نص كلمة الرئيس السيسي في قمة مجلس السلم والأمن الأفريقي لبحث أزمة السودان

نص كلمة الرئيس السيسي في قمة مجلس السلم والأمن الأفريقي لبحث أزمة السودان
شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، في قمة مجلس السلم والأمن الأفريقي، التي انعقدت لبحث الأزمة الراهنة في السودان، بحضور عدد من رؤساء الدول والحكومات الأفارقة، وعلى رأسهم يوري موسيفينى، رئيس جمهورية أوغندا، الرئيس الحالي لمجلس السلم والأمن، بالإضافة إلى رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، وأمين عام جامعة الدول العربية، وسكرتير عام منظمة الإيجاد، ومبعوثة سكرتير عام الأمم المتحدة للقرن الأفريقي.
وأعرب الرئيس عن تقديره لتوجيه الدعوة إلى مصر، للمشاركة في هذا الاجتماع المهم، لمناقشة تطورات الأوضاع في دولة السودان الشقيق، قائلًا في كلمته: «إن اجتماعنا اليوم، يحمل بالإضافة إلى أهميته السياسية، قيمة رمزية بتأكيده استمرار الشراكة بين الأطراف الإفريقية، وكافة الشركاء الدوليين، والوكالات الإغاثية للعمل معا، نحو سودان مستقر وآمن».
استقرار السودان الشقيق والحفاظ على وحدة أراضيه
وأضاف: «لعلكم تتفقون معي، أن استقرار السودان الشقيق، والحفاظ على وحدة أراضيه، وتماسك مؤسساته، سيكون له نتائج إيجابية ليس فقط على الشعب السوداني، ولكن على الأطراف الإقليمية كافة»، متابعًا: «تثمن مصر جهود مفوضية الاتحاد الأفريقي، بقيادة رئيس المفوضية موسى فقيه، للتعامل مع الأزمة السودانية، والتي كان أبرزها، الاجتماع الموسع الذى عقد على المستوى الوزاري، يوم 20 أبريل الماضي وأثمر عن تشكيل آلية، تضم الأطراف الفاعلة، ومن بينها مصر. ويأتي اجتماعنا اليوم، لاعتماد خطة خفض التصعيد، التي تمت صياغتها بالتنسيق مع دول الجوار بما يمثل خطوة مهمة، في سبيل تحقيق الاستقرار والتوافق الداخلي، وإنهاء الصراع الدامي الحالي».
أضاف الرئيس «أن الجهود المبذولة في إطار الاتحاد الأفريقي، تأتى مكملة لمسارات أخرى، ومن ضمنها جامعة الدول العربية التي أقرت قمتها الأخيرة، تشكيل مجموعة اتصال وزارية عربية، للتعامل مع الأزمة، وكذا جهود تجمع الإيجاد والاتفاقيات التي تم التوقيع عليها خلال مفاوضات جدة، ونصت على الالتزام بوقف إطلاق النار، وفتح الطريق لنفاذ وتوزيع المساعدات الإنسانية، وسحب القـوات مــن المسـتشفيات والمرافـــق العامـــة، وهى المسارات، التي يتعين أن تقوم على معايير موحدة ومنسقة يدعم بعضها البعض، وتؤسس لخارطة طريق للعملية السياسية تعالج جذور الإشكاليات، التي أدت إلى الأزمة الحالية وتهدف إلى مشاركة موسعة وشاملة، لجميع أطياف الشعب السوداني».
إنهاء الأزمة السودانية
أوضح الرئيس السيسي، أن مصر في هذا الصدد، تؤكد الأهمية القصوى للتنسيق الوثيق مع دول الجوار، لحلحلة الأزمة واستعادة الأمن والاستقرار بالسودان باعتبارها طرفا أصيلا ولكونها الأكثر تأثرا بالأزمة، والأكثر حرصا على إنهائها، في أسرع وقت، مشيرا إلى أن مصر اضطلعت بمسئوليتها، باعتبارها دولة جوار رئيسية لجمهورية السودان من خلال تكثيف التواصل، مع الأطراف الفاعلة كافة، والشركاء الدوليين والإقليميين للعمل على إنهاء الوضع الجاري واستندت مصر في تحركاتها، إلى عدد من المحددات التي نأمل أن تأتى الجهود الإقليمية والدولية متسقة معها، أهمها:
- أولا: ضرورة التوصل لوقف شامل ومستدام لإطلاق النار وبما لا يقتصر فقط، على الأغراض الإنسانية.
- ثانيا: وجوب الحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية في السودان والتي تعد العمود الفقري، لحماية الدولة من خطر الانهيار.
- ثالثا: إن النزاع في السودان، هو أمر يخص الأشقاء السودانيين ودورنا كأطراف إقليمية، مساعدتهم على إيقافه، وتحقيق التوافق حول حل الأسباب، التي أدت إليه في المقام الأول. وتؤكد مصر في هذا الصدد، احترامها لإرادة الشعب السوداني، وعدم التدخل في شئونه الداخلية، وأهمية عدم السماح بالتدخلات الخارجية، في أزمته الراهنة.
- رابعا: إن التداعيات الإنسانية للأزمة السودانية، تتجاوز حدود الدولة وتؤثر على دول الجوار، التي يتعين التنسيق معها عن قرب.
مصر استقبلت 150 ألف سوداني
وأشار إلى التزام مصر بمسئولياتها في هذا الشأن، عبر استقبال حوالي 150 ألف مواطن سوداني حتى اليوم بجانب استضافة نحو 5 ملايين مواطن سوداني، تتم معاملتهم كمواطنين، مضيفًا «أدعو في هذا الصدد، الوكالات الإغاثية والدول المانحة، لتوفير الدعم اللازم لدول الجوار، حتى يتسنى لها الاستمرار في الاضطلاع بهذا الدور».
واختتم الرئيس السيسي، كلمته قائلًا: «أود إعادة تأكيد استمرار مصر، في بذل كل الجهود، من أجل إنهاء الأزمة الحالية بما في ذلك عبر دعم جهود الاتحاد الأفريقي، وجميع الآليات القائمة لإنهاء الصراع الحالي وكذلك مواصلة التنسيق، مع كافة الشركاء والمنظمات الإغاثية، لدعم جهود توفير الاحتياجات الإنسانية العاجلة للسودان، للتخفيف من الوضع الإنساني المتدهور. أثق كل الثقة، أن اجتماعنا اليوم، ستصدر عنه النتائج، التي يأمل فيها الشعب السوداني، من أشقائه الأفارقة والتى يحتمها واجبنا تجاه هذا الشعب، في هذا الظرف الذى يمر به والذى لن ينسى وقفة أشقائه معه، كما تضامن السودان مع أشقائه، خلال المراحل التاريخية المختلفة».