السودان في قلب القاهرة (ملف خاص)

السودان في قلب القاهرة (ملف خاص)
كقبضة اليد تتجاور دول أفريقيا، تتداخل تضاريسها على الخريطة لتشكل ملامح قارة قوية، ينساب النيل فى أرضها شرياناً للحياة، وتتدفق معه آمال الشعوب فى الرخاء والتنمية، غير أن تلك الآمال كثيراً ما تصطدم بتحديات عديدة، تستهدف تقويض الطموحات، وفضّ قبضة الدول وتفتيتها، بالتدخل فى شئونها الداخلية تارة، وتأجيج الصراعات والنزاعات بينها، وبين الشعب الواحد تارة أخرى، ليمثل الصراع فاتورة كبرى، تُثقل كاهل القارة السمراء وتُهدد أمنها واستقرارها، بخلاف أعباء الفقر والجوع وهشاشة الاقتصاد وضغف التمويل وتراجع التنمية، ومؤخراً الآثار السلبية للتغيرات المناخية.
القارة الأفريقية، على موعد مع قمة جديدة لمواجهة أحد أكبر تحدياتها، من «القاهرة» وهو الأزمة السودانية، والاقتتال الداخلى، الذى يهدد وحدة السودان وسلامته واستقراره، ويُهدر مقدرات شعبه، ويستهدف مؤسسات دولته، وأدى إلى نزوح ملايين السكان إلى مناطق آمنة فى السودان، وإلى دور الجوار وفى مقدمتها مصر، التى استقبلت مئات الآلاف من النازحين، وشاركت مواردها المحدودة معهم فى ظل وضع اقتصادى عالمى بالغ الصعوبة.
ومن «القاهرة» توافقت دول الجوار فى قمة رؤسائها على «كلمة سواء»، على خطة عاجلة وخارطة لحل أزمة السودان، ركنها الأول التواصل مع الأطراف المتحاربة فى السودان، لوقف فورى للتصعيد وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية وإقامة ممرات آمنة، وصولاً إلى إنهاء الحرب لتجنيب الأبرياء من أبناء الشعب ويلاتها، وحفاظاً على الممتلكات والمؤسسات وعلى سيادة ووحدة السودان وسلامة أراضيه.
كما شهدت القمة فى ختامها الاتفاق على تشكيل آليه وزارية، تضم وزراء خارجية دول الجوار، لوضع خطة عمل تنفيذية وحلول قابلة للتنفيذ لوقف الاقتتال والتوصل إلى حل شامل للأزمة السودانية واتخاذ الإجراءات لمعالجة تداعياتها، على أن تعرض نتائج اجتماعاتها على القمة القادمة لدول جوار السودان.