استشاري مشروع «القاهرة التاريخية»: التطوير يشبه عملية جراحية.. وملتزمون باشتراطات دولية

استشاري مشروع «القاهرة التاريخية»: التطوير يشبه عملية جراحية.. وملتزمون باشتراطات دولية
- القاهرة التاريخية
- التطوير
- الأماكن الأثرية
- الأماكن ذات الطراز الخاص
- القاهرة التاريخية
- التطوير
- الأماكن الأثرية
- الأماكن ذات الطراز الخاص
قال المهندس محمد الخطيب، استشارى مشروع تطوير القاهرة التاريخية، إن تطوير «القاهرة التاريخية» أشبه بالعملية الجراحية، فأغلب المناطق كانت خربة وأراضى فضاء، وكان بها استخدامات غير مناسبة لطبيعة المنطقة فكان أغلبها مخازن وأماكن تربية مواشى ودواجن. وأوضح «الخطيب»، فى حواره مع «الوطن»، أن تطوير المناطق التاريخية له مواثيق واشتراطات دولية أبرزها اتفاقية فينيسيا، وأن مناطق «درب اللبانة وحارة الروم والحسين» أكثر الأماكن صعوبة فى التطوير بالمشروع.. وإلى نص الحوار:
كيف كانت حالة المنطقة قبل تطوير «القاهرة التاريخية»؟
- المنطقة كانت عبارة عن مبانٍ خربة وأراضى فضاء، وكان بها استخدامات غير مناسبة لطبيعة المنطقة، فكان أغلبها مخازن وأماكن تربية مواشى ودواجن، وورش ومصانع خطرة غير حرفية، ومبانٍ آيلة للسقوط، وهذا كان يُعد جرماً فى حق العاصمة التاريخية المعترف بها من اليونيسكو أنها تراث عالمى، ويتبين من تسمية مشروع إعادة إحياء القاهرة التاريخية ما يرمى إليه من أهداف وتطلعات مستقبلية، إذ يتمحور ذلك المشروع حول إعادة رونق القاهرة القديمة لما كانت عليه من قبل عبر أعمال الترميم أو التشييد.
وما أكثر الأماكن صعوبة فى التطوير داخل المشروع؟
- أكثر الأماكن صعوبة فى التطوير، وكانت فى حالة متدهورة ميؤوس منها، هى منطقة درب اللبانة التى تشمل منطقة قلب درب اللبانة المحددة بشارع سكة الكومى شرقاً وسكة المحجر وميدان صلاح الدين (ميدان القلعة) جنوباً، والجزء المطل على شارع الرفاعى غرباً، بالإضافة إلى حارة الروم، التى تشمل المنطقة الواقعة خلف وكالة نفيسة البيضاء حتى حارة الروم شمالاً وجنوباً حتى شارع أحمد ماهر والدرب الجديد، وكذلك أيضاً منطقة خلف الحسين التى تشمل شارع الأزهر جنوباً وشارع سيد الدواخلى شرقاً ومن الغرب شارع أم الغلام والدرب الأحمر وشمالاً حتى تقاطع شارع قصر الشوق مع الجمالية بمساحة 13.7 فدان، فهذه أكثر الأماكن تدهوراً.
وكيف حافظتم على الطابع التاريخى للمنطقة خلال عملية التطوير؟
- التدخل فى تطوير القاهرة التاريخية كان أشبه بالعملية الجراحية، فمنطقة القاهرة التاريخية بها مبانٍ تُعد فى التصنيف الأول وهى المبانى ذات المستوى المتوسط التى تحتاج إلى تطوير بسيط، وهذه نشأت بعد ثورة 25 يناير لكنها بُنيت بشكل عشوائى لا يمت للنظام بصلة، والتعامل معها كان من خلال تطوير واجهات المبانى لكى تكون متجانسة مع المحيط التاريخى للمنطقة، أما بالنسبة للمبانى المتوسطة إنشائياً فتم التعامل معها من خلال تعديل الصرف الصحى والمياه، وعزل الأسطح والقيام بأعمال البلاط عليها، لكى تكون كل القاهرة التاريخية متشابهة الأسطح، لخلق حالة من التجانس البنائى الذى يدل على الارتقاء.
وماذا عن المبانى شديدة التدهور؟ وكيفية التعامل معها؟
- هذا هو التصنيف الأخير، ويشمل المبانى شديدة التدهور، وهذه المبانى لم تكن لها قيمة معمارية، وهى تمثل جزءاً كبيراً فى المنطقة، وحالتها المعمارية سيئة جداً، وتحولت لخرابات وعشوائيات، هذه المناطق يتم التعامل معها من خلال أعمال الإزالة الشاملة، وبنائها مجدداً فى حدود أرضها الأصلية للحفاظ على نسيج القاهرة التاريخية.
وما أبرز المواد المستخدمة فى التطوير؟
- أبرز المواد المستخدمة فى التطوير هى الحجر، وذلك فى الدور الأرضى، أما فى الأدوار العلوية فيكثر استخدام مداميك الطوب والمحارة، وذلك وفقاً للتراث القديم المبينة عليه القاهرة التاريخية، ولكن المبانى الجديدة يتم تأثيثها بخوازيق، وليس بأعمال الردم كما هو متعارف عليه، وذلك لأن الخوازيق الخرسانية أكثر أماناً فى أعمال البناء.
كيف يختلف تطوير الأماكن التاريخية عن تطوير المناطق العشوائية؟
- بالفعل تطوير الأماكن التاريخية يختلف عن تطوير العشوائيات، لأنه قائم على اتفاقيات ومواثيق دولية، أبرزها اتفاقية «فينيسيا» واشتراطات التعامل مع مناطق التراث العالمى.
هل سيتم إحلال البنية الأساسية فى منطقة القاهرة التاريخية؟
- ليس بالكامل، لأنه توجد أساسات تم تطويرها بالفعل من قبل، وجارٍ الآن تطوير الباقى، مثل المواسير التى ما زالت من فخار أو من زهر، أو الأماكن التى بها تسريب، وذلك بالتنسيق مع الشركة القابضة للكهرباء، والشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى.
ما مدى اعتمادكم على مصادر التطوير الأخرى مثل وزارة الآثار والسياحة؟
- نعتمد بالفعل على مصادر أخرى معنا فى مشروع تطوير القاهرة التاريخية، مثل الآثار، فهى بالكامل على كاهل وزارة السياحة والآثار، وليس صندوق التنمية الحضرية، فأعمال الصندوق تتمثل فى إعادة الإحياء العمرانى للمنطقة.
المناطق ذات الطابع الأثرى
هناك التصنيف الثانى للمبانى وهى المبانى المتدهورة جداً، وليست مسجلة كأثر، فهذه المبانى مهما كانت حالتها يتم ترميمها من الداخل والخارج، ونؤكد على سلامتها الإنشائية، ولو المبنى متهالك جداً، نعمل على فكه وتركيبه من جديد بنفس الواجهة الأصلية له، وهناك المبانى الأثرية غير الدينية، مثل وكالة أو رَبع فى المنطقة، فهذه الأماكن يُعاد توظيفها بالتحول إلى فنادق أو مراكز حرفية أو ثقافية أو خدمة مجتمع، لإثبات أن هذه المبانى لها روح، لأن الأثر إذا رممته وتركته يفسد، لا بد من استخدامه للحفاظ على أعمال الصيانة الدورية.