسخرية: "أول مرة أشوف تاجر مخدرات بيضحي علشان خاطر مصر".
المعلم مشمش (عمره ما اتمسك في حياته أبدًا)
شخصية أخرى، حملت الجانب الكوميدي لـ"تاجر المخدرات"، جسدها الفنان محمد شرف في فيلم "جعلتني مجرمًا"، فهو "المعلم مشمش" صاحب غرزة لتعاطي الحشيش، والتي تتحول في كل لحظة تفتيش من الشرطة لـ"صالون المعلم مشمش الثقافي"، حيلته للإفلات من القانون، فأنت "تجلس مع المعلم مشمش اللي عمره ما اتمسك في حياته أبدًا".