نقيب الإعلاميين: فايزة واصف موهوبة ومبدعة وقدمت قالبا برامجيا خاصا بها

كتب: أحمد عصر

نقيب الإعلاميين: فايزة واصف موهوبة ومبدعة وقدمت قالبا برامجيا خاصا بها

نقيب الإعلاميين: فايزة واصف موهوبة ومبدعة وقدمت قالبا برامجيا خاصا بها

قال الدكتور طارق سعدة، نقيب الإعلاميين، إن الإعلامية الراحلة فايزة واصف تركت إرثاً إعلامياً ضخماً، تتعلم منه الأجيال القيم والمبادئ فى المجال الإعلامى بشكل خاص وفى المجتمع المصرى والعربى بشكل عام. وأضاف «سعدة» فى حواره لـ«الوطن» أن أحد أهم عوامل نجاح الإعلامية الراحلة أنها كانت شخصية موهوبة ومبدعة وكان لها الأسبقية فى ابتكار قالب برامجى خاص بها، يناقش القضايا المجتمعية ويضع لها حلولاً ممكنة، وإلى نص الحوار:

بداية كيف ترى التاريخ الكبير للإعلامية الراحلة فايزة واصف؟

- تاريخ مشرف ملىء بالإنجازات، كونها صاحبة قالب برامجى متميز، يمزج بين الدراما والأداء الحوارى للمذيع ومقدم البرامج، وكانت تناقش من خلاله الكثير من القضايا والمشكلات الاجتماعية والأسرية، وتستضيف كبار المتخصّصين فى العلوم الاجتماعية، لمعرفة كيف تكون الحلول لتلك المشكلات بطريقة علمية، وأيضاً السُّبل الممكنة للتطبيق.

ولها تاريخ كبير بين الإذاعة والتليفزيون، حيث بدأت فى إذاعة «صوت العرب» عام 1963، وانتقلت بعد ذلك إلى القناة الأولى، ولم يكن برنامج «حياتى» فقط، هو الذى استمر لأكثر من 30 سنة، ولكنه الأكثر شهرة، وفى الاتجاه ذاته قدمت واحداً من البرامج المتميزة الأخرى التى تمس الأسر المصرية، ويعبر عن قضية مجتمعية مهمة، وهو برنامج «ربيع العمر»، الذى ناقش قضايا المسنين وكيفية التعامل معهم فى المراحل العمرية المتبقية، كما استضافت أساتذة ومتخصصين فى هذا الجانب السيكولوجى والاجتماعى، بشأن الطرق العلمية المثلى للتعامل مع من يصل إلى هذه المرحلة السنية.

برأيك ما أهم عامل فى النجاح الكبير الذى حققته؟

- العامل الرئيسى أنها كانت شخصية موهوبة ومبدعة فى الوقت ذاته، فهذه الموهبة ظهرت فى إدارتها للحوار أكثر من 30 سنة، وأيضاً كانت لها الأسبقية فى ابتكار قالب برامجى يدمج بين الدراما والأداء الحوارى، فضلاً عن أن هذا التناول كان تناولاً فنياً وعلمياً، فلم تكن هى صاحبة الفتوى وإبداء الرأى أو التوصية والنصيحة، ولكنها كانت تستعين بكل أستاذ فى مجال تخصّصه، يعطى النصيحة والحل.

كيف تفسر استمرار تأثير برامج الإعلامية فايزة واصف حتى الآن؟

- تأثير ما قدمته استمر لسنوات طويلة، لأنها استخدمت فيه كل الأدوات المتاحة، فاستعانت بالدراما، وكلنا نعلم أن الدراما تلعب دوراً بارزاً فى ترسيخ المعانى وإيصال المعلومات إلى المتلقى بصورة سلسة، وتجسيد أى رواية لأى كاتب أو أديب وتحويلها إلى عمل درامى أو فيلم، يجعلها محفورة فى الذاكرة مدى الحياة، لذلك ثلاثية نجيب محفوظ عندما تمت ترجمتها إلى عمل درامى، بقيت فى ذاكرة كل من تابعها، إضافة إلى أنها كانت تخاطب الناحية العاطفية والسلوكية فى كل أسرة مصرية.

ما أهم رسالة تركتها الراحلة فايزة واصف من وجهة نظرك؟

- تركت رسالة ذات شقين، الأول لكل الأجيال التى تلتها فى الإعلام، فقد أعطتنا قواعد مهنية ثابتة، وهى كيف تكون إعلامياً ومذيعاً ناجحاً ومؤثراً بالإيجاب لا السلب؟، وكيف تمتلك أدواتك كمذيع؟، ما بين إتقانك للغة وفن الحوار وأيضاً طريقة التعامل مع الناس والمحافظة على ميثاق الشرف الإعلامى وعدم ارتكاب خروقات أثناء الحوار، فما فعلته فايزة واصف كان تطبيقاً لميثاق الشرف الإعلامى قبل صدوره، فكان هو ضميرها المهنى، وهذه الرسالة باقية حية لكل من يراجع الأرشيف، وهذا هو الإرث الإعلامى الذى تركته.

تأثير ما قدمته استمر لسنوات.. وألزمت نفسها طوال حياتها بميثاق شرف إعلامى حتى قبل صدوره

أما الشق الثانى فهو تأثيرها الإيجابى فى كل أسرة مصرية، ومعالجة برنامجها لبعض المشكلات لدى الأسرة المصرية والمجتمع المصرى والمجتمع العربى بالكامل، فقد نمّت وزكّت روح العلم، بأن يفتى فى الموضوع أهله، وأن يتحدث فيه أصحاب الاختصاص والخبرة، وأيضاً لمست قلوب المصريين والعرب، وقلوب الصغار والكبار، وهذا عين التأثير وعين البقاء.

إلى أى مدى أسهمت الإعلامية فايزة واصف فى حل القضايا المجتمعية؟

- كانت تقدم إعلاماً صادقاً وواعياً، فكانت تأخذ المشكلة من مصادرها الرئيسية، أى من أصحابها، ثم تناقشهم بحوار راقٍ ليس فيه خدش للحياء ولا غوص فى الحياة الشخصية، وتنتقى ألفاظها بحرفية فائقة بفضل إتقانها اللغة العربية، وعندما تنتقل إلى استضافة المتخصصين حسب القضية المعروضة، كانت تقدم أصحاب التخصّص، وبالتالى تقدّم إعلاماً لا يصدر المشكلات، لكنه يعالجها بطرق ووسائل علمية.

«المجتمع المصرى ملىء بالكفاءات، لكن الفكرة فى مين يخبّط على الباب ويطلّع الكفاءات دى للنور.. وأنا أدين بالفضل لأساتذتى اللى زقونى فى العمل الإعلامى لحد ما نجحت».

«أفكار برامجى الاجتماعية جت لى من جوابات الجمهور اللى كانت بتوصلنى وتملا اشولة.. وسجلت الأفكار دى فى الشهر العقارى لأنى كنت صاحبة الفكرة».

أدوات المهنة

كانت مذيعة تمتلك أدوات المهنة المكتسبة بالتدريب والتمرين، فضلاً عن إجادتها اللغة العربية، وإدارة الحوار، إضافة إلى امتلاكها القبول الذى جعلها تدخل كل البيوت بمنتهى الأريحية ومنتهى العشق لدى كل الجماهير التى تابعتها، سواء كان فى مصر أو فى الوطن العربى.


مواضيع متعلقة