قطن صديق للبيئة.. إنتاج أصناف ملونة طبيعيا وإعادة تدوير المخلفات صناعيا

كتب: خالد عبد الرسول

قطن صديق للبيئة.. إنتاج أصناف ملونة طبيعيا وإعادة تدوير المخلفات صناعيا

قطن صديق للبيئة.. إنتاج أصناف ملونة طبيعيا وإعادة تدوير المخلفات صناعيا

بأقسام بحثية بها عشرات الخبراء والباحثين و24 معملاً و9 محطات بحثية موزعة على مستوى الجمهورية، لمتابعة دورة القطن كاملة، من البذرة حتى المنتج النهائى، يشرف «معهد القطن للبحوث» على تطوير زراعة وصناعة القطن وجعلها متواكبة مع أحدث التوجهات العالمية ومتوافقة مع التوجهات البيئية الحديثة وجهود التكيف مع التغيرات المناخية.

هذا ما تؤكده الدكتورة عبير سمير، وكيل معهد القطن للبحوث، التى توضح أن من أهم إنجازات معهد القطن إنتاج أمتن صنف على مستوى العالم طبقاً للقياسات الطبيعية والفيزيائية للتيلة، مقارنة بالتقارير العالمية، وهو صنف جيزة 92، مشيرة إلى أنه لم يصل أحد فى العالم لدرجة المتانة المقدّرة بـ«50 جرام تكس»، إلا مصر، كما أن لدينا أيضاً أنعم الأصناف على مستوى العالم.

وتشير وكيل المعهد للبحوث إلى أن المعهد استطاع أن يُنتج أصنافاً تُرضى كلاً من الفلاح، والتاجر، والغزّال (المحلى والدولى)، واستطاع من خلال هذه الأصناف الجديدة، تقليل استخدام المياه، وزيادة الإنتاجية، وتصفية الحليج، ناهيك عن زيادة الجودة بالنسبة للغزّال، وتحقيق أقل هدر أثناء التصنيع، وقيمة مضافة مرتفعة.

ولا يقتصر الأمر على ما سبق، حسبما تضيف الدكتورة عبير سمير، ففى إطار حرص المعهد على التنافسية العالمية، وتنفيذ توجيهات الرئيس السيسى بأن يكون لدينا مُنتج مصرى ينافس عالمياً، بدأ المعهد التركيز فى تطبيق الاتفاقيات والمبادرات العالمية التى تُركز على الأبعاد البيئية والاجتماعية المتعلقة بالقطن.

ومن بين المبادرات التى اشترك المعهد فيها بالفعل ويطبق تقنياتها، مبادرة قطن أفضل التابعة لمنظمة اليونيدو والحكومة الإيطالية، ومبادرة تحسين استدامة القطن، وتحسين سبل المعيشة (REEL) التابعة لقطن كونيكت ببريطانيا، ومبادرة أخرى تابعة لمنظمة العمل الدولية للقضاء على عمالة الأطفال فى سلاسل توريد القطن، وكل هذه المبادرات تحافظ على البيئة والتربة وتُقلل استخدام المبيدات والكيماويات الضارة، وتستخدم الأسمدة العضوية والمكافحة الحيوية، وتوفر مياه الرى وتحافظ على جودة المياه، وتحقق مبادئ العمل اللائق والمساواة بين الجنسين وعدم تشغيل أطفال.

وفى هذا السياق، تؤكد الدكتورة عبير سمير أن المعهد يقوم الآن بعمل إعادة تدوير لمخلفات القطن، سواء فى مرحلة الحقل (للمخلفات النباتية)، أو لمخلفاته الصناعية لإنتاج مواد ثانوية ذات قيمة اقتصادية، وعلى سبيل المثال: يستخرج المعهد من ساق أو ألياف القطن المخلفة فى المصانع، «السليلوز النقى»، و«النيترو سليلوز» اللذين يستخدمان فى صناعة الورق، والمفرقعات والطلاءات، ومواد تستخدم فى الأدوية، وفى صناعة البلاستيك وتحديداً القفازات الطبية، وإطارات السيارات، فضلاً عن استخراج مواد مضادة للبكتيريا، وزيوت وصابون من هذا الزيت.

وتلفت وكيل المعهد للبحوث إلى أنه تم بالتعاون مع شركة «سيكم» إنتاج قطن عضوى خالٍ من الكيماويات ولا يسبب حساسية وهو قطن عليه طلب خارجى فى أوروبا وأمريكا، ومساحة زراعته تزيد مع الوقت، كما تم استنباط القطن الملون والذى لا يحتاج لصباغة وتجهيز أو كيماويات ويوفر الطاقة والمياه التى تستخدم فى عملية التجهيز، وقد تم استنباط ألوان ودرجات منه، ومنها: البنى والبنى المحمر والأخضر (الفاتح والغامق)، والبرتقالى، وصفات الجودة منه فاقت المواصفات العالمية، ومن المقرر أن يتم طرحه تجارياً خلال سنتين.

ومن بين مميزات هذا القطن أنه مقاوم للبكتيريا ولا يسبب روائح عرق عند ارتدائه، وهو ما يجعله مناسباً للرياضيين والمستشفيات ومرضى السكر وضعف المناعة، كما أنه مضاد للأشعة فوق البنفسجية، وهو ما يتيح استخدامه فى الجيش كرداء واقٍ من الأشعة فوق البنفسجية، ولا سيما أن ألوانه تتماشى مع ألوان الزى العسكرى.

وكنتيجة لما سبق، أصبح «معهد القطن» إحدى أدوات الدبلوماسية والقوة الناعمة لمصر فى أفريقيا، حيث قام المعهد بناء على توجيهات السيد رئيس الجمهورية بالدخول للعمق الأفريقى، وبالتعاون مع الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية، ينظم المعهد دورات للأفارقة فى مجالات مختلفة، حيث درب بالفعل ما يقرب من 100 أفريقى فى أكثر من 18 دولة أفريقية، وأصبح التعاون مع المعهد مطلباً وحلماً للدول التى تعاونت مع المعهد بالفعل، ومن بينها مالى والكاميرون وأفريقيا الوسطى ونيجيريا، وجارٍ العمل معهم لتحسين سلالات القطن لديهم باستخدام الخبرة المصرية.


مواضيع متعلقة