عودة الازدهار لكنوز الآثار.. عشرات الاكتشافات ومشروعات جديدة تستعيد الريادة الحضارية.. والمتاحف عامرة بالمعروضات

عودة الازدهار لكنوز الآثار.. عشرات الاكتشافات ومشروعات جديدة تستعيد الريادة الحضارية.. والمتاحف عامرة بالمعروضات
- السياحة
- الآثار
- المتحف المصرى بالتحرير
- المتحف القومى للحضارة المصرية بالفسطاط
- السياحة
- الآثار
- المتحف المصرى بالتحرير
- المتحف القومى للحضارة المصرية بالفسطاط
تؤمن الدولة وقياداتها بأن العنصر البشرى أهم ثروات هذا الوطن، وتثق فى قدرة المصريين على صنع المعجزات، وتراهن على طاقاتهم وإمكاناتهم التى لا تزال تدهش الجميع، كما تؤمن بأن هذا الوطن لا يزال يملك الكنوز المدفونة التى تحتاج إلى من يكتشف أسرارها، لذا دعمت بعثات الكشف عن الآثار، وانعكس أثر ذلك جلياً على كم الاكتشافات التى تم الإعلان عنها، والمتاحف التى أصبحت عامرة بالمعروضات بعد تطويرها.
كان حضور الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال عام 2021 موكب نقل المومياوات من المتحف المصرى بالتحرير إلى المتحف القومى للحضارة المصرية بالفسطاط حدثاً زاد بريق الفاعلية التى تغنّت بها وسائل الإعلام الدولية لأسابيع، لتسرد للعالم حكايات جديدة عن عظمة المصريين وقدرتهم على صون حضارتهم، والاهتمام بتاريخهم ومستقبلهم، وتكرر الاحتفاء العالمى مرة أخرى فى نوفمبر 2021، لحضور الرئيس السيسى احتفالية إعادة إحياء طريق المواكب الملكية بالأقصر.
وأسهمت الاحتفاليتان فى الترويج بشكل كبير للآثار المصرية القديمة، وحرصت مئات القنوات ووكالات الأنباء العالمية على تغطية الحدثين، وهو ما انعكس إيجاباً على أعداد السياح الزائرين العام الماضى.
المتحف المصري الكبير يحصل على الشهادة الذهبية للبناء الأخضر.. ونسبة إنجاز أعمال المشروع بلغت 99%.. والافتتاح ينتظره العالم
وشهد قطاع الآثار فى 2022 اهتماماً كبيراً عبر بوابة المتحف المصرى الكبير، وهو المشروع الذى يتصدّر اهتمامات وزارة السياحة والآثار، لمتابعة الأعمال الجارية فى المتحف، والتى انتهت بنسبة 99%، وصار قاب قوسين أو أدنى من الافتتاح فى حدث ينتظره كل المهتمين بالآثار المصرية فى العالم أجمع، خاصة أن المتحف المصرى الكبير حصل على الشهادة الذهبية للبناء الأخضر والاستدامة، وفقاً لنظام الهرم الأخضر المصرى.
وامتدت يد التطوير فى قطاع الآثار إلى محطة الرقمنة، وتم تفعيل التذاكر الإلكترونية فى عدد من المواقع الأثرية والمتاحف، ومن تلك المواقع (منطقة أهرامات الجيزة - المتحف المصرى بالتحرير - المتحف القومى للحضارة المصرية - معابد الأقصر والكرنك والدير البحرى - وادى الملوك - متحف شرم الشيخ - متحف الغردقة).
ميزانية المجلس الأعلى للآثار خلال العام المالي 2021 - 2022 بلغت 3.1 مليار جنيه وتم صرفها على الاكتشافات الجديدة والبعثات الأثرية والترميم والصيانة
ولم تبخل الدولة على المشروعات الأثرية وبلغت ميزانية المجلس الأعلى للآثار خلال العام المالى 2021 - 2022 نحو 3.1 مليار جنيه، وتم صرفها على الاكتشافات الجديدة والبعثات الأثرية والترميم والصيانة فى مختلف المتاحف والمواقع الأثرية.
وشهدت مصر الكثير من الاكتشافات الأثرية المهمة، منها ما توصّلت إليه البعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة وادى النصب بجنوب سيناء، من الكشف عن بقايا مبنى كان يُستخدم كمقر لقائد بعثات التعدين المصرية بسيناء خلال عصر الدولة الوسطى، وذلك ضمن مشروع تنمية سيناء 2021 - 2022.
ونجحت البعثة الأثرية المصرية العاملة بموقع تل الفرما (بيلوزيوم) بمنطقة آثار شمال سيناء، فى الكشف عن بقايا معبد للإله زيوس كاسيوس، وذلك أثناء أعمال الحفائر التى تجريها البعثة بالموقع ضمن مشروع تنمية سيناء للعام 2021 - 2022.
كما نجحت البعثة الأثرية المصرية - الإيطالية المشتركة العاملة فى محيط ضريح الأغاخان بمنطقة غرب أسوان، برئاسة الدكتورة باتريسيا بياسينتينى، أستاذة علم المصريات بجامعة ميلانو، فى الكشف عن مقبرة أثرية جديدة محفورة فى الصخر، وتعود للعصر اليونانى الرومانى، وذلك من خلال عمل البعثة خلال موسم الحفائر الماضى.
وعثرت البعثة الأثرية المصرية العاملة بمعبد الأقصر على مجموعة من الآثار الملكية المهمة، من بينها لوحة جنائزية من الجرانيت الأسود ترجع إلى عصر الدولة الحديثة، ومائدة قرابين ترجع إلى العصر الرومانى، وذلك أثناء أعمال الحفائر الأثرية بالمنطقة الواقعة بحرم المعبد، والتى بدأت فور أعمال إزالة منزل توفيق أندراوس الملاصق لمعبد الأقصر. وكان الاكتشاف الأضخم خلال 2022 هو اكتشاف 5 مقابر أثرية بمنطقة سقارة، باعتبارها من أعمال حفائر البعثة الأثرية المصرية العاملة بالمنطقة الواقعة شمال غرب هرم الملك «مرنرع» بسقارة، ويتضمّن الكشف الأثرى 5 مقابر منقوشة من عصرى الدولة القديمة والانتقال الأول، وبداخلها الكثير من الدفنات واللقى الأثرية.
وتوالت الإنجازات الأثرية بافتتاح جزء من مبنى حصن بابليون بمجمع الأديان بمصر القديمة للزيارة، وذلك بعد الانتهاء من المرحلة الأولى من أعمال ترميمه، كما انتهى المجلس الأعلى للآثار، بالتعاون مع وزارة الأوقاف، من أعمال ترميم جامع عبدالله عاصى بمدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، وذلك فى إطار خطة الوزارة للحفاظ على الآثار المصرية العريقة.
وشهد عام 2022 نجاح البعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة جبل الهريدى بسوهاج، التابعة للمجلس الأعلى للآثار، فى الكشف عن إحدى نقاط التفتيش والمراقبة من عصر الملك بطليموس الثالث.
كما قامت البعثة باستكمال أعمال الحفائر الخاصة بالكشف عن بقايا المعبد البطلمى، ونجحت بعثات المجلس الأعلى للآثار فى الكشف عن أجزاء منه خلال مواسم حفائر سابقة فى أوائل القرن الحالى.
وفى معبد إسنا نجحت البعثة الأثرية المصرية - الألمانية المشتركة فى الكشف عن النقوش والصور والألوان الموجودة على أسقف وجدران المعبد لأول مرة، وذلك بعد الانتهاء من أعمال ترميمها وتنظيفها ضمن مشروع ترميم المعبد.
كما نجحت البعثة الأثرية المصرية العاملة بجبانة الحيوانات المقدّسة (البوباسطيون) بمنطقة آثار سقارة فى الكشف عن أول وأكبر خبيئة بالموقع تعود إلى العصر المتأخر، وذلك أثناء أعمال موسم الحفائر الرابع للبعثة.
وقامت البعثة الأثرية المصرية الألمانية المشتركة والعاملة بمنطقة المطرية بالقاهرة فى الكشف عن كتل حجرية من الجرانيت من عصر الملك خوفو بمعبد الشمس، بالإضافة إلى أساسات فناء المعبد، الذى يعود لعصر الدولة الحديثة، وعدد من التماثيل والمذابح، وذلك أثناء استكمال حفائرها فى الجانب الغربى من المتحف المفتوح بمسلة الملك سنوسرت الأول بالمطرية.
وخلال العام نفسه، بدأ المجلس الأعلى للآثار فى تنفيذ مشروع ترميم وتطوير عدد من مقابر النبلاء وقبة الهواء بأسوان، وذلك تمهيداً لفتحها للزيارة خلال الفترة القليلة القادمة، كما عثرت البعثة الأثرية التابعة للمعهد التشيكى لعلم المصريات، كلية الآداب، جامعة تشارلز على مقبرة «واح - إيب - رع مرى نيت»، التى يرجع تاريخها إلى الفترة خلال أواخر الأسرة 26 وأوائل الأسرة 27.
وفى الوقت الذى قامت فيه البعثة الأثرية الإيطالية البولندية المشتركة والعاملة بمعبد الملك «نى وسر رع» بأبوغراب شمال أبوصير، بالكشف عن بقايا مبنى من الطوب اللبن أسفل المعبد، الذى تشير الدراسات المبدئية إلى أنه ربما يكون أحد معابد الشمس الأربعة المفقودة من الأسرة الخامسة، والمعروفة من خلال المصادر التاريخية، والتى لم يتم الكشف عنها حتى الآن، كما انتهى المجلس الأعلى للآثار من ترميم مقصورة الذهب بمعبد هابو بالبر الغربى بمحافظة الأقصر، وذلك فى إطار خطة وزارة السياحة والآثار لترميم وتطوير المواقع الأثرية بجميع أنحاء الجمهورية، خاصة الصعيد.
ونجحت كذلك البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس بمدينة إسنا فى محافظة الأقصر بالكشف عن خبيئة تضم عدداً من العملات من عقود تاريخية مختلفة من العصر الإسلامى، بالإضافة إلى أجزاء من قوالب سك العملة ووزنها، بالإضافة إلى نجاح البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار والعاملة بمعبد تل الفراعين (بوتو) بمحافظة كفر الشيخ، فى الكشف عن بقايا صالة أعمدة، وذلك أثناء استكمال أعمال الحفائر التى تجريها بالمعبد.
وفى المنوفية، نجحت البعثة الأثرية المصرية العاملة بجبانة قويسنا الأثرية فى الكشف عن امتداد لجبانة قويسنا الأثرية، التى تضم مقابر أثرية ترجع إلى فترات زمنية مختلفة تحتوى على عدد من المومياوات ذات ألسنة ذهبية، كما نجحت البعثة الأثرية المصرية العاملة بموقع جرزا الأثرى بالفيوم، فى الكشف عن مبنى جنائزى ضخم من العصرين البطلمى والرومانى، بالإضافة إلى عدد من النماذج من بورتريهات الفيوم، وذلك أثناء موسم الحفائر العاشر للبعثة خلال يونيو الحالى.
وفى السياق ذاته، شهدت منطقة سقارة عدة اكتشافات أثرية مهمة، منها اكتشاف أكبر ورشة تحنيط بشرية وحيوانية، بالإضافة إلى اكتشاف «بردية وزيرى1»، التى تم العثور عليها فى مايو 2022، فى تابوت شخص يُدعى أحمس، ومحتوى هذه البردية هو كتاب موتى لأحمس مكتوب بالخط الهيراطيقى، وتعود إلى بداية العصر البطلمى (300ق.م).
وعُثر على هذه البردية داخل التابوت الخاص بهذا الشخص ملفوفة فى حالتها الأصلية بحالة ممتازة من الحفظ، وتم التعامل مع هذه البردية وفتحها بواسطة خبراء الترميم المصريين بمعامل المتحف المصرى بالتحرير، وتُعد هذه البردية البالغ طولها نحو 16 متراً أطول وأكمل بردية كتاب موتى مكتوبة بالخط الهيراطيقى تم العثور عليها.
وفى شهر مارس الماضى أعلن وزير السياحة والآثار عن اكتشاف ممر جديد داخل هرم خوفو، بطول 9 أمتار وعرض 2.1 متر، مشيراً إلى أن العمل استمر فى المشروع منذ عام 2015، بالتعاون مع جامعات عالمية من أمريكا وفرنسا وألمانيا واليابان وكندا، بالإضافة إلى جامعات مصرية والمجلس الأعلى للآثار ووزارة السياحة والآثار.
لم تكتفِ الدولة بجهودها فى التطوير على مستوى المواقع والاكتشافات الأثرية، بل انشغلت بخطة ومشروع قومى لاسترداد القطع الأثرية المهرّبة إلى الخارج، وقامت وزارة السياحة والآثار خلال 2022، بجهود كبيرة فى مجال استرداد القطع الأثرية المهرّبة إلى الخارج، ونجحت فى استرداد 16 قطعة أثرية مصرية من الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بالتعاون مع مكتب المدعى العام فى نيويورك، وبالتنسيق مع وزارة الخارجية المصرية والجهات المعنية المختلفة بالدولة، بالإضافة إلى تسلم قطعتين أثريتين كانتا فى كندا بعد أن خرجتا من مصر بصورة غير مشروعة، وهما عبارة عن تمثال من الخشب الملون لرجل يقف مرتكزاً على قاعدة من عصر الدولة القديمة، وتمثال آخر صغير من «الأوشابتى» المصنوع من الخشب من العصر المتأخر.
استعادة 29 ألف قطعة أثرية من الخارج وسلسلة فعاليات للاحتفاء بتاريخ المتاحف المصرية
واستردت وزارة السياحة والآثار، بالتعاون مع وزارة الخارجية المصرية، تمثالاً من العصر المتأخر مصنوعاً من البرونز للمعبودة إيزيس فى وضع الجلوس تحمل فى حجرها حورس الطفل، الذى خرج من البلاد بطريقة غير شرعية، بالإضافة إلى استرداد غطاء تابوت خشبى أثرى من متحف هيوستن الأمريكى، وبلغ عدد القطع المستردّة خلال السنوات السبع الماضية 29 ألفاً و300 قطعة أثرية مهرّبة، من بينها 5300 قطعة عام 2021 و110 قطع أثرية عام 2022.
وتمتد جهود الدولة ومؤسساتها إلى الكثير من الأنشطة التى تعظم قيمة تاريخ هذا الوطن، وتنمّى ثرواته، وتحتفى بما يتحقّق فيه من إنجازات، فى هذا الإطار وخلال شهر سبتمبر 2022 احتفلت وزارة السياحة والآثار بمرور 200 عام على فك رموز حجر رشيد، الأمر الذى قاد لاكتشاف رموز اللغة الهيروغليفية القديمة، وسبر أغوار ما تركه الفراعنة من كتابات ورسومات على جدران المعابد والمقابر.