زميلات وتلميذات فايزة واصف: قيمة مهنية وإنسانية نادرة التكرار.. وسيرتها ستعيش دوما

كتب: نوران علام

زميلات وتلميذات فايزة واصف: قيمة مهنية وإنسانية نادرة التكرار.. وسيرتها ستعيش دوما

زميلات وتلميذات فايزة واصف: قيمة مهنية وإنسانية نادرة التكرار.. وسيرتها ستعيش دوما

أعربت إعلاميات قديرات عن حزنهن لرحيل صديقتهن الإعلامية الكبيرة فايزة واصف، وأكدن أنهن افتقدن وجهاً بشوشاً ورقيقاً، وأنها كانت تحب كل من يعرفها، وأن خسارة رحيلها لا تُعوَّض، لا سيما أنها تركت فراغاً كبيراً فى العمل الإعلامى الذى كانت رائدة فيه وتميزت خلاله ببرامج اجتماعية مهمة تهتم بحل مشكلات الأسرة والمجتمع.

«الهلاوى»: أدينا معاً «العمرة والحج»

الإعلامية الكبيرة عفاف الهلاوى قالت لـ«الوطن»، إن «فايزة» كانت بمثابة صديقة عمرها وأختها التى لم تلدها أمها، مؤكدة أنها عندما دخلت التليفزيون عام 1964 كانت «فايزة» قادمة من الإذاعة للتليفزيون، وأشارت إلى أنه لحسن حظها كان مكتبها بجوار مكتب فايزة فى الدور السابع بمبنى الإذاعة والتليفزيون، ما جعل بينهما صداقة كبيرة طوال العمل التليفزيونى، وحتى بعد بلوغ سن المعاش، مؤكدة أنهما كانتا تتصاحبان دائماً لأداء مناسك العمرة وفريضة الحج أكثر من مرة.

وأشارت إلى أنهما كانتا دائماً تخرجان معاً فى رحلات، سواء خارج مصر أو داخل مصر مثل الأقصر وأسوان وشرم الشيخ والغردقة، وقالت إنهما كانتا دائماً تلتقيان بشكل يومى فى نادى الصيد وتقضيان أوقاتهما معاً، لكن قلَّ التواصل بعد انتشار جائحة كورونا، فظلت كل منهما فى منزلها للحفاظ على نفسها وصحتها من الإصابة بالعدوى.

وتابعت «الهلاوى» قائلة إن «فايزة» كانت مثقفة بدرجة كبيرة، ودرست فى كلية الآداب، ثم انتقلت لدراسة الفنون المسرحية، وكانت تحب الجميع وتبتسم فى وجه الجميع، ومعلمة لكثير من الأجيال.

وأضافت: «محدش كبير على الموت، كلنا لنا ساعة معينة ودى بتبقى الساعة اللى هنقابل فيها الله سبحانه وتعالى، وكل الناس كتبت عن فايزة كلام كتير يقول قد إيه كانت محبوبة وكانت امرأة عظيمة».

وعن آخر مكالمة هاتفية جمعت بينهما، قالت إنها تحدثت معها فى 15 مايو الماضى من أجل تهنئتها بعيد ميلادها وكانت المكالمة مليئة بمشاعر الحب والود بينهما كصديقتين حميمتين، وقالت إن أصدقاءها فى ذلك الوقت حرصوا على توجيه التهانى لها بمناسبة عيد ميلادها.

وعن الأمراض التى كانت تعانى منها الراحلة، أشارت عفاف الهلاوى إلى أن جميعها أمراض شيخوخة بسبب تقدم العمر بها، خاصة أنها تخطت الثمانين من عمرها.

سناء منصور: حلت مشكلات الناس بصدق وموضوعية فى برامجها

أما الإعلامية سناء منصور، فقالت إن فايزة واصف من الكوادر الإعلامية المتميزة التى أحبت المهنة وأخلصت لها وأفنت عمرها فيها من أجل أداء رسالتها فى هذه المهنة العظيمة، مؤكدة أن سيرتها العطرة ستبقى دوماً، حيث تُعتبر فايزة واصف من رواد المهنة، ولها فضل على عدد كبير من الأجيال من الإعلاميين، وأنها حلت مشكلات العديد من المواطنين من خلال برنامجها المتميز «حياتى»، وأنها قدمت الحلول وساعدت عدداً كبيراً من الشباب وقتها فى برامجها، لأنها كانت تحل المشكلات وتسلط الضوء عليها، وكانت جميعها مشكلات حقيقية يعيشها المواطن المصرى.

وأضافت «سناء» أن الراحلة كانت مثقفة بدرجة كبيرة للغاية، وكانت تدير حواراتها مع المثقفين وفئات المجتمع بمنتهى الهدوء والسلاسة والبساطة والحرفية، وكانت ذاكرة لأجيال كثيرة للغاية فى برنامج زاد عمره على 35 عاماً، هو برنامج «حياتى».

«شلبى»: كانت طيبة وبشوشة ومثقفة 

ومن تلاميذ الإعلامية الراحلة، قالت الإعلامية سهير شلبى إنها الجيل الذى يلى جيل الإعلامية الكبيرة فايزة واصف، وقالت عنها: «أستاذة فايزة الجيل اللى قبلنا، فدول كانوا جيل أساتذة محترمين جداً، وكل أسس وقواعد الإعلام كانت الراحلة تمارسها بشكل مهنى للغاية، فكانت تقدم الإعلام المحترم المهذب وتحسب الكلمة قبل أن تخرج منها، وكانت كل كلمة أو حرف يخرج منها لا يُقال اعتباطاً، لكنه كان يقال فى موضعه الصحيح».

وأضافت: «كانت أستاذة على خُلق عالٍ وطيبة القلب ومحترمة للغاية، وكان برنامج حياتى يعلِّم الجميع، وأنا عندما كنت صغيرة كنت أشاهده لأتعلم منه عن الحياة، فكنت أتعلم منه كيفية حلول مشكلات الناس، وهى كانت أستاذة كبيرة، وكنت على تواصل معها أثناء الدخول والخروج من الاستوديوهات».

وعن علاقتها بزملائها فى التليفزيون، قالت «سهير» إنها كانت تحب الجميع ولم تكن فى يوم على خلاف مع أحد، ولم يُسمع من قبل أنها دخلت فى مشكلة مع أحد، لكنها كانت محبة لكل من يعرفها أو يتعامل معها ودائمة الابتسامة فى وجوه الجميع، وكان الهدوء والخُلق العالى أكثر ما يميز شخصيتها، وهى بالتأكيد إنسانة وإعلامية لا تُعوَّض وستظل فى الوجدان وتعيش بسيرتها العطرة الطيبة، وستظل مرجعاً لجميع الأجيال ببرامجها التى استمرت لأعوام طويلة، ويجب على الأجيال الجديدة من الإعلاميين أن تشاهد برنامج حياتى وغيره من برامج الراحلة كى تتعلم منها البساطة والثقافة والحضور وغيرها من الأصول المهنية التى يجب أن تتوافر فى الإعلاميين الجادين.

 


مواضيع متعلقة