«الوطن» في جولة بمنطقة شرق العوينات.. استصلاح الصحراء لإنتاج مليون طن قمح تعزيزا للأمن الغذائي

«الوطن» في جولة بمنطقة شرق العوينات.. استصلاح الصحراء لإنتاج مليون طن قمح تعزيزا للأمن الغذائي
- شرق العوينات
- المحاصيل الزراعية
- محافظة الوادى الجديد
- «الوطنية لاستصلاح الأراضى الصحراوية»
- شرق العوينات
- المحاصيل الزراعية
- محافظة الوادى الجديد
- «الوطنية لاستصلاح الأراضى الصحراوية»
أجرت جريدة «الوطن» جولة تفقدية لمشروع استصلاح آلاف الأفدنة من الأراضى الزراعية فى منطقة «شرق العوينات»، على بُعد ألف كيلومتر من محافظة القاهرة، والقريبة من الحدود «المصرية - السودانية»، و«المصرية - الليبية»، والتى نفذت الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية، التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، مشروعاً ضخماً لاستصلاح وزراعة القمح ومحاصيل أخرى فيها.
انتهاء استصلاح 190 ألف فدان.. ومصنع لـ«البطاطس نصف المقلية» كباكورة لـ«منطقة صناعية»
وحسب مسئولى «الوطنية لاستصلاح الأراضى الصحراوية»؛ فإن جهاز «الخدمة الوطنية» انتهى من استصلاح 190 ألف فدان فى منطقة شرق العوينات، من المخطط وصولها إلى 220 ألف فدان بنهاية العام الجارى، بمجموعة من أجود المحاصيل الاستراتيجية التى تحتاجها البلاد، وأبرزها محصول القمح، كما أنشأ «الجهاز» مصنعاً لإنتاج البطاطس نصف المقلية لتوفير الاحتياجات المحلية والتصدير للخارج، كنواة لمنطقة صناعية فى «شرق العوينات».
وذكر مسئولو «الشركة»، لـ«الوطن»، أنهم عملوا على استصلاح الأراضى الصحراوية فى منطقة «شرق العوينات» أواخر تسعينات القرن الماضى، بـ10 آلاف فدان، كما تم استصلاح 80 ألف فدان خلال الفترة من أواخر التسعينات حتى 2012، وصولاً لاستصلاح 100 ألف فدان فى الفترة من 2014 حتى نهاية عام 2022، بإجمالى 190 ألف فدان، مع استصلاح 30 ألف فدان إضافية من المقرر حصادها خلال شهر أكتوبر المقبل، كما أنه من المُخطط استصلاح 60 ألف فدان إضافية عام 2024، ليبلغ إجمالى المساحة المستزرعة فى «شرق العوينات» 280 ألف فدان نهاية العام المقبل.
ولفت المسئولون إلى العمل على زراعة محاصيل استراتيجية تحتاجها مصر، مثل القمح والبطاطس وعباد الشمس لإنتاج الزيوت وغيرها من المحاصيل المهمة.
وأوضحوا أن هذا المشروع يتكامل مع مشروعات الشركة الوطنية لاستصلاح الأراضى فى توشكى، والذى كُلفت به الشركة فى يناير 2017؛ حيث تم الانتهاء من استصلاح 250 ألف فدان فى توشكى، وتم إضافة 100 ألف فدان فى أول 5 أشهر من العام الجارى، ليبلغ إجمالى المساحة المستصلحة فى توشكى فى آخر 5 سنوات 350 ألف فدان.
ومن المُخطط، حسب مسئولى «الشركة»، الانتهاء من استصلاح 150 ألف فدان إضافية حتى نهاية العام الجارى، بإجمالى نصف مليون فدان تم استصلاحها فى توشكى، ومن المقرر استصلاح 150 ألف فدان فى عام 2024، لتبلغ إجمالى المساحة المستصلحة هناك 650 ألف فدان بنهاية العام المقبل.
مصر تستعد لدخول موسوعة جينيس في أكبر مزرعة نخيل تمور بالعالم ستنتج أكثر من 50 نوعا وأكبر حوض ري
ومن المرتقب بدء موسم حصاد «القمح» بمساحات شاسعة فى منطقة شرق العوينات خلال ساعات، كما من المرتقب الإعلان عن دخول مصر موسوعة جينيس للأرقام القياسية العالمية برقمين جديدين، خلال ساعات، وذلك فى أكبر حوض رى فى العالم، وأكبر مزرعة نخيل للتمور فى العالم، والتى ستنتج أكثر من 50 نوعاً من التمور.
وانتهت «الشركة الوطنية» من زراعة قرابة 1.5 مليون نخلة، ومن المقرر الوصول لنحو 2.3 مليون نخلة منزرعة مع الانتهاء من العام الجارى.
وعن المساحة المزروعة من القمح بواسطة «الشركة الوطنية»، ذكر مسئولو الشركة لـ«الوطن»، أنه تمت زراعة 304 آلاف فدان قمح حتى الآن، بإنتاجية ما بين 700 إلى 750 ألف طن، ومن المُقرر إضافة 230 ألف فدان بحلول أكتوبر المقبل، لتبلغ إنتاجيتها قرابة 530 ألف طن قمح، بإنتاج يتجاوز المليون طن.
وتعمل «الشركة الوطنية» على ترشيد استهلاك المياه، عبر استخدام أساليب الرى الحديثة، والعمل على توفير الكميات التى تحتاجها المحاصيل الاستراتيجية باستخدام محطات الرى الحديثة التى عملت عليها الدولة، لمجابهة تحدى الفقر المائى الذى تواجهه مصر.
وتضم المشروعات التى تعمل عليها الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية، مشروع «البطاطس»، بداية من زراعة تقاوى البطاطس، وإنتاجية تقاوى، ثم زراعة البطاطس، والتصنيع، مع العمل على توفير أحدث ثلاجة فى الشرق الأوسط لتقاوى القمح بطاقة استيعابية 65 ألف طن تقاوى.
وأوضح مسئولو «الشركة» أن هناك دراسات أُجريت لتحديد أفضل الحلول الاقتصادية بنقل البطاطس الخام لمنطقة أخرى لتصنيعها، أم إنشاء المصنع فى «شرق العوينات»، ليتم الاستقرار على إنشائه هناك نظراً لـ«الجدوى الاقتصادية».
ولفت مسئولو شركة «استصلاح الأراضى الصحراوية» إلى أن الطاقة الإنتاجية لمصنع «سمايلى فريز» لإنتاج البطاطس نصف المقلية تبلغ 10 أطنان من البطاطس نصف المقلية فى الساعة، وطنين من البطاطس المهروسة، بإجمالى إنتاجية تُناهز 12 طناً فى الساعة.
وأشاد مسئولو «الشركة» بالطفرة الكبيرة المحققة ضمن المشروع القومى للطرق، مؤكدين أنهم كانوا يعانون من مشكلات فى النقل من شرق العوينات وتوشكى والفرافرة، لكن تلك المشكلة أصبحت من الماضى مع تحسن جودة الطرق، ما ساهم فى زيادة الإقبال والنجاحات المتحققة بمشروعات الأمن الغذائى فى تلك المنطقة.
ولفت مسئولو الشركة إلى أن هناك 4 آلاف عامل مدنى يعملون بها، وأن مشروع شرق العوينات مربوط بمدينة 6 أكتوبر مروراً بالداخلة والفرافرة، كما أنه مربوط بأسوان مروراً بمدينة توشكى، كما يتم العمل على القطار السريع، والذى سيضم محطة رئيسية فى مدينة توشكى، لافتة إلى أن إنتاجية المشروع ستوجه للسوق المحلية والتصدير.
وشدد مسئولو المشروع على أن الأراضى التى يتم استصلاحها فى المشروع تزداد فى الجودة والخصوبة عاماً بعد عام، لافتين إلى التعاون الكامل مع القطاع الخاص، وترحيبهم باستثماراته والتعاون مع الشركة.
وأشار مسئولو «الوطنية لاستصلاح الأراضى الصحراوية» إلى العمل على إنشاء مصنع أخشاب فى توشكى، ليكون بداية لمنطقة صناعية هناك.
ويقول المهندس محمد عبدالرحيم، مدير المشروع فى إحدى شركات القطاع الخاص المتعاونة مع «الخدمة الوطنية» فى تنفيذ مصنع البطاطس نصف المقلية فى «شرق العوينات»، إنهم تعاونوا مع تحالف من 6 شركات عالمية لتنفيذه وفق أحدث المقاييس والمعايير العالمية.
تنفيذ مشروعات جديدة لإنتاج القمح وعباد الشمس والبطاطس ومحاصيل استراتيجية على بُعد ألف كيلو من القاهرة
وأضاف «عبدالرحيم»، فى حديث لـ«الوطن» على هامش جولتنا فى «شرق العوينات»، أن البطاطس نصف المقلية تنتج دون أن تلمس يدٌ البطاطس؛ حيث إن المنظومة مميكنة بالكامل، كما أنها وفق معايير الجودة العالمية.
ويلتقط الحديث المهندس عمرو السماك، المدير التنفيذى لإحدى الشركات العاملة فى المشروع، لافتاً إلى توفير ماكينات هولندية ونرويجية ومن عدة بلدان حول العالم تعتبر أحدث ما تم التوصل إليه فى هذا الصدد، والتى تعمل على إزالة الحصى بشكل آلى، وتقشير البطاطس بالبخار، والفرز الإلكترونى لإزالة أى بطاطس لم يتم تقشيرها، أو توجد مشكلة فيها، وصولاً لتدريجها وتقطيعها بتقنية «دفع المياه»، مع إزالة البطاطس صغيرة الحجم ليتم توجيهها للهرس، مع الفرز الإلكترونى بعد التقطيع، مع وجود مرحلتين للسلق.
وأشار المهندس وليد السماك، المسئول عن تطوير خطوط الإنتاج فى إحدى الشركات العاملة على المشروع، إلى أن تقنية العمل فى المشروع تقوم على أن يكون المنتج النهائى آمناً وصحياً بنسبة 100%، مع إزالة المياه منها ليكون المنتج من البطاطس دون أى خليط ماء أو غيره.
وأضاف «السماك»، فى تصريح لـ«الوطن»، أنه يتم سلق «البطاطس المهروسة» تحت درجة حرارة 55 درجة مئوية، ثم تبريدها على 5 درجات، ثم تعريضها للبخار، وإضافة التوابل وتشكيلها لأى شكل.
ولفت إلى وجود «مرحلة التجفيف»، والتى تدخل فيها البطاطس قلّاية على درجة 190 درجة مئوية، مع استخدام «زيت النخيل»، نظراً لوجود المشروع فى محافظة الوادى الجديد الغنية بالنخيل الآمن صحياً، وذى جودة غذائية عالية، مع نزع الزيوت من البطاطس لفلترتها، وتجميدها بين درجة حرارة «سالب 28»، و«سالب 32».