«جولد بيليون»: تراجع أسعار الذهب وسط ترقب لاجتماع الاحتياطي الفيدرالي

كتب: مارينا رؤوف

«جولد بيليون»: تراجع أسعار الذهب وسط ترقب لاجتماع الاحتياطي الفيدرالي

«جولد بيليون»: تراجع أسعار الذهب وسط ترقب لاجتماع الاحتياطي الفيدرالي

تراجعت أسعار الذهب اليوم بشكل طفيف بعد ارتفاع كبير أمس على حساب ضعف الدولار والبيانات الأمريكية التي صدرت لتزيد من التوقعات بأن البنك الاحتياطي الفيدرالي في طريقه إلى تثبيت أسعار الفائدة خلال اجتماعه المقبل الأمر الذي ساعد الذهب على الارتفاع.

الأسواق شهدت تراجعا للدولار الأمريكي بسبب ضعف بيانات قطاع العمالة التي تزيد من التوقعات بإمكانية تثبيت الفائدة من قبل الفيدرالي، بالإضافة إلى هذا تراجع العائد على السندات الحكومية الأمريكية مما زاد من نزيف الدولار أمس وحدوث تأثير إيجابي على الذهب.

تسجيل ارتفاع على المستوى الأسبوعي وللأسبوع الثاني على التوالي

وانخفضت أسعار الذهب الفورية اليوم الجمعة بنسبة 0.1% لتتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند 1962 دولارا للأونصة، بعد أن ارتفعت أمس بنسبة 1.3% لتربح أكثر من 25 دولارا ليسجل الذهب أفضل أداء يومي منذ أسبوعين، ليتهيأ الذهب لتسجيل ارتفاع على المستوى الأسبوعي وللأسبوع الثاني على التوالي.

بالرغم من الارتفاع الكبير للذهب أمس إلا أن تداولاته تبقى في نطاق محدد سيطر على تداولاته منذ ثلاثة أسابيع، حيث يستمر الحذر في الأسواق قبل صدور بيانات التضخم الأمريكية خلال الأسبوع المقبل يتبعها اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي.

طلبات اعانات البطالة الأسبوعية لتسجل أعلى مستوى منذ أكثر من عام ونصف

وصدرت بيانات طلبات إعانات البطالة الأسبوعية، في أمريكا، أمس، لتسجل أعلى مستوى منذ أكثر من عام ونصف بمقدار 261 ألف طلب مقارنة مع القراءة السابقة 233 ألف والتوقعات 236 ألف، وساعدت هذه البيانات على زيادة الرهانات أن الفيدرالي في طريقه إلى تثبيت أسعار الفائدة بعد أن بدأت التأثير السلبي على قطاع العمالة.

الضعف في سوق العمل إلى جانب بعض التراجع في التضخم قد يؤدي إلى قيام البنك الاحتياطي الفيدرالي بإيقاف دورة رفع أسعار الفائدة مؤقتًا عندما يجتمع الأسبوع المقبل. لكن مؤشر تقرير الوظائف الحكومي ومؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأخيرة فاقت التوقعات وهو ما يبقي حالة عدم اليقين متزايدة بشأن كيفية تحرك البنك الفيدرالي.

وتظهر توقعات أسواق العقود الآجلة للاحتياطي الفيدرالي احتمال بنسبة 76% أن يثبت البنك الفيدرالي أسعار الفائدة خلال اجتماعه المقبل، هذا بالإضافة إلى احتمال آخر بنسبة 24% لرفع الفائدة 25 نقطة أساس في اجتماع يوليو.

انخفاض مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات

وتراجعت مستويات الدولار الأمريكي بشكل كبير خلال جلسة الأمس، حيث انخفض مؤشر الدولار الذي يقيس اداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية بنسبة 0.7% وسجل أدنى مستوياته منذ أسبوعين، وفق تحليل جولد بيليون أما العائد على السندات الحكومية لأجل 10 سنوات انخفض يوم أمس بنسبة 1.8% متأثراً بالبيانات وذلك بعد أن سجل اعلى مستوى منذ أسبوعين عند 3.821%.

وساعد تراجع العائد على السندات في ارتفاع أسعار الذهب يوم أمس في ظل العلاقة العكسية التي تربط بينهما، هذا بالإضافة إلى كون الذهب سلعة تسعر بالدولار فمع تراجع العملة الفيدرالية يصبح الذهب أعلى بالنسبة لحائزي العملات الأخرى.

وتنتظر الأسواق أيضاً خلال الأسبوع القادم صدور بيانات أسعار المستهلكين التي تعد مؤشر التضخم الرئيسي، والتي تعد آخر البيانات التي يستخدمها البنك الفيدرالي في اتخاذ قراره بشأن مستقبل أسعار الفائدة.

 رفع الفائدة 25 نقطة أساس بعد توقف دام أربعة أشهر

فيما خرج صندوق النقد الدولي بتوقعات تفيد أن البنك الفيدرالي قد يضطر إلى رفع أسعار الفائدة من جديد إذا استمر التضخم الأمريكي في ارتفاع لفترة أطول من توقعاته السابقة، وأشار أن التضخم أظهر تراجع بالفعل ولكنه لا يزال مصدر قلق بسبب بعده عن مستهدف التضخم عند 2% بينما يحول التضخم حول 5%.

البنك المركزي الكندي قام هذا الأسبوع برفع الفائدة 25 نقطة أساس بعد توقف دام أربعة أشهر، الأمر الذي يدل على حقيقة أن توقف رفع الفائدة لن يكون هو الأساس بل هو وسيلة لإبطاء سلسلة زيادات الفائدة وانتظار المزيد من البيانات الاقتصادية التي توضح حالة الاقتصاد.

رفع للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال الاجتماعين القادمين للفيدرالي

التوقعات الآن تتزايد أن الفيدرالي قد يتبع تحركات المركزي الكندي الأخيرة فالأسواق ترى رفع للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال الاجتماعين القادمين للفيدرالي ولكنها تفضل أن يكون الرفع في اجتماع يوليو.

ولا تزال النظرة المستقبلية للذهب على المدى المتوسط والطويل غير مؤكدة، في حين أنه من المتوقع أن يشهد بعض الدعم إذا توقف الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل، ولكن قد تكون مكاسبه محدودة مع بقاء أسعار الفائدة الأمريكية مرتفعة على الأرجح لفترة أطول هذا العام.

وأبقت حالة عدم اليقين بشأن الاحتياطي الفيدرالي والاقتصاد أسعار الذهب ضمن نطاق تداول ضيق منذ منتصف مايو، بعد أن انخفض المعدن النفيس إلى ما دون مستوى 2000 دولار للأونصة الذي تمت مراقبته عن كثب.

وبعد أن فقد الذهب دعماً هاماً يتمثل في أزمة سقف الدين الأمريكي يتبقى له أمل أخير ولكنه قد يكون حاسم بشكل كبير، وهو التدهور المتوقع في أداء الاقتصاد الأمريكي والعالمي كنتيجة طبيعية لعمليات التشديد النقدي الحادة من قبل البنوك المركزية حول العالم، وهو ما يعيد الطلب على الذهب كملاذ آمن في التزايد.

كما كان للّجوء الفيدرالي إلى تثبيت الفائدة كما هو متوقع خلال اجتماعه المقبل، تأثيرا على السوق بالحد من فرص الدولار على الارتفاع وهو ما يحقق استفادة هامة للذهب ويدفعه إلى الارتفاع من جديد إلى مستوياته قد يتماسك عندها خاصة إلى اخترق المستوى النفسي 2000 دولار للأونصة.

رابطة سوق سبائك الذهب في لندن تظهر تراجع مخزونات الذهب 

رابطة سوق سبائك الذهب في لندن (LBMA) وهي رابطة تجارية دولية تمثل السوق العالمي لسبائك الذهب والفضة التي لديها قاعدة عملاء عالمية. أظهرت في تقرير لها أنه مع نهاية مايو 2023 ارتفعت كمية الذهب المحتفظ بها في خزائن لندن إلى 8903 طن منخفضة بنسبة 0.7% عن الشهر السابق، لتصل قيمته إلى 562.3 مليار دولار أي ما يعادل حوالي 712212 سبيكة ذهب.

وتدل هذه البيانات على قدرة لندن لدعم سوق التداول اللحظي للذهب ومع هذا التراجع في مخزونات الذهب فإن هذا يعكس تراجع الطلب على الذهب خلال الفترة الماضية بعد تراجع أسعار الذهب تحت مستويات الـ 2000 دولار للأونصة. 

أسعار الذهب في مصر 

وشهدت أسعار الذهب محلياً تحركات ضعيفة خلال جلسة الأمس على الرغم من ارتفاع سعر الذهب العالمي بأكثر من 1%، يرجع هذا إلى نطاق التداول المحدد الذي يجبر الأسعار على التحرك بشكل عرضي حتى صدور محفز جديد في الأسواق وهو مالم يحدث بعد.

وسجل سعر الذهب عيار 21 اليوم الجمعة 2340 جنيها للجرام، وسجل سعر جنيه الذهب 18720 جنيها، السعر الحالي في أسواق الذهب أعلى بنسبة 6.4% من القاع السعري الذي تم تسجيله عند 2200 جنيه للجرام، وأقل بنسبة 16.4% من أعلى مستوى تاريخي سجله الذهب عند 2800 جنيه للجرام.

المنطقة السعرية التي يتحرك فيها الذهب حالياً استطاعت الصمود قرابة الأسبوعين وخلال هذا الأسبوع سيطرت التحركات الضعيفة على الأسعار خاصة مع ترقب الأسواق المحلية والعالمية أية تطورات في الأسواق.

مبادرات السماح بواردات الذهب بدون رسوم

التحركات الحكومية الأخيرة ساهمت بشكل كبير في تحقيق الاستقرار في الأسواق المالية بشكل عام وأسواق الذهب بشكل خاص، بداية مع المبادرات التي طبقتها الجهات المعنية مثل السماح بواردات الذهب بدون رسوم جمركية بالإضافة إلى تخفيض مصنعية المشغولات الذهبية.

هذا إلى جانب الإجراءات المكثفة حالياً للتحرك في بيع الشركات المملوكة للدولة من أجل العمل على توفير سيولة دولارية تساعد الحكومة على الوفاء بالتزاماتها الخارجية والداخلية.

 


مواضيع متعلقة