محام: شاركت في ثورة 30 يونيو بعزيمة داخلية ورغبة في التغيير

كتب: عبير خالد

محام: شاركت في ثورة 30 يونيو بعزيمة داخلية ورغبة في التغيير

محام: شاركت في ثورة 30 يونيو بعزيمة داخلية ورغبة في التغيير

«أمل يعقبه انتصار»، بهذه العبارة لخَّص جوزيف جرجس مشاركته فى ثورة 30 يونيو، التى جاءت برغبته، فهى إرادة شعب سعى لإيصال صوته وإيضاح رسالته، التى كانت يتهاتف بها جميع أطياف الشعب المصرى، خاصة أبناء محافظة أسيوط الذين تكاتفوا كيد واحدة، ووقفوا فى احتجاج صامت عند مبنى المحافظة.

«جوزيف» شارك كمواطن عادى ولم يكن يتبع أى تيار أو اتجاه: «كان لازم أقول لا للإخوان»

المحامى جوزيف جرجس، صاحب الـ34 عاماً، روى، خلال حديثه لـ«الوطن»، أن مشاركته لم تكن وليدة اللحظة، بل هى نابعة من عزيمته الداخلية ورغبته فى التغيير، فكان حريصاً على الوقوف أمام مبنى المحافظة تارة، ومتابعة الكواليس فى شاشات التلفاز تارة أخرى، خاصة بعد بيان 3 يوليو: «خرجنا نفرح فى الشوارع، كان لازم نشارك ونقول لا لكل حاجه، لنثبت أنها إرادة شعب، ليست مجرد مقولة، إنما واقع نعيشه».

أما عن ذكرياته المحفورة عن هذا اليوم فهو يرجع بالذاكرة للوراء عدة أعوام ليدور فى مخيلته مشهد الفرحة التى سيطرت على جميع المشاركين فور إزاحة الكابوس الذى كان يلاحقهم، وهمُّوا للتخلص منه بقول «لا» التى تزلزل الأرجاء، فكان التفاؤل يسيطر، إلا أنه كان يشوبه بعض الحذر من حدوث أى اشتباكات، مضيفاً: «شاركت كمواطن عادى وماكنتش تبع تنظيم أو اتجاه أو فكر معين، كنت شايف أنه عليّا مسئولية إنى أقول لا، فقررت أنزل وأشارك، وبالفعل عملت كده، وكانت مشاركتى ميدانية فقط».

لم تكن مشاركته وليدة ذلك اليوم، إلا أنها ترعرت بداخله عندما شعر أن الحاكم انحرف عن المسار الديمقراطى الصحيح، ولم تكن مشاركته تشجيعاً من الآخرين، بل كانت نابعة من ذاته، يقول: «أخدت المبادرة من نفسى إنى أنزل وأشارك، وكنت بقابل أصحابى برضو، نازلين كلنا علشان هدف واحد، نقول لا وندى إشارة لصانع القرار إن إحنا وراك، كان جوانا شعور بالأمل اتحول لانتصار بعد ما حققنا حلمنا وصوتنا اتسمع».

أما عن أجواء ثورة 30 يونيو وفقاً لـ«جوزيف»، فيقول: كانت حماسية إلى أبعد الحدود، ولم تكن الناس تبالى بما يترتب على مشاركتهم من أى ضرر، كان شغلهم الشاغل هو إيصال أصواتهم فقط، بعد أن رغب الجميع فى المشاركة والنزول، فى حالة عدم استجابة الحاكم لرسائل وتقديرات القوات المسلحة، فالجميع كان يعلم بموعد الثورة من استمارات تمرد، فالثورة ما هى إلا رسالة شعب غايتها «لا للانحراف عن المسار الديمقراطى»، وكانت المشاركة من الجميع سبباً قوياً لإنجاحها، فالإرادة والعزيمة القوية كانت دافعهم الأساسى للنزول إلى الميدان والتعبير عن آرائهم، فكان ذلك هدفاً وليس خياراً، للوصول إلى ما يرجونه والتخلص من حكم الإخوان بشكل نهائى»


مواضيع متعلقة