رئيس المجلس الأعلى للجالية السودانية: مصر قدمت كل الدعم للنازحين دون تفرقة

رئيس المجلس الأعلى للجالية السودانية: مصر قدمت كل الدعم للنازحين دون تفرقة
أكد الوزير المفوض دكتور حسين محمد عثمان، رئيس المجلس الأعلى للجالية السودانية، أن مصر من أوائل الدول التي رفضت التدخل في الشؤون الداخلية للسودان، وهو ما يجعل موقفها يحترم ويزيد من مكانتها بشكل كبير لدى المواطنين السودانيين، مشيراً إلى أن مصر استقبلت آلاف النازحين، وقدمت لهم كل سبل الدعم الإنساني والصحي والمعيشي، بدون تفرقة بين أبناء الشعبين.
وقال رئيس الجالية السودانية في مصر إن المبادرات السابقة لحل الأزمة السودانية لم يكن هدفها هو تحقيق السلام وإيقاف الحرب، معتبراً أن «هناك أجندات كثيرة»، فضلاً عن وجود محاولات لاستغلال بيئة الحرب في السودان لتمرير بعض الأجندات، وخدمة مصالح بعض الدول الأخرى، لذلك كان هذا السبب الرئيسي في فشل المبادرات السابقة.
كيف ترى قمة دول جوار السودان المنعقدة بالقاهرة؟
جهود الدولة المصرية في دعم الشعب السوداني لا تخفى على أحد، وهو ما ظهر في انعقاد قمة دول جوار السودان، التي عُقدت اليوم الخميس، بحضور رؤساء الدول المجاورة، وهي من الأمور الصعب حدوثها، لكن هذا يدل على دور وتأثير مصر في التفاف قادة إفريقيا حولها، وإن كانت هناك بعض التطلعات من الفصائل السياسية المختلفة في السودان بأن تكون تلك القمة في وقت أبكر، ونأمل أن يؤدى انعقاد القمة إلى ظهور موقف واضح للدول المجاورة للسودان.
ما المطالب التي يريدها الشعب السوداني من قمة دول الجوار؟
هناك مجموعة من المطالب المشروعة والبسيطة التي تضمن استقرار البلاد، وفي البداية هي إدانة كاملة للعمليات التي تقوم بها قوات الدعم السريع سواء من تخريب ونهب وسرقة وتهجير قسري للسودانيين، مع الاعتراف الدولي بأن تلك القوات هي فصيل متمرد من الجيش، وليست ندا للجيش السوداني المسلح، والاعتراف بأنه شأن داخلي فقط.
المطلب الثاني هو أن يكون هناك وثيقة مشتركة تمنع تهريب الأسلحة والدعم العسكري إلى قوات الدعم السريع، وأن يكون هناك دعم واضح وسريع للقوات المسلحة السودانية فقط.
كيف ترى دور مصر في حل الأزمة السودانية الراهنة؟
يجب أن نقدم كافة الشكر والتقدير للرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، على مجهوداته الكبيرة منذ بداية الأزمة الحالية في السودان، حيث كان موقفه واضحاً وصريحاً عندما قال إنها شأن داخلي، يقوم من خلاله إرادة السودانيين على الوصول إلى الحل، بينما الغالبية العظمى من الدول بدأت تتعامل مع الشأن السوداني بشكل مباح، بدايةً من التدخل وتوجيه العملية السياسية السودانية.
وتابع أن العلاقة بين مصر والسودان ممتدة، إذ إن خصوصية العلاقة بين الدولتين سمحت لمصر بالتواجد في الخلافات السودانية منذ إعلان حق المصير قبل الاستقلال، وحينها عملت مصر على توحيد كافة شرائح وفئات الشعب السوداني.
وبسبب الأزمة الراهنة التي يمر بها السودان منذ 3 أشهر ماضية، والتي تسببت في نزوح أعداد كبيرة من السودانين، وكانت مصر هي من أوائل الدول التي استقبلت المواطنين، بل إنها أكثر الدول احتواءً لعدد اللاجئين السودانيين والذين يقتربون من 200 ألف سوداني، وهو رقم ضخم، لم تقم أي دولة أخرى باستقباله.
كما قامت بتوفير سبل المعيشة والإغاثة الطبية والمساعدات الإنسانية لجميع اللاجئين، وفضلاً عن دور الدولة، فقد ظهر بشدة دور الشعب المصري، الذي استضاف العديد من الأسر القادمة من الحدود وشهدوا من خلالها على كرم الاستضافة.
كيف ترى المبادرات السابقة لحل الأزمة السودانية الراهنة؟
الصراع الدائر في السودان هو بين القوات المسلحة وفصيل متمرد من داخل الجيش، بالتالي فهو أمر داخلي، لا يمكن أن يتم حله على المستوى العسكري وليس حتى الشعبي، لكن جميع المبادرات السابقة، كانت تعتمد على التدخل في الشأن الداخلي، وتعتبر مصر هي الدولة الوحيدة التي رفضت هذا الأمر بشكل واضح، حيث أعلنت موقفها وهي أنها لا تتدخل في الشأن الخارجي وإنما تعمل على رأب الصدع والخلافات وحماية آمنها فقط.
للأسف لم يكن هدف المبادرات الآن في الأزمة السودانية هو تحقيق السلام وإيقاف الحرب، هناك أجندات كثيرة فضلاً عن وجود محاولات لاستغلال بيئة الحرب في السودان لتمرير بعض الأجندات وخدمة مصالح بعض الدول الأخرى، لذلك كان هذا السبب الرئيسي في فشل المبادرات السابقة.