«عبدالباسط»: جامع «أم السلطان شعبان» يوحي بالعظمة ويبرز جمال زخرفة المساجد

كتب:  أحمد ماهر أبوالنصر

«عبدالباسط»: جامع «أم السلطان شعبان» يوحي بالعظمة ويبرز جمال زخرفة المساجد

«عبدالباسط»: جامع «أم السلطان شعبان» يوحي بالعظمة ويبرز جمال زخرفة المساجد

قال طاهر عبدالباسط، مهندس معمارى، إن جامع «أم السلطان شعبان» بما يحويه من مدرسة ومسجد على الطراز الإسلامى القديم يعتبر تحفة فنية بكل ما تحمله الكلمة من معنى لوجود مجموعة كبيرة من الزخارف النباتية المتنوعة المحفورة فى الحجر، ويبدو من هيئتها أنها متأثرة كثيراً بالأسلوب الصينى فى الزخرفة، مشيراً إلى أنه من بين الفنيات الجمالية التى تميز الهيكل الداخلى للجامع أن المصمم اعتمد على التماثيل المحورية سواء المطلة على الشارع أو على واجهاتها المطلة على الصحن بجانب وجود تدرج متتابع للفراغات كان له دور كبير فى تهيئة المصلين والطلاب للدخول.

وتقع الواجهة الرئيسية للجامع فى الضلع الشرقى، وفى الطرف الشمالى الشرقى يوجد حوض لشرب الدواب، يكاد يكون منفصلاً عن الواجهة فهو وحدة بنائية قائمة بذاتها، يعلوه كتاب صغير ملحق به، يهدف إلى تحفيظ الأطفال اليتامى القرآن وتعليمهم الخط العربى، وفى الطرف الآخر للمدرسة يوجد سبيل، أما الرُكن فتوجد به مئذنة مكونة من 3 طوابق كان قد سقط منها طابق، قبل إعادة ترميمها كاملة لتحسين وضعها الجمالى وإعادة طابقها المفقود: «المدخل الرئيسى للمدرسة فيه باب يعتبر لوحده تحفة فنية غاية فى الجمال والإبداع لأنه فيه مجموعة متنوعة من الزخارف المحفورة فى الحجر».

وبتحليل مسقط المدرسة يتضح أنها تشغل مسطحاً إجمالياً يبلغ حوالى 950 متراً مربعاً، ويشغل الصحن من تلك المساحة 160 متراً مربعاً: «عدد كبير من الدراسات بحثت فى الشكل الفنى للمدرسة والمسجد وكان منها كتاب أسس التخطيط الحضرى والعمرانى للقاهرة واللى فيه حاول المعماريون توضيح الشكل اللى كان عليه مسقط الجامع اللى أخد النمط التقليدى ذى الإيوانات الأربعة المتعامدة على الصحن المكشوف واللى أكبرها إيوان القبلة وإن كانت نسبة استطالة إيوان القبلة جات فى الاتجاه الطولى على عكس الوضع المتعارف عليه واللى بتكون فيه الاستطالة موازية لجدار القبلة».

ويتبين من المسقط أيضاً وفقاً لكتاب «أسس التخطيط الحضرى والعمرانى للقاهرة» تعدد المداخل لوقوع المدرسة على 3 شوارع، يؤدى المدخل الرئيسى للصحن عبر مدخل منكسر ودهليز والمدخل الثانوى يؤدى مباشرة إلى الصحن: «من خلال المسقط بتظهر لينا العناصر الرأسية وبرضه الأفقية وبيبان من خلالها اتصال غرف الطلاب بالطابق العلوى واتصال المدفنين اتصالاً مباشراً بالمداخل».

اختيار موضع السبيل بجوار مدخل الجامع كان لسهولة توصيل المياه إليه وقد تم فصل المطهرة فراغياً عن منسوب أرضية الجامع حرصاً على تأكيد الفصل بين المناطق الطاهرة ومناطق الوضوء ويتم الوصول للمطهرة من خارج المدرسة ومن داخلها أيضاً.

أما المقرنصات بمدخل الجامع فهى معقدة بشكل كبير ومقتبسة من مداخل عمائر السلاجقة، وتبدو فريدة من نوعها نتيجة لصغر اتساع حجر المدخل وهو ما كان سبباً فى اضطرار المهندس لتركيب المقرنصات فوق بعضها بعضاً فى شكل هرمى، وعن ذلك يقول «عبدالباسط»: «مسجد أم السلطان شعبان منفرد بين المساجد المملوكية لأن فيه مئذنة ضخمة بتتميز بوجود شغل رخام عالى الجودة والصحن بتاعها مفروش بأشرطة ومربعات من الرخام الملون».

ألحق الأشرف شعبان بجامع والدته وقرب المدرسة قبتين، الجنوبية منهما هى الأصغر من حيث الحجم وهى التى دفن بها بعد مقتله، ودفن معه أيضاً ابنه الملك المنصور، والقبة الشمالية هى الأكبر وبها العديد من الزخارف النادرة وتلك التى دفنت بها خوند بركة والدته ودفنت معها بعد ذلك ابنتها خوند زهرة.


مواضيع متعلقة