كيف راعى مشروع «شرق العوينات» أحدث النظم في الري الحديث؟

كتب: هاجر عمر

كيف راعى مشروع «شرق العوينات» أحدث النظم في الري الحديث؟

كيف راعى مشروع «شرق العوينات» أحدث النظم في الري الحديث؟

مشروعات زراعية عديدة أطلقتها الدولة المصرية ضمنت تحقيق الأمن الغذائي للمواطنين المصريين، ويعد مشروع شرق العوينات من المشروعات الزراعية المهمة التي تعول عليها الحكومة في توفير العديد من المنتجات الزراعية الاستراتيجية، إذ تعد شرق العوينات ثاني أكبر مشروع زراعي بمصر بعد مشروع توشكى، وللزراعة بشرق العوينات خصوصية كونها تعتمد بصورة أساسية على المياه الجوفية، وهو ما دفع الرئيس السيسي للتوجيه بضرورة الاعتماد على نظم الري الحديثة التي من شأنها ترشيد استخدام المياه.

وزير الري الأسبق يوضح نظم الري الحديثة المستخدمة بمشروع شرق العوينات

ويوضح الدكتور حسام الدين مغازي وزير الري المصري الأسبق، وأستاذ ورئيس قسم هندسة الري والهيدروليكا بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية لـ«الوطن»، أن وعي الدولة المصرية جعلها تتبع عدة أنظمة ري حديثة تعظم من خلالها استفادتها من المياه خاصة بالمساحات الخضراء الواسعة المنضمة مؤخرًا للمساحات المنزرعة بمصر، وتقليص الري بالغمر الذي ظل سائدا بمصر لعقود طويلة.

وأضاف «مغازي»، أنَّ الدولة المصرية نظم ري حديثة نتجت عن طفرة علمية بالعالم وهي: نظام الري بالرش ونظام الري بالتنقيط ونظام الرش المحوري، والتي تروي الأراضي الزراعية بكفاءة وبنصف كمية المياه المستخدمة بالري بالغمر، والمقصود بالري بالتنقيط هو دفع المياه في أنابيب وتساقط المياه منها على شكل قطرات عند جذر النبات محققة أقل قدر من الفقد سواء بالبخر أو بالتسرب من التربة مع تقليص فرص ظهور حشائش، إذ أنها تصل المياه لمنطقة الجذور وبالتالي نضمن كفاءة وصول المياه بنسبة 90% إلى النبات.

استخدام نظام الري الرش تدفع المياه خلاله في الرشاشات على هيئة تساقط مياه الأمطار، وتصل كفاءته إلى 80% أي أقل كفاءة بصورة قليلة عن الري بالتنقيط، كما أكد «مغازي1» فهو يصلح لري المحاصيل الاستراتيجية كالقمح لكنه غير مناسب للمحاصيل والفاكهة، على عكس الري بالتنقيط الذي يصلح الفواكه وأشجار النخيل والزيتون، أما النوع الثالث الرش المحوري يقوم من خلال رش المياه عبر رشاشات بشكل دائري، لتقوم بري 150 فدانا بضغطة زر، ومن مزاياها توفير أعداد كبيرة من الأيدي العاملة وتصلح لمحاصيل  مثل الذرة والقمح.

وتعد نظم الري الحديثة أنجح نظم الري التي تستخدمها مصر بالآونة الأخيرة، كونها صالحة بصورة كبيرة للأراضي الصحراوية مثل توشكى والعوينات ومناطق غرب الدلتا، وبدأت تنتشر هذه النظم بالبداية في القطاع الخاص لتحقق تقدما كبيرا بعد أن تم تصنيعها محليًا، ليتم خفض تكلفة إنتاجها بصورة كبيرة ومن المتوقع زيادة انخفاض إنتاجها بعد زيادة استصلاح الأراضي الذي تشهده مصر بالوقت الراهن، حسب ما ذكر وزير الري الأسبق.

أستاذ المواد المائية: زراعة الصحراء تتطلب محاصيل قليلة الاستهلاك المائي وعالية الإنتاج

من جانبها، أشارت الدكتورة ناهد العربي، أستاذ الموارد المائية ونائب رئيس المركز القومي لبحوث المياه ومدير معهد بحوث المياه الجوفية الأسبق لـ«الوطن»، إلى أنّ ترشيد استخدام المياه أمر مهم وضروري وجهد جيد من الحكومة خاصة المياه الجوفية التي لا يتم تعويضها، كغيرها من مياه الترعة والنيل، فالمياه الجوفية تكون تكون معروفة ومدروسة العمر، وهو ما يستوجب الحفاظ عليها على المدى الطويل.

وأشارت «العربي» إلى أن جميع علماء المياه في مصر خاصة المياه الجوفية يثمنوا إشارة الرئيس السيسي لضرورة استخدام نظم الري الحديثة حرصًا على الإمكانيات الحالية خاصة مع معاناة العالم الآن لتوفير الأمن الغذائي، فالمياه هي سر الحياة وخاصة في الصحراء، فاذا كانت الدلتا متعددة الاختيارات بين مياه النيل والمياه الجوفية، غير أن المناطق الصحراوية تتطلب إدارة سليمة للحفاظ عليها وترشيدها ووضع نظم تشغيل للآبار.

المياه الجوفية بمصر صالحة جدًا للزراعة لجودة نوعيتها، فباستثناء بعض الخزانات مثل الحجر الجيري التي تتميز بالملوحة، لا توجد محاذير لاستخدام المياه الجوفية بالزراعة، وترى أستاذ الموارد المائية، ضرورة استخدم محاصيل ذات استهلاك مائي قليل قدر الإمكان، والابتعاد عن المزروعات التي تعتمد على كميات كبيرة من المياه مثل قصب السكر، مع اختيار مروعات لها عائد اقتصادي كبير مقارنة مع المزروعات بالمناطق الخصبة.

مؤسس لجنة المياه بنقابة المهندسين: المياه الجوفية مخزون للأجيال المقبلة

وأكّدت الدكتورة شيرين شوقي إسماعيل مؤسس ووكيل لجنة المياه بنقابة المهندسين في حديثها لـ«الوطن» أن شرق العوينات معتمدة بصورة أساسية على المياه الجوفية، وهو يعد المخزون الاستراتيجي للأجيال الحالية والقادمة، خاصة وأن حصة مصر من المياه محدودة.

وشددت إسماعيل، على ضرورة ترشيد الاستهلاك كما توجه القيادة السياسية بالمناسبات المختلفة، مع ضرورة التوعية للحفاظ على المياه بالزراعة الصناعة والاستخدامات المنزلية، مع الحفاظ على مياه النيل، مع حسن إدارة المورد المائي، فالمياه هي المستقبل وهي السبب الأول للحروب المقبلة، إذ أنها من الموارد التي ليس لها أي بديل.

ونوهت إلى أهمية الاعتماد على الزراعات التي تحتاج مياه قليلة وعظيمة الإنتاج، مثل شجرة التوت التي تعد شجرة زراعية صناعية، خاصة مع تزايد توجه الدولة في إنتاج الحرير بزراعة شجرة التوت.


مواضيع متعلقة