مساعد وزير الخارجية الأسبق: «القاهرة ومسقط» تنتهجان سياسة «الحياد الإيجابي»

كتب: محمد البلاسى

مساعد وزير الخارجية الأسبق: «القاهرة ومسقط» تنتهجان سياسة «الحياد الإيجابي»

مساعد وزير الخارجية الأسبق: «القاهرة ومسقط» تنتهجان سياسة «الحياد الإيجابي»

قال السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة السلطان هيثم بن طارق للقاهرة تكتسب أهمية خاصة فى ظل الظروف الحالية التى تمر بها المنطقة العربية، وأكد أن المباحثات بين الرئيس عبدالفتاح السيسى وسلطان عُمان تتناول المستجدات الأخيرة فى المنطقة، وبخاصة بعض الانفراجات فى العلاقات مؤخراً مع بعض دول الجوار العربى، وعودة سوريا لمقعدها فى القمة العربية، وأعرب مساعد وزير الخارجية الأسبق عن اعتقاده بأن المباحثات قد تولى اهتماماً كبيراً بالأزمة السودانية، لأنها تهدد الأمن القومى العربى بصفة عامة، وليس أمن السودان فقط، وإمكانية أن يكون لسلطنة عمان دور فى الوساطة بين الطرفين، فى ظل الحديث عن وقف إطلاق النار، وربما قد يصل الأمر لتعيين مراقبين.

وأشاد «حليمة» بقوة العلاقات بين البلدين نتيجة لطبيعة السياسة العمانية التى تعتمد على إقامة علاقات متوازنة وقوية تتماشى مع استراتيجية سياسية تتبناها الدولة المصرية بالحفاظ على وحدة الأراضى وسلامتها وحماية الدولة والمؤسسات الوطنية، كما أن علاقات مصر والسلطنة كانت متميزة، إذ إن السلطنة لها دور إيجابى وبناء، سواء خلال الحروب التى خاضتها مصر، أو خلال مبادرة السلام التى أطلقها الرئيس السادات عام 1979، حيث إن سلطنة عمان كان لها دور إيجابى ومشهود فى دعم التحرك المصرى، ما يعكس تميز العلاقات.

ووصف مساعد وزير الخارجية الأسبق العلاقات بين البلدين بأنها كانت فى اتجاه تصاعدى دائماً، ولم يكن فيها أى فجوات أو علاقات سلبية، حيث إن عُمان دولة ذات حضارة، كما أن مصر دولة ذات حضارة هى الأخرى، وكان لعمان دور تاريخى فى العلاقات العربية، ولها مواقف مشرّفة مع مصر فى فترات تاريخية متعددة. وما يميز العلاقة بين البلدين أنها فى اتجاه متنامٍ فى كافة المجالات.

وعن وصف السياسات المصرية والعمانية بـ«عدم الانحياز» أوضح «حليمة» أنه يرى أن كلاً من مصر وسلطنة عمان تنتهج سياسة متوازنة نحو القضايا المختلفة، وهو ما اصطُلح عليه بسياسية «الحياد الإيجابى» بينما يشير «عدم الانحياز» إلى الحياد السلبى، ويمكننا أن نأخذ مثالاً على ذلك بعلاقات كل من مصر والسلطنة مع روسيا والصين، وهى علاقات جيدة مع جميع الأطراف، وعلى سبيل المثال عند حدوث إحدى الأزمات يمكن للدول التى تنتهج سياسة الحياد الإيجابى أن تقوم بدور وساطة من أجل إيجاد حل مقبول لجميع الأطراف، وبذلك تكون جزءاً من الحل وليس طرفاً فى الأزمة.

وعن إمكانية وجود دور مصرى عمانى فى حل الأزمات الراهنة فى المنطقة بناء على الثقة التى تحظى بها مصر وسلطنة عمان من جانب الجميع فى المنطقة قال «حليمة» إن كلاً من مصر وسلطنة عمان يمكنهما لعب دور الوسيط لحل أزمات الشرق الأوسط، سواء كان دوراً مصرياً أو دوراً عمانياً، أو دوراً مشتركاً إذا تم التوافق على ذلك بين قيادتى البلدين، وذلك لتشابه السياسات من حيث التوازن وتطوير العلاقات وتعظيمها فى الإطار العربى، وأيضاً اتصالات مميزة مع العالم الخارجى الذى ربما يواجه تداعيات أى أزمة تحدث فى المنطقة، ولذلك ربما يكون هناك دور مصرى عمانى يعمل كوسيط فى أى قضايا متعلقة لتشابه الرؤى والسياسات الهادفة إلى تحقيق الاستقرار فى المنطقة، ومواجهة أى تداعيات قد تحدث بسبب تلك النزاعات التى لا تسبب إلا أضراراً وخسائر على المستويين الإقليمى والدولى.


مواضيع متعلقة