نساء من بيت النبي.. أم كلثوم صابرة آل البيت

نساء من بيت النبي.. أم كلثوم صابرة آل البيت
ولدت أمّ كُلثُوم، بنت النَّبي محمد، من زوجته خديجة بنت خويلد، قبل البعثة النبوية بست سنوات، يكبرها سنًّا من البنات زينب ورقية، و"أمّ كُلثُوم" كُنيتها، ولا يُعرَف لها اسمٌ.
وتزوجت عتيبة بن أبي لهب، قبل الإسلام، ولما نزلت (تبت يدا أبي لهب) قال أبوه: رأسي من رأسك حرام، إن لم تفارق بنت محمد، فطلقها.
وقال مصعب: هي أكبر من رقية، وتزوجها عثمان بن عفان بعد وفاة رقية سنة ثلاثة من الهجرة، وكان ذلك بعد ما عرض عمر رضي الله عنه حفصة على عثمان، وسكت لأنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ألا أدل عثمان على من هي خير من حفصة، وأدلها على من هو خير من عثمان"، ثم زوج أم كلثوم رضي الله عنها من عثمان، وتزوج صلى الله عليه وسلم حفصة، كذا ذكره في الاستيعاب لأبن عبدالبر، وعقد عثمان، رضي الله عنه على أم كلثوم في سنة الثالثة في ربيع الأول، وبنى بها في جمادى الآخرة.
وتوفيت أم كلثوم سنة تسع من الهجرة، في حياته صلى الله تعالى عليه وسلم، وصلى عليها رسول الله ونزل في قبرها علي رضي الله عنه وأسامة بن زيد رضي الله عنه.
وذكر في شرح ذات الشفاء: أنا أبا طلحة الأنصاري استأذن قال لأصحابه: "هل منكم أحد لم يقارف ذنباً؟" فقال أبو طلحة: أنا فأمره فنزل لحفرتها، وغسلتها أسماء بنت عميس، وصفية بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وشهدت أم عطية وحكت قوله صلى الله عليه وسلم: "اغسلنها ثلاثاً أو خمساً أو أكثر من ذلك إن رأيتن " قالت ليلى الثقفية: كنت فيمن غسلنها، فأول ما أعطانا النبي من كفنها الحقو، أي الإزار، ثم الدرع، ثم الخمار ثم الملحة، ثم أدرجت في الثوب الأكبر، ورسول الله صلى الله عليه وسلم خلف الباب يناولنا.
وذكر في التبيين: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا على عتيبة بن أبي لهب فقال: "سلط الله عليك كلباً من كلابه" فخرج في تجارة إلى الشام، فلما كان في أرض مسبعة تذكر دعاءه، صلى الله عليه وسلم فنضد الحمول ودخل وسطها فإذا بأسد مقبل، فلم يقدر الركب دفعه، ووثب عليه، فافترسه.
وقد لاقت أم كلثوم عناءا شديدا من بداية الدعوة وحتى وفاتها، فقد أذاقتها أم عتيبة "حمالة الحطب" الأمرين قبل أن يطلقها ابنها، وكانت مع المحاصرين من المؤمنين فى شعب أبى طالب، حين قرر الكفار قتل المسلمين جوعا.
وهاجر عنها الرسول مع صاحبه أبى بكر الصديق هي وأختها فاطمة، وعشات أياما صعابا من أذي المشركين، بعد خروج الرسول.
وذكر في كتاب البستان: لما زوج صلى الله عليه وسلم رقية لعثمان وأقامت عنده إلى أن ماتت فزوجه أم كلثوم، ولهذا سمي ذو النورين.