بعد قرار واشنطن تزويد أوكرانيا بالذخائر العنقودية.. ماذا تعرف عن القاتل الصامت؟

كتب: أحمد عادل موسى

بعد قرار واشنطن تزويد أوكرانيا بالذخائر العنقودية.. ماذا تعرف عن القاتل الصامت؟

بعد قرار واشنطن تزويد أوكرانيا بالذخائر العنقودية.. ماذا تعرف عن القاتل الصامت؟

بعدما أعلنت الولايات المتحدة عن موافقة الرئيس الأمريكي، جو بايدن على تزويد أوكرانيا بذخائر عنقودية، قلقًا لدى منظمات حقوق الإنسان التي تطالب بحظر استخدام هذه الأسلحة بشكل قاطع، وتساءل البعض عن ماهية هذه الذخائر وما هو خطرها؟

القاتل الصامت

تُعد الذخائر العنقودية، المعروفة بلقب «القاتل الصامت»، مشكلة ملحة تمتد لعقود، إذ تتكون هذه الأسلحة من حاوية تفتح في الجو وتنطلق منها أعداد كبيرة من «القنابل الصغيرة» أو الذخائر الصغيرة المتفجرة، وذلك على مساحة واسعة، وفقًا لتقرير موسع نشرته اللجنة الدولية للصليب الأحمر.     

ويختلف عدد الذخائر الصغيرة في الذخائر العنقودية وفقًا لنوعها، إذ يمكن أن يتراوح بين عدة عشرات وصولاً إلى 600 ذخيرة، ويتمّ إلقاء هذه الذخائر عن طريق الطائرات أو المدفعية أو القذائف.

استخدام الذخائر العنقودية لأول مرة في الحرب العالمية الثانية

وتتميز معظم الذخائر الصغيرة الموجودة في الذخائر العنقودية بأنَّها تنفجر عند التصادم، وليست موجهة بشكل فردي نحو أي هدف محدد، وتتسم بالسقوط الحر.

وقد تمّ استخدام الذخائر العنقودية لأول مرة في الحرب العالمية الثانية، وصممت نسبة كبيرة منها للاستخدام في الحرب الباردة، والغرض الأساسي منها هو تدمير أهداف عسكرية متعددة على مساحة واسعة، مثل تجمعات الدبابات أو المشاة، وقتل أو إصابة المحاربين.

وفي التاريخ، اتضح أنَّ هناك أعدادًا كبيرة من الذخائر الصغيرة التي لا تنفجر عند التصادم، وهذا يختلف عن ما تم ذكره سابقًا، وتشير التقديرات الحالية إلى معدلات عدم انفجار هذه الأسلحة، في النزاعات الحديثة بين 10% و40%.   

تشكل الذخائر العنقودية خطراً كبيراً علي المدنيين 

غالبًا ما تنفجر الذخائر الصغيرة غير المنفجرة عند تحريكها أو تلامستها باليد، مما يشكل خطرًا كبيرًا على المدنيين، ويعرقل الجهود الإنسانية وإعادة الإعمار، ويجعل الأنشطة الحيوية مثل الزراعة خطرة لعقود بعد انتهاء النزاع.

ونظرًا لعدم دقة توجيه الذخائر الصغيرة في أغلب الأحيان، فإنها قد تتأثر بعوامل الطقس والبيئة الأخرى، مما يجعلها تستهدف مناطق خارج المواقع العسكرية المستهدفة، ويشكل وجود هذه الأسلحة تهديدًا خطيرًا للمدنيين العائدين إلى منازلهم بعد النزاع.

إنتاج أنواع مختلفة من الذخيرة العنقودية

تمّ إنتاج أنواع مختلفة من الذخيرة العنقودية في 34 دولة بلغ عددها أكثر من 210 نوعًا، وتشمل المقذوفات والقنابل والصواريخ والقذائف وأجهزة النثر.

ويوجد حاليًا ما لا يقل عن 87 دولة تخزن ذخائر عنقودية أو فعلت ذلك في السابق، وتبلغ المخزونات الحالية ملايين الذخائر العنقودية، وتحتوي على مليارات من الذخائر الصغيرة الفردية.

وهناك 87 دولة على الأقل تمتلك مخزونات من الذخائر العنقودية، ومن بينها 16 دولة استخدمت هذه الأسلحة خلال نزاعات مسلحة سابقة.

وحتى في حالة استخدام جزء من هذه المخزونات الحالية أو نقلها إلى بلدان أو جماعات مسلحة أخرى، فإن العواقب يمكن أن تتجاوز بكثير تلك التي نتجت عن الألغام المضادة للأفراد التي تم استخدامها في تسعينيات القرن العشرين.

قانون صدر عام 2009 يحظر تصدير أمريكا للذخائر العنقودية

ودعت منظمة «هيومن رايتس ووتش» كلاً من روسيا وأوكرانيا إلى التوقف عن استخدام الذخائر العنقودية، وحثت الولايات المتحدة على عدم تزويد أي طرف بتلك الذخائر، وأكدت المنظمة أن القوات الروسية والأوكرانية استخدمت هذه الذخائر التي أدت إلى مقتل مدنيين أوكرانيين.

وينص قانون صدر عام 2009 على حظر تصدير الولايات المتحدة للذخائر العنقودية التي تتجاوز معدل فشل القنابل الصغيرة فيها 1%، وهو ما يطبق على مخزونات الجيش الأمريكي بشكل عام.

ويمكن لبايدن تجاوز الحظر الذي يمنع تصدير الذخائر العنقودية، كما فعل سلفه دونالد ترامب في يناير الثاني 2021، والذي سمح بتصدير تكنولوجيا الذخائر العنقودية إلى كوريا الجنوبية.

وتدعو أوكرانيا أعضاء الكونجرس إلى الضغط على إدارة بايدن للموافقة على تزويدها بالذخائر العنقودية ثنائية الغرض المعروفة باسم «الذخائر التقليدية المحسنة».  


مواضيع متعلقة