وزير الاتصالات الفلسطيني: الضغوط والمبادرات المصرية كانت سببا في عودة الإنترنت للقطاع

كتب:  كريم رومانى

وزير الاتصالات الفلسطيني: الضغوط والمبادرات المصرية كانت سببا في عودة الإنترنت للقطاع

وزير الاتصالات الفلسطيني: الضغوط والمبادرات المصرية كانت سببا في عودة الإنترنت للقطاع

وصف الدكتور إسحق سدر، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطينى، ما يقوم به جيش الاحتلال فى قطاع غزة، بالإبادة الجماعية بحق المدنيين الآمنين، موضحا أن الإغلاقات التى فُرضت على التجمعات السكنية الفلسطينية جعلت من المدن والقرى الفلسطينية سجوناً فعلية لسكانها.

وأضاف فى حواره لـ«الوطن» أنّ قطع الإنترنت والاتصالات فى قطاع غزة يُعد مظهراً عنيفاً من مظاهر العقاب الجماعى، من قِبل قوات الاحتلال، ويعبر عن تجاهل صارخ للقوانين الدولية، موضحاً أن استهداف شبكات الإنترنت والاتصالات فى قطاع غزة ليس مجرد تكتيك عسكرى، بل هو إجراء استراتيجى محكم يهدف إلى زعزعة الاستقرار وفرض حالة من العزلة والتحكم المعلوماتى.

ما تطورات الأوضاع فى قطاع غزة؟

- عملية الإبادة الجماعية متواصلة بحق المدنيين الآمنين، هذه الحرب اتسعت رُقعتها ليس على قطاع غزة الحبيب وحده، بل امتد للضفة الغربية بما يشمل القدس، وقفز عدد الأسرى فى سجون الاحتلال بشكل غير مسبوق أيضاً واستشهد أسيران ممن تم اعتقالهم بعد بدء الحرب، كما أن الإغلاقات التى فرضت على التجمعات السكنية الفلسطينية بما يمنع الحركة جعلت من المدن والقرى الفلسطينية سجوناً فعلية لسكانها، ناهيك عن الارتفاع المهول فى عدد الشهداء والجرحى.

كيف تعاملتم مع انقطاع الاتصالات والإنترنت عن القطاع؟

- يعد قطع الإنترنت والاتصالات فى قطاع غزة مظهراً عنيفاً من أشكال العقوبة الجماعية، من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلى، وهو يعبّر عن تجاهل صارخ للقوانين والمعايير الدولية، واستجابة لهذا التحدى الإنسانى والأمنى الملّح، تم تشكيل غرفة عمليات فورية متخصصة شملت خبراء ومعنيين من مختلف القطاعات، هذه الغرفة عقدت لتطوير استراتيجيات فعالة للحد من تأثيرات الممارسات التخريبية.

وتمت مشاورات مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية لفتح خدمة التجول الدولى، بالإضافة إلى التواصل مع شركة «ستارلينك» لاستغلال شبكتها من الأقمار الصناعية لضمان استقرار الاتصالات فى المؤسسات الحيوية.

أيضاً تم التنسيق مع الجهات الدولية المعنية لتجنيب قطاع غزة مزيداً من الانتهاكات، إضافة إلى المتابعة والتنسيق مع شركات الاتصالات المحلية لتقديم الدعم الفنى والصيانة اللازمة لإعادة الخدمات إلى طبيعتها، وتأتى تلك الجهود فى إطار شامل للحد من الأضرار وحماية حقوق الإنسان، وهى تُعتبر خطوة مُتكاملة نحو تقديم حلول جذرية للأزمة الراهنة.

هل لديكم مراكز تكنولوجية فى القطاع وكيف حالها الآن؟

- يضم قطاع غزة عدداً من المراكز التدريبية والمرافق التكنولوجية فى المؤسسات التعليمية، بالإضافة إلى شركات ناشئة وكبيرة فى مجال تكنولوجيا المعلومات، وللأسف وبحسب أنباء أولية، تعرضت معظم هذه المرافق للقصف، أو مُنع عنها الوقود ما أدى لتوقفها ومع ذلك، يعتبر الوقت مبكراً جداً للتحدث عن إحصائيات دقيقة تظهر حجم الخسائر فى قطاع تكنولوجيا المعلومات فى غزة.

بم تفسر استهداف الاتصال والإنترنت بالقطاع؟

- استهداف شبكات الإنترنت والاتصالات فى قطاع غزة -من وجهة نظرى- ليس مجرد تكتيك عسكرى، بل هو إجراء استراتيجى مُحكم يهدف إلى زعزعة الاستقرار وفرض حالة من العزلة والتحكم المعلوماتى، وهذا التعطيل الممنهج للبنية التحتية الرقمية ينطوى على آثار سلبية متعددة الأوجه.

تتراوح ما بين عرقلة التنسيق الأمنى والإنسانى وحتى تفكيك النسيج الاجتماعى، إضافة إلى الضرر النفسى الذى يلحق بالمواطنين، علماً أن هذه الإجراءات تعكس عدم احترام صارخاً للقانون الدولى والمبادئ الإنسانية.

وهى أيضاً خطوات تقلل من فاعلية الإغاثة والوعى العام بالواقع، وتتطلب رداً دولياً حازماً ومنسقاً لمعالجة هذه الانتهاكات.

كيف ترى جهود مصر فى القضية الفلسطينية؟

- قوة مصر قوة للعرب وللمنطقة، ونحن نريدها قوية أكثر، ونحن على ثقة بأن ما يؤلمنا يؤلم مصر، وأن القيادة المصرية تتواصل مع كل الأطراف لإنهاء معاناة الشعب الفلسطينى، وأنها تبذل ما بوسعها لتقديم خدمات الاتصالات والإنترنت لقطاع غزة.

وماذا عن التنسيق على المستوى الدولى؟

- تواصل الحكومة الفلسطينية جهودها الإقليمية والعالمية بالتعاون مع نظرائها، للحفاظ على خدمات الاتصالات والإنترنت فى قطاع غزة، عقب عودتها بشكل جزئى بعد قطعها المُتعمد مساء 27 أكتوبر، فى ظل استمرار العدوان على القطاع.

كما تواصل الحكومة اتصالاتها الحثيثة مع المنظمات الأممية لدفع الاحتلال الإسرائيلى للالتزام بالاتفاقيات والمواثيق الدولية وتجنب قطع الاتصال أو التشويش عليه مرة أخرى، ونؤكد أن عودة الاتصالات للقطاع جاءت استجابة للضغوط والمبادرات الدولية والتعاون السريع الذى أبداه الشركاء من الجانب المصرى بشكل خاص والاتحاد العالمى للاتصالات.

أبراج البث

كان هناك تواصل مع الجهات المختصة فى مصر التى أوعزت لشركاتها المحلية بتقوية وزيادة أبراج البث الحدودية لتتمكن من تغطية المناطق الجنوبية فى قطاع غزة، وبدأت بدراسة تشغيل خدمات التجول لمشتركى الشبكات الفلسطينية على شبكاتها، ما دفع الاحتلال الإسرائيلى للرضوخ تجنباً لتطبيق مبادرة الجانب المصرى.


مواضيع متعلقة