هاجر فتاة ريفية تستعيد ذكريات جدتها مع الفرن البلدي.. «لبست جلابية وعجنت الخبيز»

كتب: ريهام مصطفى

هاجر فتاة ريفية تستعيد ذكريات جدتها مع الفرن البلدي.. «لبست جلابية وعجنت الخبيز»

هاجر فتاة ريفية تستعيد ذكريات جدتها مع الفرن البلدي.. «لبست جلابية وعجنت الخبيز»

هاجر الشرقاوي، فتاة تعشق حياة الريف ببساطتها وطبيعتها، غير مبالية بالتطور التكنولوجي والعصر الحديث الذي يشهده العالم، بالإضافة إلى اهتمامها بنقل الإيجابيات إلى المجتمع بصورة مبسطة ومبهجة، ورسالتها دائما هي أن استرجاع كل ماهو قديم، لأنه كله خير وبركة ورزق، وأن الحياة ليست معقدة كما يراها البعض، وتحديدا الشباب في ظل الغلاء الذي يشهده اقتصاد العالم في الوقت الراهن.

استخدام الفرن البلدي بالدقهلية

وعندما كانت هاجر، تتمشى وسط الأراضي الزراعية وتستنشق الهواء النقي في قريتها أتميدة، تذكرت جدتها التي كانت تستيقظ من الصباح الباكر مستخدمة الفرن البلدي وعمل كل المأكولات الشهية من خلاله بأقل التكاليف، ففكرت في عمل رسالة إيجابية للمجتمع المصري وهو استعادة كل ماهو قديم اندثر، لتجد بعض السيدات يمتلكن فرن بلدي، وتستعد هاجر لعمل الخبز بواسطة الفرن البلدي أو الصاجة، وفق حديثها لـ«الوطن».

استعارت هاجر الجلابية الفلاحي من خالتها، التي أصبح من النادر وجودها، لترتديها لأنه الزي الأصلي «بتاع كل المصريين»، وفي تمام الساعة الخامسة فجرا شاركت الفتاة الريفية السيدات في عجين الخبز، وخبزت أكثر من 8 أرغفة، «أثناء الخبز بنشرب الشاي الراكية، وهو وضع الإبريق على مجموعة من الحطب والقش المشتعل وطعمه لذيذ جدا بالإضافة لتناول الجبنة القديمة» وفق هاجر.

تقول هاجر، «شعرت بسعادة كبيرة جدا لأنني تذكرت أيام جدتي وما كانت تقوم به من عمل كافة المعجنات والأطعمة بواسطة الصاجة أو الفرن البلدي بأقل الأسعار والتكاليف، وكان يتجمع حولنا كل الناس الطيبين، وكان ليس حكرا على أحد، وكان الجيران يتشاركون الفرن مع بعضهم، وأحببت إيصال هذه الرسالة لمجتمعنا بأنه يمكن أن نتعايش بأقل التكاليف وبأقل الإمكانيات، والطعام له مذاق آخر ومختلف وصحي وشهي ورائحة مميزة، والفرن كله خير وبركة ومحبة، وأقوم بتسجيل كل الأحدث التي أقوم بها ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي ولاقت إعجابا كبيرا».

توجيه رسالة إيجابية بفكرة بسيطة للشباب

«ولم أكتفي عند هذا وحسب، فأحببت توجيه رسالة إيجابية وبفكرة بسيطة للشباب بسبب البطالة، لاسيما أن الجميع يشكو من أنه لا يوجد وظيفة أو أن المعيشة باهظة الثمن، فخطرت على بالي فكرة مشروع التين الشوكي، وقمت بها بشكل عملي حتى أثبت لهم أنه من الممكن عمل مشروع بأقل الإمكانيات، ويحبه الجميع فاشتريت صناديق تين شوكي من سوق الجملة، وكانت أسعاره معقولة جدا، وفرشت على الأرض، وقمت ببيع التين الشوكي كله في قريتي، وكسبت في هذا اليوم أكثر من 100 جنيه في الصندوق الواحد، ونشرت هذه الفكرة على السوشيال ميديا ووجدت تعليقات إيجابية من الجميع، وأنني سبب تشجيعهم وتحفيزهم على العمل وإعادة التفكير مرة أخرى» تقول هاجر.

وتختم الفتاة بقولها: «أنا فتاة ريفية وأعشق حياة الريف بكل تفاصيلها وأتمنى أن تعود لسابق عهدها، والحياة بسيطة، ولكن البشر هم من يعقدون الأمور».


مواضيع متعلقة