«أوباما» المتخبط دائماً
![«أوباما» المتخبط دائماً](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/317586_Large_20150222090244_15.jpg)
حالة من التخبط سادت أروقة البيت الأبيض، فقد راحت أعوام كاملة من التخطيط لمشروع جديد فى منطقة الشرق الأوسط هباءً، لا أحد داخله يدرك حقيقة ما حدث، وكيف وصلت الأمور إلى تلك النهاية، ولكنه يظل الواقع سواء قبلوه أو رفضوه.. الجميع يحاول لمّ شتاته بأسرع وقت ممكن، فالحرج السابق كان كافياً لتأزيم الأمور، ولكن الرياح لا تأتى دوماً بما تشتهى السفن، فالرئيس الأمريكى الذى يحمل لواء الدفاع عن الحريات والديمقراطية، فشل فى إدارة مصالح بلاده وأفقدها أهم حليف لها فى الشرق الأوسط، ولكن لم يقتصر الأمر على هذا فقط، بل إن سياساته تسببت فى خسارته شعبيته وتراجع حزبه الديمقراطى فى أوساط الأمريكيين.
الرئيس الأمريكى باراك أوباما لم يستطع السيطرة على غضبه رغم تحفظه الشديد حول الأمر، حاول فى البداية السيطرة على إدارته ومنعها من الإدلاء بأى تصريحات تزيد الأمور سوءاً، ولكنه سرعان ما ينزلق إلى منحدر يصعب الخروج منه.. تعليقات تخرج من مستشاريه وأعضاء «الكونجرس» الديمقراطيين، تزيد الأمور صعوبة وتأزيماً. يحاول هو احتواء غضبه وحالة التخبط التى اعترته منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسى، الذى لم يتوان لحظة فى الدفاع عنه، ويضطر إلى تهدئة حدة الصدام التزاماً بالمصالح الأمريكية فى المنطقة. رغم ذلك، يحاول «أوباما» أن يظهر بعض الامتعاض غير المباشر مما جرى، فمشهد النهاية كان مختلفاً تماماً عما خطط له فى السابق.
منذ الإطاحة بـ«مرسى»، كان التناقض سيد الموقف فى سياسات «أوباما» الخارجية فيما يتعلق بمصر، تارة تخرج إدارته ببيان يرفض ما حدث بحجة أن انتخاب «مرسى» كان ديمقراطياً، وأخرى يخرج هو بنفسه أمام العالم كله فى الجمعية العامة للأمم المتحدة يعلن أن «انتخاب مرسى ديمقراطياً، لا يشفع له كونه فشل فى الحكم».
كل هذا التناقض كان بداية اللحظة الفاصلة فى تاريخ بلاده.. اللحظة التى يتحول فيها الصراع على الحكم بين الجمهوريين والديمقراطيين فى الولايات المتحدة، إلى خلاف حول المصالح الأمريكية، الآن فقط، بات يمكن للتاريخ أن يذكر «أوباما» على أنه «أسوأ من تحكم فى المصالح الأمريكية فى تاريخ بلاده».