بروفايل.. فؤاد المهندس.. منحة عشاق الفن

كتب: هبة أمين

بروفايل.. فؤاد المهندس.. منحة عشاق الفن

بروفايل.. فؤاد المهندس.. منحة عشاق الفن

بـ«خفة ظله» خطف أذن سمّيعة الإذاعة المصرية في بدايته مع فرقة ساعة لقلبك، وبـ«موهبته» حجز مكاناً له في السينما لا ينازعه فيه فنان آخر، وبـ«سحره» استولى على قلوب مريديه الذين يسعون خلفه مع كل عرض مسرحى يعلن عنه، وعندما يُطل على شاشة التليفزيون يلتف أمامه الصغير والكبير لرؤية إبداع علا ثمنه بمرور الزمن، وعندما يستعرض موهبته في الغناء يجعلك «تدندن» معه ولا مانع من أن يصل بك الأمر إلى حد «السلطنة»، كأن فؤاد المهندس الذي جاء للدنيا منذ نحو 99 عاماً بمثابة منحة إلهية لعشاق الفن.

فؤاد المهندس واحد من أبناء الطبقة المتوسطة التي تُبجل التعليم والوظيفة دون الاعتداد بالفن و«كار» التمثيل من الأساس، خصوصاً أن والده العالم اللغوى الكبير زكى المهندس وشقيقته الإذاعية صفية المهندس.. وفقاً للأعراف والتقاليد لم يكن أمام «فؤاد» إلا الدراسة بكلية التجارة، ووفقاً لحسابات القدر جعل من الجامعة باباً للعروج إلى الفن، ليقابل للمرة الأولى «العراب» نجيب الريحانى مثله الأعلى والنبراس الذي يتمنى السير على دربه يوماً، ظّل يسعى خلفه ويلاحقه حتى رأى الأخير مدى افتتان الشاب الصغير به، ليمنحه نصيحته الذهبية التي أصبحت منهجاً غير قابل للتأويل «كُن نفسك».

فؤاد المهندس مكتشف المواهب

أينما حّل فؤاد المهندس، ترك بصمته وصنع نجاحاً غير مسبوق، لم يكتف بإمداد جمهوره بإرثه الفنى من سينما ومسرح ودراما وإذاعة، لكن قرر أن يُخرج من جعبته مواهب جديدة تتسيد المشهد فيما بعد.. منذ نحو 60 عاماً رأى شاباً نحيلاً تلمع عيناه بذكاء شديد، يقرر الاستعانة به في مسرحية «أنا وهو وهى» ويؤكد أنه سيكون تلميذه النجيب، تصدق نبوءته ويلمع نجم هذا النحيف ليصبح الزعيم عادل إمام.

ذكرى وفاة وميلاد فؤاد المهندس في سبتمبر

مجيئه للحياة ورحيله عنها قُدر له أن يكون في شهر «سبتمبر».. يوم 6 عام 1924 وُلد «فؤاد» الذي عاش حياة عامرة بالنجاح والحب والألم، على مستوى الفن حقق كل ما كان يصبو إليه، وأصبح أستاذاً للكوميديا يشار إليه بالبنان.. وفي خضم رحلته تزوج وأنجب طفليه «محمد وأحمد»، لكن يتسلل الحب مرة أخرى إلى قلبه تجاه زميلته «شويكار» وينضم الثنائي إلى قصص العشاق الآسرة للقلوب.

تستمر زيجة فؤاد المهندس وشويكار سنوات طويلة ويقدمان سوياً أشهر الأعمال الفنية، ثم يقع الانفصال ولكن تستمر المحبة بينهما حتى هدأت نبضات قلبه واستسلم للرحيل في «سبتمبر» يوم 16 عام 2006 بعدما ذاق مرارة فقدان صديقيه في نفس العام سناء يونس وعبدالمنعم مدبولي.

رحل جسد الأستاذ ليوارَى الثرى، لكن يبقى تاريخه الفني شاهداً على أنه يوماً ما كان بيننا نجم أسس لنفسه مداراً حول الكرة الفنية، كما وصفه الكاتب محمود السعدنى وتأكيده «إذا كان بين المضحكين من يتمتع بموهبة فؤاد المهندس فلا يوجد من يتمتع بذكائه».


مواضيع متعلقة