ترسانة ضخمة تثير القلق.. ما حجم القدرات النووية لكوريا الشمالية؟

كتب: فادية إيهاب

ترسانة ضخمة تثير القلق.. ما حجم القدرات النووية لكوريا الشمالية؟

ترسانة ضخمة تثير القلق.. ما حجم القدرات النووية لكوريا الشمالية؟

بعد أيام من إطلاق الصاروخ الباليستي العابر للقارات «هواسونغ 18»، خرج زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، معلنا أنّ بلاده سترد بضربة نووية إذا استفزها عدو بأسلحة نووية، حسب ما كشفت وكالة الأنباء «رويترز»، والتي أشارت إلى أنّ حديث «كيم» جاء أثناء اجتماعه مع جنود يعملون في مكتب الصواريخ العسكري، فيما رأى محللون أنّ تعليقاته ضمن سلسلة تصريحات وتغييرات تشريعية تحدد عقيدة موسعة وغامضة. 

موعد استخدام كوريا الشمالية أسلحتها النووية

تصريح «كيم» تبعه حديث مضمونه قدرة جيشه العالية على الحركة والهجوم السريع، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء المركزية الكورية، مستكملا نص كلامه: «تفسير واضح لأسلوب الرد الهجومي وتطور الاستراتيجية النووية وعقيدة جمهورية كوريا الشمالية المتمثلة في عدم التردد حتى في شن هجوم نووي عندما يستفزه العدو باستخدامه». 

وبحسب «رويترز»، أكدت كوريا الشمالية أنّها تعارض الحرب، وأنّ أسلحتها النووية مخصصة للدفاع عن النفس، وأنّها ضرورية للحماية في مواجهة السياسات العدائية التي تنتهجها واشنطن وكوريا الجنوبية واليابان.

وكان «كيم» قد أكد في خطاب ألقاه خلال عرض عسكري العام الماضي، أنّ قوته النووية كفيلة بمنع الحرب من خلال الردع، وربما تنفيذ ضربات ضد أي شخص ينتهك المصالح الأساسية لكوريا الشمالية. 

وفي سبتمبر 2022، كرّست كوريا الشمالية الحق في استخدام الضربات النووية الاستباقية لحماية نفسها في قانون جديد، وبموجب القانون يتمتع «كيم» بجميع الصلاحيات الحاسمة فيما يتعلق بالأسلحة النووية، ولكن إذا تعرض نظام القيادة والسيطرة للتهديد، فيمكن إطلاق الصواريخ تلقائيًا.

وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أنّ القانون الجديد يحظر تبادل الأسلحة أو التكنولوجيا النووية مع دول أخرى، ويهدف إلى الحد من خطر نشوب حرب نووية من خلال منع الحسابات الخاطئة بين الدول الحائزة للأسلحة النووية وإساءة استخدام الأسلحة النووية.

واعتمدت كوريا الشمالية تعديلًا دستوريًا لتكريس سياستها بشأن القوات النووية في سبتمبر 2023، حيث تعهّد كيم بتسريع إنتاج الأسلحة النووية لردع ما أسماه الاستفزازات الأمريكية.

ما هي الأسلحة التي تمتلكها كوريا الشمالية؟

ولم تختبر كوريا الشمالية سلاحا نوويا منذ عام 2017، لكن المحللين يقولون إنّها على الأرجح استمرت في إنتاج اليورانيوم والبلوتونيوم للرؤوس الحربية، فيما قدّرت دراسة أجراها معهد العلوم والأمن الدولي في أبريل، أنّ «بيونغ يانغ»، عاصمة كوريا الشمالية قد تمتلك بين 31 إلى 96 سلاحا نوويا، اعتمادا على أنواع الأجهزة التي تصنعها، بحسب «رويترز»

وقال كيم في عام 2021 إنّ كوريا الشمالية قادرة على تصغير وتخفيف وتوحيد الأسلحة النووية، وفي يناير 2023، قال إنّ بلاده ستعمل على توسيع ترسانتها النووية بشكل كبير وتنتج كميات كبيرة من الأسلحة النووية التكتيكية.

ومضت «بيونغ يانغ» قدما في إنتاج صواريخ جديدة لحمل أسلحة نووية، بما في ذلك صواريخ باليستية عابرة للقارات ضخمة تعمل بالوقود السائل والصلب ويصل مداها إلى الولايات المتحدة، وصواريخ قصيرة المدى قادرة على حمل رؤوس حربية تكتيكية، وأول صواريخ كروز مسلحة نوويا.

ويشير استخدام كوريا الشمالية لمصطلح تدريب الإطلاق بدلا من اختبار الإطلاق لوصف إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات هذا الأسبوع، إلى أنّ البلاد مستعدة لإنتاج ونشر كميات كبيرة من صواريخ هواسونج-18 الباليستية العابرة للقارات، حسب ما قال تشيونج سيونج تشانج، الخبير في الشؤون السياسية لكوريا الشمالية.

في عام 2017، وهو العام الذي أطلقت فيه كوريا الشمالية أول صاروخ باليستي عابر للقارات ناجح، ووقتها هددت وزارة الخارجية الكورية بتوجيه ضربة نووية إلى قلب الولايات المتحدة إذا أظهرت واشنطن أدنى علامة على محاولة إزالة قيادتهم، كما هددت كوريا الشمالية في ذلك العام أيضًا باستخدام أسلحتها النووية لإغراق اليابان في البحر.

وفي عام 2022، أصدرت جونغ أون، شقيقة زعيم كوريا الشمالية بيانًا تحذّر فيه من أنّ الشمال لن يتردد في استخدام الأسلحة النووية إذا تعرض لهجوم من كوريا الجنوبية.


مواضيع متعلقة