«بوتين» الزيارة الأولى
![«بوتين» الزيارة الأولى](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/309842_Large_20150202075544_12.jpg)
منذ اللحظة الأولى، قرر الرجل أن ينحاز صراحة إلى الدولة المصرية، خلافاً للموقف العالمى وقتها، لم يقف مشاهداً فقط، لكنه أعلن تضامنه مع مصر، راح يراقب كل ما هو جديد على الساحة المصرية حتى أصبح المؤرق الأول والأخير للإدارة الأمريكية، يحاول دائماً استعادة أمجاد بلاده السابقة كقوة دولية عظمى فى مواجهة النفوذ الأمريكى، فهو كما يسميه البعض «ستالين الصغير».
تأتى زيارة «بوتين» اليوم إلى مصر كخطوة مهمة من ناحية الجانب الروسى على صعيد العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا، فى ظل الأوضاع الحالية التى تمر بها المنطقة العربية حالياً، فى الوقت نفسه عمل «بوتين» على ترويض الولايات المتحدة وبات «شوكة فى حلقها»، ليس على صعيد الشئون المصرية فقط، وإنما على الصعيد العالمى أيضاً.
كان للرئيس الروسى موقف مغاير، فى الوقت الذى دعت فيه الولايات المتحدة ودول أخرى إلى جلسة طارئة فى مجلس الأمن، من أجل مناقشة الوضع فى مصر، فى أعقاب «30 يونيو»، حيث قرر من خلاله أن يحبط تلك المساعى. وعلى صعيد الأزمة السورية، استطاع إحباط كل قرار يعرضه حليفه الأقوى فى الشرق الأوسط «سوريا» للخطر، وبات هو المسيطر الأول والأخير على مقاليد ومجريات التحرك العالمى لحل الأزمة السورية.
شعبية «بوتين» فى أوساط المصريين راحت تتزايد يوماً تلو الآخر، وبات رمزاً فى أوساط الشعب المصرى فى وقت راحت فيه طى النسيان شعبية الرئيس الأمريكى باراك أوباما التى حظى بها فى أعقاب خطابه الشهير فى جامعة القاهرة عام 2008، نتيجة مواقفه التى اعتبرها المصريون «مهينة» و«غير لائقة» فى التعامل مع دولة بحجم مصر، فى وقت رفض فيه المصريون حكم الإخوان بينما تمسكت الإدارة الأمريكية به.
لم تقف محاولات الرئيس الروسى عند حد الخطابات الرنانة أو الدعم الشفوى للتحركات المصرية فى أعقاب «30 يونيو»، لكن الأمر وصل إلى التقارب عسكرياً وسياسياً للمرة الأولى منذ سبعينات القرن الماضى، بعد أن تراجع التقارب المصرى - الأمريكى، بسبب حالة التوتر التى سادت بين الجانبين فى أعقاب «30 يونيو». اقتنص «الدب الروسى» الفرصة واستطاع جذب القيادة المصرية إلى روسيا.
الرئيس الروسى الذى وُلد عام 1957 اشتهر كثيراً بحبه لرياضات فنون الحرب، إضافة إلى ألعاب أخرى تعشقها بعض حسناوات بلاده مثل كرة المضرب، إلى درجة أن عجوزاً جورجية ادعت أن «بوتين» ابنها، حتى اعترف هو نفسه أن والده عمل طباخاً فى أحد بيوت جوزيف ستالين القروية فى جورجيا، فأُطلق عليه لقب «ستالين الصغير».
تاريخ طويل من الخبرة العسكرية والسياسية التى حصل عليها «بوتين»، نتيجة المناصب الرفيعة التى تقلدها، بداية من كونه عضواً فى الاستخبارات السوفيتية، وحتى وصوله إلى منصب الرئيس فى عام 2000.