«من القاهرة إلى الإسكندرية».. أماكن سياحية وشعبية تخلد اسم فلسطين

كتب:  منى السعيد وكيرلس مجدى

«من القاهرة إلى الإسكندرية».. أماكن سياحية وشعبية تخلد اسم فلسطين

«من القاهرة إلى الإسكندرية».. أماكن سياحية وشعبية تخلد اسم فلسطين

جدّد القصف على قطاع غزة خلال الفترة الماضية مشاعر العروبة والقومية العربية، وضخ دماء جديدة فى شرايين المصريين والعرب، لتعود القضية الفلسطينية إلى الأذهان وتتصدر المشهد من جديد كما كانت منذ نهاية أربعينات القرن الماضى.

سوق غزة كان «موقف للباصات»

وسعى المصريون، على مدار التاريخ، إلى تخليد الأسماء الفلسطينية فى الشارع المصرى. وقال المرشد السياحى أشرف المليجى إن هناك العديد من الأسماء الفلسطينية التى خُلدت فى الشوارع المصرية، وعلى رأسها سوق غزة الذى يوجد فى منطقة الزاوية الحمراء وتباع فيه كل المنتجات «من الإبرة للصاروخ».

وأضاف، لـ«الوطن»، أنه تاريخياً كان قطاع غزة يخضع للسلطة المصرية حتى عام 1959، ليخضع بعدها لإدارة حكومة عموم فلسطين، مضيفاً أن مكان سوق غزة كان «موقف للباصات» لنقل السكان من القاهرة إلى غزة والعكس، وتجار غزة بدأوا فى عرض منتجاتهم التى أغلبها يكون من الملابس والمشغولات الفلسطينية، وأصبح يُعرف بأنه سوق تجهيز العرائس.

فندق فلسطين ضمه «عبدالناصر» للفنادق المصرية واستضاف القمة العربية الأولى عام 1964

وأضاف أن من المبانى الأثرية التى حملت أسماء فلسطينية فندق هلنان فلسطين، وهو الفندق الوحيد الذى يوجد فى قصر المنتزه بالإسكندرية، وكان ملكاً لشركة «نوهوتيل» لكن بعد قرار الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بتأميم الشركة تم دمجه فى الفنادق المصرية، وأصبح يتبع قطاع الأعمال العام.

وأوضح أنه بعد تأميم فندق فلسطين بالمنتزه، شهد أول قمة عربية تستضيفها مصر فى سبتمبر 1964، ومنذ ذلك الحين أصبح الفندق مقراً لكبار الشخصيات والزعماء والرؤساء، وأقام بالفندق الرئيس الفرنسى جاك شيراك وزوجته، وملكة إسبانيا الملكة صوفيا، والملكة رانيا قرينة الملك الأردنى عبدالله الثانى.

ويقع فندق فلسطين داخل حدائق قصر المنتزه فى الإسكندرية ويُعد أحد أهم فنادق المحافظة، إن لم يكن أهمها، نظراً لموقعه الفريد على ساحل البحر المتوسط، وامتلاكه شاطئاً خاصاً بمواجهة قصر المنتزه الملكى، إضافة إلى اسمه المميز الذى حمل اسم دولة «فلسطين» من قبَل الدولة المصرية للتأكيد على دعمها لفلسطين واستضافة القمم العربية لمناقشة القضية. وبمجرد الدخول إليه من داخل حدائق المنتزه يجذبك جمال موقعه لأنه يواجه كوبرى الجزيرة، وفنار المنتزه، ويحتوى بهو الفندق على جدارية تحكى تاريخ الإسكندرية منحوت عليها إله البحار بوسيدون وعروس البحر، ولوحات مشغولة يدوياً بحرفية شديدة. ويكمن جمال الفندق فى أنه مزيج بين الأصالة والمعاصرة، فهو مبنى عمره 60 عاماً، ويواجه قصر المنتزه الأثرى.

وأكد محمد سعد، الخبير السياحى بالإسكندرية، إن فندق فلسطين بُنى فى الستينات من القرن الماضى، وبالتحديد عام 1964، لاستضافة لقاءات القمة العربية الأولى لبحث القضية الفلسطينية، لذا فاختيار الاسم كان له مدلول على دعم القضية. وأضاف أن الفندق اعتاد استضافة الملوك والرؤساء العرب، بدءاً من فترة حكم الرئيس جمال عبدالناصر، وصولاً إلى كافة رؤساء مصر، مشيراً إلى أن بناء مصر للفندق بهذا المسمى على أرض مصرية وأمام القصر الملكى رسالة دعم لأهالى فلسطين، ولا يزال يحمل نفس الاسم.

وأكد أن أرض الفندق ملك وزراة السياحة، والشركة المالكة الخاصة والمسئولة عن إدارته حالياً تملك المبانى بنظام حق الانتفاع، مشيراً إلى أن الفندق يُعد أحد الفنادق الأعلى إشغالاً فى الإسكندرية، بل وهو الفندق رقم واحد فى المدينة الساحلية بسبب موقعه المتميز، كما أن اسمه معلق بالعقول والقلوب، وله عامل فى جذب السياح من العرب بشكل خاص وكافة السياح الأجانب بشكل عام. وأشار إلى أن فندق فلسطين لم يقف على الاستضافة العربية فقط، بل شهد استضافة زوار افتتاح مكتبة الإسكندرية عام 2002 الذين كان من بينهم الرئيس الفرنسى جاك شيراك وقرينته، وملكة إسبانيا الملكة صوفيا، والملكة رانيا قرينة الملك الأردنى عبدالله الثانى، ويشتهر بأنه المقر المفضل لقضاء الصيف للكُتاب والفنانين المصريين.

الفندق مصنَّف من فئة 5 نجوم، ويحتوى على منطقة للألعاب المائية وحمام سباحة، وموقف خاص للسيارات، ونادٍ صحى، ومطاعم عالمية، وقاعات للأفراح، وتتنوع غرفه بين المفردة والمزدوجة والأجنحة الفاخرة، وعددها 239 غرفة، منها 14 جناحاً و204 غرف عادية، وفيلا رئاسية أعلى الفندق وشاطئ خاص يضم 6 كبائن على البحر. وقالت الدكتورة هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع السياسى بكلية الآداب جامعة الزقازيق، إن قوات الاحتلال تعمل على إخفاء الذاكرة التاريخية من أذهان العالم، فيبدأ فى تغيير أسماء المدن لتأخذ طابعاً إسرائيلياً، ثم تزييف وتشويه التاريخ ليناسبهم، والكيان الصهيونى يلجأ إلى طمس معالم المدن الفلسطينية وتزييفها وتشويه تاريخها، ويعتمد فى ذلك على أن ذاكرة العالم تنسى بشكل سريع، لذا نجد أن بعض المدن العربية القديمة يتم تغيير أسمائها من العربى إلى العبرى، مثل مدينة عسقلان التى تحولت إلى إشكلون. وأضافت أن القضية الفلسطينية راسخة فى وجدان الشعب المصرى، الذى شارك فى حرب 1948، وتسببت فى استشهاد الكثيرين فى سبيل الأرض، وبعد خسارة الحرب بدأ المواطن المصرى فى ترسيخ القضية الفلسطينية من خلال إطلاق اسمها على الشوارع والمناطق المختلفة.


مواضيع متعلقة