«روضة السيدة».. قوافل ثقافية وورش رسم وتلوين ورقص التنورة

«روضة السيدة».. قوافل ثقافية وورش رسم وتلوين ورقص التنورة
أصبح أطفال حى روضة السيدة زينب (تل العقارب سابقاً) يتجولون بحرية وأمان فى شوارع مدينتهم، بعدما تحولت من أخطر المناطق العشوائية المهددة للحياة فى مصر إلى حى آدمى يضمن لأهالى المنطقة السكن الملائم المرفق بجميع الخدمات، كما يوفر لأطفالهم الأنشطة الترفيهية والرياضية التى تجعلهم يعيشون كباقى الأطفال فى المجتمعات الحضرية، إذ أوضح عدد من أهالى الأطفال، فى حديثهم لـ«الوطن»، أنهم باتوا يشعرون بالاطمئنان على مستقبل أطفالهم؛ لأن نشأتهم فى هذه البيئة ستصنع منهم أجيالاً ناجحة لديها الرغبة فى خدمة الوطن والتفانى من أجله.
وفى أحد شوارع روضة السيدة زينب، كان الستينى جمال عبدالقادر ذاهباً لصلاة الظهر فى المسجد المُلحق بالحى مع أحفاده، والذى عبر عن سعادته بتحويل العشش التى كانت تُقام أعلى تبة ترابية تُهدد حياته هو وأسرته إلى منطقة راقية مبنية على الطراز الإسلامى، بما يتناسب مع عراقة حى السيدة زينب، موضحاً أن المنطقة بها جميع الخدمات من وحدات تجارية ومنافذ بيع، وهناك العديد من القوافل الطبية التى تزور الحى بشكل منتظم لإجراء كشف دورى على الأطفال والاطمئنان على صحتهم، والتقطت حفيدته مريم أحمد، 10 سنوات، طرف الحديث، لتروى نشاط إحدى القوافل الثقافية التى استهدفت توعية الفتيات حول الحفاظ على أجسادهن، ورفض التعدى عليهن: «بنستفاد ونتبسط بالقوافل والورش الفنية.. وأنا باحب الرسم وباستنى أى ورشة علشان أشارك فيها».
«زياد»: «اتبسطت بزيارة معرض الكتاب وسمعت قصص مفيدة عن التاريخ»
وتذكر زياد محمد، 11 سنة، زيارته لمعرض القاهرة الدولى للكتاب العام الحالى مع أطفال الحى، التى نظمتها الهيئة العامة لقصور الثقافة، معتبراً ذلك اليوم من أسعد أيام حياته لأنه استطاع التجول بين الكتب، والمشاركة فى ورش الرسم والتلوين، كما شارك فى ندوة أقيمت للطفل حول آثار مصر التاريخية، ما جعله يستفاد بالكثير من المعلومات حول مسجد السلطان حسن ومسجد الرفاعى وقلعة صلاح الدين: «كان يوم جميل مع إخواتى وأصحابى فى الحى.. وهنستنا السنة الجاية علشان نشارك تانى»، وتنتظر كارما علاء، 7 سنوات، ورش الرسم والفنون التشكيلية التى تُنظم من حين لآخر أمام العمارات حتى تشارك برسومات تهديها للقائمين على تلك الورش تعبيراً عن حبها وتقديرها لهم: «باحب أرسم وألوّن بألوان الميّه.. ورسمى بيعجب كل الناس فى الورشة.. ودايماً بنستناهم ييجوا على طول عندنا علشان يرسموا لنا على وشنا ويجيبوا لنا لعب».
وتجمع عدد من الأطفال فى بهجة لشراء الحلوى من أحد المحلات التجارية، كان منهم يوسف سيد، 8 سنوات، الذى تحدث عن سعادته بالعروض الفنية والترفيهية التى تُنظم لهم، خاصة عرض مسرح العرائس والتنورة: «باحب أحضر كل الحفلات اللى بتتعمل هنا.. وفرحت جداً بحفلة التنورة لأنى كان أول مرة أشوفها وكنا بنغنى كلنا وفرحانين»،
«نورا»: «نفسى أتعلم الكروشيه فى الورش الجاية»
وتحدثت نورا حسين، 11 سنة، عن الورشة التى نُظمت قبل شهر رمضان، والتى تعلموا فيها كيفية صنع فانوس رمضان من المعدن والرسم عليه، كما تعلموا عمل كروت التهنئة بورق الفوم الملون: «باستنى ورش التلوين علشان بحبها جداً.. ونفسى أتعلم الكروشيه فى الورش الجاية»، وأكملت حنان السيد، والدة أحد الأطفال، الحديث، مشيرة إلى حملات التوعية بأضرار التدخين والمخدرات التى تزور أهالى روضة السيدة فى بيوتهم؛ لتعريف الأطفال والكبار بمخاطر تناول المخدرات وعلاقة ذلك بالإصابة بالعديد من الأمراض، وتساعد تلك الحملات أيضاً على تعريف أهالى المنطقة بآليات الكشف المبكر عن التعاطى وكيفية التواصل مع الخط الساخن لصندوق مكافحة الإدمان لعلاج مرضى الإدمان مجاناً وفى سرية تامة، كما عبرت «حنان» عن سعادتها بالأنشطة والفعاليات التى تنظمها الدولة من حين لآخر للأطفال، والتى تسهم فى شعورهم بالرضا والسعادة كباقى الأطفال فى المناطق الراقية: «ولادى كانوا فرحانين جداً بزيارتهم لمعرض الكتاب.. وبيحبوا يحضروا ورش الرسم والتلوين».