مؤلف «الجماعات العلاجية»: التأمل طريق التعافي

مؤلف «الجماعات العلاجية»: التأمل طريق التعافي
مؤلفات عديدة تناولت مسألة العلاج النفسى، لكن قليلاً منها هو الذى ركز على العلاج الجماعى وأهميته، أبرز هذه المؤلفات هو كتاب «العلاج النفسى والجماعات العلاجية» للدكتور صبرى عبدالفتاح، الذى تناول العلاج النفسى الفردى والجماعى، وأكد أن العلاج النفسى منذ بداية التاريخ ولكن تحت أسماء مختلفة منها المشورة، وكان كل الأطباء والحكماء ورجال الدين يقومون به. ويقول «عبدالفتاح» إن العلاج النفسى قام على أساس علمى مع ظهور علم النفس، ففى البداية ظل التحليل النفسى الذى أسسه فرويد وتلاميذه هو الأساس، وبعد ذلك ظهرت نظريات كثيرة، منها التركيز على التفكير فى العلاج المعرفى السلوكى، وأضاف لـ«الوطن» أن العلاج الجماعى ظهر مع الحرب العالمية الثانية مع ازدياد حالات الصدمة والاكتئاب خلال الحرب، وذلك لمواجهة آثار الحرب وتحقيق الصمود النفسى، واستعادة الحياة الطبيعية فى أقرب وقت ممكن.. وهى تعمل من خلال إبعاد الشخص عن مصادر الخطر وتخفيف أثر الصدمة عليه ومساعدته على التكيف مع آثارها على المدى القصير والبعيد.
وتابع الخبير النفسى أن العلاج النفسى الجماعى يستخدم فى جميع الحالات النفسية وجميع الأعمار، كما يستخدم فى حالات ليست مرضية، كالمشكلات الزوجية والعنف الأسرى وحالات الإدمان، وهو يعمل على زيادة البصيرة والوعى بمشكلات الشخص وسلوكه، وتحديد أوضح للهوية الذاتية للشخص، ويعمل على تصريف الانفعالات والصراعات النفسية التى تعيق حياة الفرد، وتغير العادات غير المرغوب فيها أو أنماط ردود الفعل السيئة، بالإضافة إلى قيام هذا النوع من العلاج على تحسين علاقة الفرد مع الآخرين وتعلم المهارات الاجتماعية، مضيفاً: «كل العلاجات النفسية توسع من آفاق المريض، وتزيد من اختياراته بمساعدته على أن ينمى وعياً أكمل بذاته، وإدراكاً أكثر دقة للآخرين، ومدى واسعاً من أنواع السلوك. فكل العلاجات النفسية تحافظ على الأمل فى التحسن عند المريض».
«التنمية البشرية» تستخدم نفس نظريات العلاج النفسي لتعزيز النمو الشخصي
ويعرض كتاب «العلاج النفسى والجماعات العلاجية» نظريات مختلفة عن العلاج النفسى مع الأفراد والجماعات، إذ يتم شرح مبادئ الديناميكا النفسية والعمليات الجماعية، بالإضافة إلى أساليب العلاج ما بعد التحليل النفسى، مثل علاج الجشطالت والتحليل المعاملاتى، وفقاً لـ«عبدالفتاح»، متابعاً أن جماعات التنمية البشرية أو مجموعات النمو الشخصى تستخدم نفس التقنيات والنظريات التى يستخدمها العلاج النفسى الجماعى لتعزيز النمو الشخصى والعلاقات الشخصية بين الأصحاء بهدف التنمية البشرية، كما أضاف: «من العلاجات الجماعية التى تناولها الكتاب جماعات المواجهة التى تستخدم لمواجهة الشخص مخاوفه وأوهامه وافتراضاته الخاطئة عن نفسه وعن العالم، والتى تكون فى معسكر نفسى يسمى الماراثون لعدة أيام بشكل متواصل. وهى تنظم للأصحاء وليس للمرضى بهدف النمو والنضج النفسى وتطوير الذات والقدرات النفسية وليست للمرضى».
وبدوره أوضح الخبير النفسى أن التأمل هو أحدث الطرق فى العلاج النفسى الجماعى، وهو ممارسة الوجود والانخراط الكامل فى اللحظة الحالية دون حكم أو انشغال بما يشتت العقل. ويتضمن التأمل كذلك التركيز والاهتمام بأفكارك ومشاعرك والإحساس بجسدك ومحيطك فى اللحظة الحالية بشعور من الفضول والانفتاح، كما أكد أن التأمل يمكن أن يساعد فى تخفيف التوتر وتحسين التركيز والانتباه وزيادة الوعى بالذات وتعزيز الصحة العامة، وهناك تقنيات مختلفة لممارسة التأمل كالتأمل مع تمارين التنفس مثل حالات اليوجا أو مجرد التركيز وتأمل كل من الأنشطة اليومية مثل الأكل أو المشى.