بروفايل: معتز الإمام.. الريشة التى توازى القلم

بروفايل: معتز الإمام.. الريشة التى توازى القلم
الفن التشكيلى هو اللسان الصادق جداً، الذى لا يحرف ما نراه وما نحس به، وما نرى أنه واجب الحدوث، ولهذا السبب أجد نفسى محباً للفن التشكيلى ومستمتعا جداً بتذوقه، ويحد شرح لوحات الفن التشكيلى لغويا من الرسالة البصرية التى يحملها، هكذا يرى معتز الإمام، حيث اللغة البصرية مرادفة للمنطوقة، كما أنه لا يمكن إقحام النص فى الأحاسيس البصرية، التى تدركها العين ولا سواها، كما يعتبر الأمر توريطا للأذن، وتقليلا لصلاحيات العين المتمرسة على إدراك الجمال أينما وجد، والاستمتاع به.
لا يدرك الإمام صاحب البشرة السمراء، بداية حقيقية لولعه بالفن، لكن ثمة مرحلة يمر بها الموهوبون فى بداية حياتهم، وقبل توهج الموهبة، تشى بأن مبدعا فذا فى طريقه للبزوغ، وهى مرحلة الطفولة الباكرة، بحسب الإمام.
وطفولة الرجل الباكرة حفلت بالـ«الشخبطة على الكراسات والحيطان»، فى محاولة منه لخلق عوالم أخرى غير واعية، وكمحاولة للتنفس والتعبير، وإبداء الرأى تجاه العلاقات التى تربطه بالكون الجديد الذى أتاه، وإقامة علاقات فطرية معه، إلى أن تطورت الممارسة إلى صفحات الورق، تاركا الألوان المسموح بها للأطفال، كألوان الشمع والخشب والباستيل، حتى يتحول إلى مرحلة أكثر إدراكا، فيما يطلق عليه «الفن التشكيلى»، الذى اقتفى أثر مفهومه الأساسى حتى قاده للمرحلة الجامعية، التى هى كلية الفنون الجميلة، ليهجر المحاولة ويسلك على غير هدى دروب الاحتراف.
معتز الإمام الذى ولد فى 1979 فى شرق السودان بمدينة كسلا، اطلع على الكثير من تجارب الفنانين العالميين والعرب والسودانيين، أفادته التجارب فى صياغة أسلوبه، وفى استخدام الخامة وشكل التعبير ومعالجة الموضوعات، فالفن التشكيلى هو موروث إنسانى مفتوح، لا تحده حدود وحواجز السياسة واللغة والدين واللون.
حطت قدما الإمام فى القاهرة فى عام 2005، كان يستكشف الواقع الفنى فى مصر، وكعادة مبدعى المنطقة، فإن النهر قد زيّن إحدى لوحاته، حيث الجميل الذى يحمله الرجل للنيل الذى هو سر وجوده، لذا يسعى لتسجيل حوار فنى بين العلاقة الممتدة بين النيل والإنسان الذى يعيش به وثقافته.
تتشعب التصنيفات الإبداعية، تختلف ألوانها، وتتعدد أدواتها، لكن علاقات خفية تربط هذا الفن بذاك، والإمام يحرص فى أعماله على تقديم رؤية خاصة به، يحاول تقديم سرد بصرى موازٍ للنصوص الأدبية، والقيم الحياتية، يرى اللوحة على أنها حوار متواصل بين الموجودات وأسباب وجودها وقيمها الجمالية، وتتعرض استقلاليتها للظلم عندما يحاول البعض إخضاعها لسلطة النص الأدبى.
وتعبر لوحاته عن مراحل النضج الفكرى، والمتغيرات الاجتماعية والثقافية والمناخية كما يقول، وهو الحوار المستمر بشكل يومى.
إن ترقب الإمام لكل ما يحدث يجعله يرى الفعل الحياتى، ويأتى رد فعله الفنى يسجل كصوت رفض أو قبول لما يحدث.
معتز الإمام الذى شارك العديد من المعارض الفنية والملتقيات التشكيلية بدول عديدة، وفى فعاليات مختلفة فى مجال الفن التشكيلى، يقول إنه يستمد رؤيته الفنية من الحوار المتصالح مع كافة الموجودات، فهو يحاول تسجيل جماليات الواقع والخيال تسجيلا لونيا.
يعمل الرجل الثلاثينى فى مرسمه بانتظام وبشكل مستمر، وينظم المعارض المختلفة، وموجود فى الحركة الفنية بالمنتج العملى والفكرى، وهو الذى يأتى بالأساس من الحراك الذى ينفتح على الثقافات المختلفة والقراءة وتكوين وجهات النظر حول ما يحدث من أحداث سياسية واجتماعية وثقافية على حد سواء.
أخبار متعلقة:
خلاص رُوحى
إنسان
عربة الترحيلات
تشرب لك كاس؟
عودةُ آمون!
صوت الغلابة
نقطة النهاية
من أسباب البكا
مستقبل الإسلام السياسى
حبيبة بجد
الرسالة
بروفايل: على سطحه الشفاف يتحول «الزجاج المعشق» إلى لوحة فنية