مستقبل الدعوة.. انتهت سنوات «الوحدة» وبدأ زمن «الانشطار»

كتب: صلاح الدين حسن

مستقبل الدعوة.. انتهت سنوات «الوحدة» وبدأ زمن «الانشطار»

مستقبل الدعوة.. انتهت سنوات «الوحدة» وبدأ زمن «الانشطار»

قال عدد من الباحثين فى الشأن السلفى إن أزمة حزب النور الأخيرة لن تنهى على أعتاب لجنة شئون الأحزاب، بعد عقد تصالح بين عماد عبدالغفور رئيس الحزب، والسيد خليفة الرئيس المكلف من قبل الهيئة العليا، باعتبار أن الأزمة كانت أعمق من أن تُحل بتوقيعات شكلية متبادلة. فيؤكد محمد يسرى سلامة، المتحدث السابق لحزب النور، أن بذور الأزمة كانت ولا تزال موجودة، فالدكتور ياسر برهامى كان سبباً فى استبعاد عماد عبدالغفور، فى بداية التسعينات، وبعدها استأثر برهامى بالقرار ووضع السياسات، وكان يثير حفيظة المشايخ، لكن ذلك لم يظهر إلا فى التطورات الأخيرة. ويشير سلامة إلى أن الدكتور برهامى يعتبر الدعوة السلفية ملكاً له، ويرى أنه هو الذى بذل فيها الجهد، وأن وجود الشيوخ الباقين وجود شرفى وتاريخى فقط، وأنه على أرض الواقع أحق بالرئاسة. ويكمل: التفتت وظهور بيانات لمشايخ الدعوة ضد بعضهم البعض بشكل صريح، وبها انتقاد لسياسة الآخر لم يحدث من قبل، وهو أمر سيؤدى إلى انتهاء الدعوة السلفية الموحدة كما كانت، حتى لو كانت هناك محاولة للم الشمل، سيكون هناك حساسيات قوية موجودة، ويصعب تداركها. ويقول على عبدالعال، الباحث فى الشأن السلفى: حتى لو انتهى هذا الخلاف بين جبهتى ثابت وعبدالغفور على عتبة «شئون الأحزاب»، فلا يُتوقع أن يتوقف الصراع عند هذه المرحلة، وكل من الجبهتين ستحاول تثبيت أركانها، وحشد أنصارها، فى معارك قادمة. ويلفت عبدالعال إلى أن مشاكل «النور» الأخيرة جاءت من محافظات يعرف أنه ليس لشيوخ الدعوة ثقل كبير فيها، مثل محافظات الغربية ودمياط وغيرهما، بينما ظلت قواعد الحزب فى الإسكندرية ومطروح والبحيرة، موالية تماماً لشيوخ الدعوة فى الإسكندرية، لقربهم من مؤسسى الدعوة، وتأثرهم بهم. ويرى علاء النادى، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، أنه ستظل للدعوة السلفية نفوذ قوى داخل حزب النور، وتأثير فى مستقبله السياسى، لافتاً إلى أن إمكانية انشطار الحزب فى المستقبل قائمة، فى محاولة عبدالغفور خطف جزء من أعضاء الحزب والاستقلال بحزب منفصل. ويستطرد النادى: يمكن أن تكون هذه الأزمة فرصة لإعادة العلاقة بشكل صحيح بين الدعوة والحزب، وإدراك أن الحزب له مستلزمات خاصة بخلاف الدعوة، أما لو استمر الحزب خاضعاً للدعوة على هذا النحو فلا يُتوقع أن يستقر الحزب. ويرى النادى أن الانشقاقات فى «النور» ورادة، على عكس حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين، فـ«النور» لا يمتلك الظهير التنظيمى الذى سيدعمه ولا يمتلك قماشة الإخوان العريضة ولا خبراتهم، مع أنه يملك نسبة مرونة أكبر من الإخوان فى الجانب الاجرائى فى الرغبة فى التطوير وهذه لوحدها لا تنتج خبرات. أخبار متعلقة: الدعوة السلفية.. البحث عن «دولة الله فى الأرض» «مرحلة النشأة».. منطقة وسط بين «تشدد» الجماعة الإسلامية و«ميوعة» الإخوان أزمة الثورة.. السلفية الجديدة تقع فى مأزق «الديمقراطية الحرام» ما بعد الثورة.. قليل من «الاندفاع» كثير من «المصالح» «بذرة» الانقسام فى أرض السلفية.. التوقيع على بيان «العسكرى» مجرد بداية الصراع فى البرلمان.. هجوم عنيف على كل من يعادى «الشريعة» معركة الرئاسة.. الخروج من «مولد الانتخابات بلا حمص» النظرة إلى «الإخوان».. أصحاب مصلحة تحت شعار الدولة الإسلامية