فايزة واصف «الأيقونة».. رائدة البرامج الاجتماعية في «ماسبيرو»

كتب:  نورهان نصرالله

فايزة واصف «الأيقونة».. رائدة البرامج الاجتماعية في «ماسبيرو»

فايزة واصف «الأيقونة».. رائدة البرامج الاجتماعية في «ماسبيرو»

ابتسامة ودودة وصوت هادئ ممزوج بلغة عربية رصينة ميز صاحبته التى لم تخلف موعدها مع الجمهور يوماً، الذى كان ينتظرها مساء الجمعة من كل أسبوع على مدار 36 عاماً، أصبحت خلالها رائدة لتجربة برامجية لم يقدمها أحد من قبلها، وتربعت ببرنامجها الشهير «حياتى» على عرش البرامج الاجتماعية فى «ماسبيرو»، لتصبح فايزة واصف أيقونة لن تتكرر فى سماء الإعلام المصرى والعربى.

بدأ شغفها بالإعلام وهي في سن 20 عاماً.. وحرصت على الارتباط بالجمهور

عشقها للميكروفون بدأ منذ سنوات عمرها الأولى، فكانت تتخيل فناجين القهوة هى ميكروفون الإذاعة وتجرى خلاله حوارات مع أفراد أسرتها، ولم تكن الفتاة النحيلة تجاوزت الـ20 عاماً بسنوات عديدة عندما دخلت للمرة الأولى إلى المبنى المهيب المطل على كورنيش النيل، لتلتحق بالعمل فى إذاعة صوت العرب عام 1963.

ولكن قبل ذلك عملت «فايزة» على إعداد نفسها فكرياً وثقافياً بشكل جيد؛ فحصلت على ليسانس الآداب - قسم علم الاجتماع بجامعة القاهرة، بالإضافة إلى بكالوريوس المعهد العالى للفنون المسرحية خلال عملها، حيث حرصت على دراسة الإخراج والتمثيل حتى تكسر الخجل الشديد الذى كانت تعانى منه، سعياً وراء حلمها فى أن تصبح مذيعة وتجتاز اختبارات المذيعين بالإذاعة المصرية.

وبدأت «واصف» بالفعل فى تقديم عدد من البرامج الإذاعية، وكانت البداية فى ارتباط الجمهور بها، من خلال برنامج المنوعات «أغنية اليوم» وكانت رصانتها وثقافتها جواز مرورها إلى قلوب المستمعين، وهو ما أهلها إلى الانتقال إلى التليفزيون مع بدايته فى تجربة مختلفة بالنسبة لها.

كان التليفزيون مرحلة جديدة فى حياة مقدمة البرامج فايزة واصف التى اتخذت لنفسها من البداية الاتجاه الاجتماعى، فكانت مهمومة بمشاكل المجتمع والأسرة المصرية وصاحبة قضية ورسالة تسعى من خلالهم إلى خدمة المجتمع.

فقدمت على مدار مسيرتها مجموعة من البرامج الاجتماعية المهمة، كان أبرزها وأشهرها برنامج «حياتى»، الذى نجح فى جذب اهتمام المشاهدين والذى كان يقوم بتقديم مشاكلهم فى قالب درامى، قبل أن يبدأ حل المشكلة من قبَل أحد الخبراء أو المتخصصين سواء فى القانون أو الدين أو الطب فى الجزء الثانى من الحلقة.

وحظى البرنامج بنسب مشاهدات مرتفعة، فكانت تستقبل مئات المشاكل يومياً، واستمر تقديمه لما يتجاوز الـ36 عاماً على التليفزيون المصرى، وظلت مقدمة البرنامج ثابتة، بينما تعاقب عليه 10 من أهم مخرجى التليفزيون من بينهم حسين كمال.

وعلى مدار تلك السنوات رفضت فايزة واصف الانشغال بأى وظيفة أخرى ومنحت كل وقتها واهتمامها للبرنامج، وهو ما جعله واحداً من أهم البرامج التليفزيونية فى الوطن العربى، وذلك وفقاً لتصريحاتها فى حوار سابق مع «الوطن»: «سر نجاح البرنامج يرجع لاهتمامى به، وتكريس وقتى ومجهودى له، ورفضت أى وظيفة أخرى، كنت باشتغله صح، ووقتها لم يكن هناك معدون لمساعدتى فى إعداد الحلقات وكنت أقوم بكل شىء بنفسى وكنت أعتمد على نفسى فى كل شىء».

وبالرغم من دراستها التى تغوص فى أعماق النفس البشرية، فإن «واصف» أكدت أنها كانت تلتزم الحياد التام فيما يتعلق بالمشكلات التى كانت تتطرق إليها وتناقشها خلال البرنامج: «كنت أستضيف المتخصص الذى يدلى برأيه العلمى الصحيح، ولا أقدم رأياً من عندى».

«كنت صادقة مع نفسى جداً فى كل شىء، وعلاقتى كانت طيبة بالجميع، كنت أحب اختياراتى الشخصية، ولا أعرف الندم إطلاقاً»، كانت تلك أسباب نجاح فايزة واصف فى مشوارها المهنى وفقاً لها.

لم يكن «حياتى» هو البرنامج الوحيد الذى قدمته الإعلامية الراحلة فى «ماسبيرو»، فكان لها عدد من التجارب الأخرى التى لا تقل أهمية عن برنامجها الشهير، منها برنامج بعنوان «ربيع العمر»، الذى كانت تهتم من خلاله بحل مشاكل المسنين، وهو يعتبر من أوائل البرامج التى تهتم بتلك الفئة المنسية من قبَل البعض، وذلك بالإضافة إلى برنامج منوعات بعنوان «ألبوم اليوم»، واستمرت مسيرة الإعلامية الكبيرة حتى بلوغها سن المعاش لتخرج من «ماسبيرو» بدرجة وكيل وزارة، بعد ما أثرت تاريخه بعدد من البرامج الاجتماعية المهمة.

وحظيت الإعلامية الراحلة بحياة عائلية مستقرة، وهو الأمر الذى انعكس على نجاحها المهنى، حيث تصف زواجها من السفير شريف ياسين بـ«زواج الصالونات»، فكانت ترى أن هذه الطريقة للزواج هى الأنسب، وأن السيدة «الشاطرة» هى التى تستطيع الحفاظ على بيتها وأسرتها «كان زوجى رجلاً محترماً للغاية مفيش زيه فى الدنيا، ولم يتدخل فى عملى إطلاقاً واستمر زواجى نحو 40 عاماً».


مواضيع متعلقة