"كوباية شاي سخنة" على الطريق السريع.. "اكسب ثواب في البرد"

كتب: شيرين أشرف

"كوباية شاي سخنة" على الطريق السريع.. "اكسب ثواب في البرد"

"كوباية شاي سخنة" على الطريق السريع.. "اكسب ثواب في البرد"

تندفع السيارات على الطريق السريع في رحلة العودة، والهرب من موجة الصقيع التي ضربت البلاد، وبدت المدينة متأهبة لهذا الطقس حيث خلت من السكان أو حتى المارة. "محمد" و"بهجت" وسامية" وأبناؤهم فقط في هذا الطقس، يشيرون إلى قائدي المركبات، محاولين إيقافهم ليعطوهم "كوباية شاي سخنة"، تم صنعها خصيصًا ووضعها على رصيف الطريق الدائري، لتدفئة مختلف الطبقات التي تقصد تلك الطرق السريعة، ابتداءً من عمال النظافة إلى سائقي الشاحنات الثقيلة الذين يقطعون مسافات من محافظة إلى أخرى. الطريق السريع اختاره محمد كامل، محامٍ، معتمدا على مختلف الأطياف التي تقصد تلك المنطقة، فمنهم من يتخذه طريقاً للسفر "وقدامه كتير لحد ما يوصل"، وآخر مسؤول عن نظافة وتجميل المكان، بخلاف سائقي الشاحنات الثقيلة، وجميعهم أخذتها "سامية" في عين الاعتبار ووجدتها فرصة مناسبة لكسب ثواب تدفئة المارة على طريق سفر. "في ناس كتير بتعدي على طريق الدائري عشان تسافر وهما اللي كانوا الأساس أننا نوزع عليهم كوباية الشاي، ده غير سواقين التاكسي اللي ماشيين على الطريق في عز البرد عشان أكل عيشهم كانوا محتاجين حاجة تدفيهم"، حسب سامية صاحبة الفكرة، التي عبَّرت عن شعورها بفرحة المارة بكوباية الشاي قائلة: "حسيت إني عملت ثواب كبير، معظم الناس خافت من الجو وقاعدة في بيوتها، وأنا فكرت مع أصدقائي إننا ننزل وندفي الناس بفكرة بسيطة، مكلفتناش كتير بس منها دفينا الناس وأخدنا ثواب بوقفتنا في البرد وإحساسنا بيهم". وزَّعت "سامية" وأصدقاؤها أكثر من 350 كوباية "شاي" في اليوم على الطريق السريع، "قدرنا نوزَّع كوبايات كتير على السواقين والعمال اللي كانت بتنضف على الطريق في البرد، وكنا بنخلي عيالنا تشارك في التوزيع بعد ما نوقف العربيات عشان يتعلموا إن الخير مش لازم لحد غلبان، الأهم إنك تعمل ثواب يستفيد بيه كل الناس في المواقف اللي زي دي"، موضحة أن فكرة توزيع "كوبايات الشاي" على السائقين لسهولة شربها أثناء القيادة، أما عمال النظافة فوزعوا عليهم "علب كشري"، "والناس كانت مبسوطة وبتقف لينا، على قد ما الجو كان ساقعة جداً".