«بذرة» الانقسام فى أرض السلفية.. التوقيع على بيان «العسكرى» مجرد بداية

«بذرة» الانقسام فى أرض السلفية.. التوقيع على بيان «العسكرى» مجرد بداية
«يجد الشباب فرصة سانحة لتفريغ غضبهم وإحباطهم تجاه رؤوس المشتغلين بالعمل السياسى، كرئيس حزب النور على سبيل المثال، وكأنه المسئول عن هذا الواقع، المتسبب فيه، والأمر ليس كذلك أيضاً، فإن أحداً فى نفس موقعه لن يمكنه التصرف بشكلٍ مختلف، أو إرضاء هؤلاء الناقمين بما لا يملك تحقيقه أو فعله، ولكن القضية هنا هو أنه جرى الدفع بأناسٍ معينين إلى الصدارة فى العمل السياسى ليتلقوا اللوم كله والنقد كلَّه، بينما يقبع آخرون فى الظل سالمين من الانتقاد واللوم مع أنهم لو كانوا فى الموقع نفسه لفعلوا الأمر نفسه، أو ربما ما هو أسوأ من ذلك».
كانت الجمل السابقة، جزءاً من مقالة للدكتور محمد يسرى سلامة، المحسوب على مدرسة الدعوة السلفية والمستقيل من حزب النور، الذى تناقلته عدد من المنتديات السلفية على إثر الأزمة التى نشبت بعد توقيع عدد من الأحزاب المصرية على «وثيقة شرف»، كان من بينهم حزب النور السلفى، وعلى بيان المجلس العسكرى الذى تضمن الإقرار بوضع وثيقة حاكمة للدستور، وهو الأمر الذى أقام الدنيا ولم يقعدها. الأخطر فى مقالة سلامة، أنه دخل مباشرة ليفتح جرحاً كاد أن يلتئم وما زال لم ينظف بعد، وقرع مبكراً جرس الإنذار وكشف إشكالية العلاقة بين الجماعة الأم السلفية السكندرية، وبين الحزب المنبثق عنها «النور»، وهى الإشكالية التى أطاحت بتجارب حزبية عديدة كانت منبثقة من جماعة إسلامية كبرى مثل الإخوان المسلمين. وبدا واضحاً فى أزمة حزب النور الأخيرة مع جماعته «الدعوة السلفية»، إشكالية «نظرية» الجماعة مع «تطبيق» الحزب، التى ظهر أن قيادات الجماعة السلفية كانت تستشعره عن بعد لكنها أبعدت نفسها عن إشكاليات التطبيق بدعوى أن تظل القيادات الدعوية بعيدة عن المستنقع السياسى حتى لا تنشغل الجماعة بالسياسى على حساب الدعوى. ويتابع سلامة فى مقالته: «هذه السياسة لم تعد خافيةً على أحد، والأغراض من ورائها تبدو شخصيةً محضةً للأسف، ولا يصلح ذلك أساساً لنصرةٍ ولا لتمكين، إن أحداً لن يعطيك شيئاً على طبق فاخر وأنت جالس متكئاً على أريكتك، كما أن توجيه سهام النقد إلى المشتغلين بالعمل السياسى على طول الخط من الظلم بمكان، لأنهم يتعاملون مع واقع قد يكون مريراً، وغيرهم يتعامل مع أوهام، أو يداهن العوام ويدغدغ مشاعرهم».
وعلى الموقع الرسمى للدعوة السلفية، هاجم الشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، فى تسجيل صوتى، الموقعين على بيان المجلس العسكرى وقال إن «الموقع على البيان لا يمثل إلا نفسه لأن قضية المبادئ فوق الدستورية التفاف على إرادة الشعب وفرض استبداد جديد، وهم -الموقعون- مجموعة لا تمثل إلا نفسها حتى لو كان من بينها حزب النور». ووصف برهامى من وقع على البيان بـ«المستبدين» الذين لم يشاوروا هيئاتهم، وهاجمهم قائلاً: «معتادون أن يوقعوا قرارات منفردة ومستبدة دون الرجوع لأحد، هذا شىء غير محتمل». هذا الاشتباك بين الدعوة والحزب، لم يكن هو الأول من نوعه، وسبقته إرهاصات لوجود تباينات واختلافات تشى بأنه لن يكون الأول أو الأخير، وبعد وصف أحد قيادات حزب النور الروائى نجيب محفوظ بـ«الأديب الكبير»، وبعدها تحدث آخر عن «الديمقراطية المضبوطة بالشرع» اشتبك الشيخ سعيد عبدالعظيم، النائب الثانى للرئيس العام لـ«جمعية الدعاة»، وأشار فى خطبة له مرفوعة على موقع «صوت السلف»: «ليس لكونك إلى جوارى أو تنتمى لدعوتى سأصفق لك عندما تغيّر أو تبدّل، بل أقول: اسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ».
أخبار متعلقة:
الدعوة السلفية.. البحث عن «دولة الله فى الأرض»
«مرحلة النشأة».. منطقة وسط بين «تشدد» الجماعة الإسلامية و«ميوعة» الإخوان
أزمة الثورة.. السلفية الجديدة تقع فى مأزق «الديمقراطية الحرام»
ما بعد الثورة.. قليل من «الاندفاع» كثير من «المصالح»
الصراع فى البرلمان.. هجوم عنيف على كل من يعادى «الشريعة»
معركة الرئاسة.. الخروج من «مولد الانتخابات بلا حمص»
النظرة إلى «الإخوان».. أصحاب مصلحة تحت شعار الدولة الإسلامية
مستقبل الدعوة.. انتهت سنوات «الوحدة» وبدأ زمن «الانشطار»