من 2008 لـ 2011.. سنوات النضال لحركة "6 أبريل"

كتب: ميسر ياسين

من 2008 لـ 2011.. سنوات النضال لحركة "6 أبريل"

من 2008 لـ 2011.. سنوات النضال لحركة "6 أبريل"

سقطت اللافتة العريضة الموضوعة في منتصف ميدان مدينة المحلة، لتعلن عن بدء إضراب العمال في 6 أبريل عام 2008، اعتراضًا على الغلاء والفساد، ليصبح بعد ذلك هذا التاريخ شرارة لحركات احتجاجية استمرت لعدة سنوات قبل قيام ثورة 25 يناير والإطاحة بنظام مبارك. سبقت أحداث المحلة في 6 أبريل عام 2008، دعوات عمالية للإضراب عن العمل في هذا اليوم، وهي الدعوات التي تبناها الشباب في الجامعات، ليعلنوها إضرابًا ضد الغلاء والفساد، ليتحول إلى إضراب عام في مصر كلها، وليس إضرابًا مقتصرًا على عمال غزل المحلة. تحولت مدينة المحلة في ذلك اليوم إلى أحداث شغب كبرى، تطورت إلى هجوم على أقسام ومراكز للشرطة، وتدمير مبان حكومية في المدينة، وهو ما قوبل بالعنف الشديد من قبل قوات الشرطة، التي اعتقلت العشرات وقمعت التجمعات وفضت إضراب العمال بالقوة، بعد أن استجاب الآلاف لبيان تداوله النشطاء الذين عرفوا فيما بعد بحركتي "كفاية" و"6 أبريل". القمع الذي تبنته أجهزة الامن في الرد على الحركة الاحتجاجية أدى إلى سقوط أول شهيد مصري في الاحتجاجات، وهو الشهيد أحمد مبروك الذي لم يتجاوز عمره الـ15 عامًا، وذلك أثناء وقوفه في شرفة منزله، حيث تعرض إلى رصاصة من قبل قوات الشرطة، أودت بحياته على الفور. وفي عام 2009، ظهر عدد من شباب الجامعات، وحركتا "6 أبريل" و"كفاية"، وهم يوزعون بيانًا يدعو إلى إحياء ذكرى 6 أبريل، والدعوة إلى إضراب عام، تحت شعار "يوم الغضب" و"تحيا مصر"، وهو الأمر الذي استعدت له قوات الأمن جيدًا، حيث ألقت القبض على عدد من الشباب أثناء قيامهم بتوزيع البيانات في عدد من المحافظات. بدأ اليوم فاعليته بمظاهرات نظمها الآلاف من طلاب الجامعات في 9 محافظات مختلفة، بالإضافة إلى عدد من الوقفات الاحتجاجية المتفرقة في القاهرة، كما شهدت محافظة كفر الشيخ مظاهرات حاشدة، ما أدى إلى اعتقال 35 متظاهرًا في مختلف المحافظات، كما اعتدت قوات الأمن على الطلاب المشاركين في المسيرات الجامعية. كما نظم الإخوان الذين أعلنوا مشاركتهم في الإضراب، وقفة احتجاجية في جامعة الإسكندرية، والكليات في مدينة دمنهور، بالتزامن مع تظاهر المئات من رموز القوى السياسية والصحفيين ونشطاء 6 أبريل على سلالم نقابة الصحفيين، وأمام مجلس الدولة، فيما منعت الأجهزة الأمنية مظاهرة للنوبيين أمام ماسبيرو، وأخرى لقيادات عمالية أمام مبنى اتحاد العمال. كان يوم الثلاثاء الموافق 6 أبريل عام 2010 قريب الشبه بأيام 6 أبريل السابقة منذ احتجاجات المحلة في عام 2008، بدأت الفعاليات بعد الدعوات التي أطلقها النشطاء لتنظيم مسيرات ووقفات احتجاجية ضد نظام مبارك، بإجراءات أمنية مشددة في الميادين الرئيسية في القاهرة والجيزة، والتي أعلن النشطاء والقوى السياسية أنهم سيتظاهرون فيها. شارع القصر العيني، كان شاهدًا على مظاهرات، بالقرب من مجلسي الشعب والشورى، حيث نشبت مناوشات بين الأمن والمتظاهرين قام على إثرها الأمن باعتقال العشرات، كما قامت قوات الامن بالاعتداء على الصحفيين إلى جانب ضرب الكثير من الناشطين، مع التركيز على إهانة الفتيات من ناشطات وصحفيات، حيث تم انتزاع حجاب البعض وسحل البعض الآخر ورميهن على الأرض.