الحياة في الفضاء

رفعت رشاد

رفعت رشاد

كاتب صحفي

ضاقت الأرض بأهلها، بعد أن كان الإنسان يعتقد في السابق أنها متسعة لدرجة اللانهاية، ضاقت بزحامها واحتباسها الحراري وتغيرات المناخ فيها لدرجة دفعت بعض أبنائها من أحفاد المستعمرين قتلة الشعوب إلى التفكير في إنقاص عدد السكان بأي طريقة ولو بقتلهم.

اصطنعوا الحروب وابتكروا الميكروبات والفيروسات القاتلة بهدف إنقاص سكان العالم بمعدل 75%، ضاقت الأرض المزروعة، ونقصت المياه وتلوث الأوكسيجين وهي العناصر التي يعيش عليها الإنسان فبحثت دول متقدمة عن الحياة في كواكب أخرى وكأنهم استجابوا للمغني مدحت صالح «أنا عاوز أعيش في كوكب تاني».

منذ أسبوع نجحت الهند في إنزال مركبة فضائية على القطب الجنوبي من سطح القمر وهي منطقة لم تنزل فيها مراكب فضائية لأي دولة أخرى من قبل، جاء هذا بعد عدة محاولات فاشلة سابقة.

بهذه الخطوة تعد الهند أول الدول التي تضع بصماتها على القطب الجنوبي من القمر وهو ما جعل البلاد تحتفل في كل الأنحاء ويعلن رئيس وزرائها أن الهند نجحت فيما لم تحققه أي دولة أخرى، وبذلك النجاح تنضم الهند إلى النادي الفضائي الذي يضم أربع دول فقط هي الاتحاد السوفييتي وأمريكا والصين.

تهدف الهند من برنامجها الفضائي إلى البحث عن الماء ويعتقد علماؤها أن القطب الجنوبي الذي يظهر دائما مغطى بالجليد لبعده عن الشمس يحتوي على الماء وبالتالي ربما يكون ذلك بداية لتشكيل صورة للحياة على سطح القمر.

ومن قبل نجحت مركبة فضاء أمريكية في إنتاج الأوكسجين على سطح المريخ، ورغم أن هذه العملية مكلفة للغاية لكنها خطوة كبيرة من أجل إعداد الكوكب الأحمر، ليكون مستعمرة أرضية.

من المؤكد أن هذا الأمر لن يكون في زمننا أو في مستقبل قريب، لكن خطوات الإنسان العلمية يمكنها ذات يوم من تحقيق ما تخيله مفكرون وأدباء وفلاسفة وعلماء، بأن يكون لنا عالم آخر، وأن يتنقل الإنسان بين الكواكب كما تبشر الأفلام الأمريكية فكل ما تخيله الإنسان أنجزه على أرض الواقع.

البحث عن الماء وإنتاج الأوكسجين، محاولات بشرية للخروج من نطاق الأزمات الأرضية وإذا نجحت الدول المتقدمة في مسعاها سيبقى إنسان الدول الفقيرة مستعمرا ومستعبدا في الأرض وفي الفضاء، وإذا كانت الدول المتقدمة تسعي لإنقاص عدد سكان الأرض فلن يكون لديها دوافع لقبول سكان الدول النامية في كواكبها الجديدة.

سيناريوهات الحياة في الفضاء لا نهائية، ولا أحد يمكنه تخيلها لكنها ربما تكون يوما حقيقة.