مصر كلها كانت بتسمعه في رمضان.. حكاية مسلسل إذاعي جمع موسيقار الأجيال بملكة الفوازير

كتب: محمد أسامة رمضان

مصر كلها كانت بتسمعه في رمضان.. حكاية مسلسل إذاعي جمع موسيقار الأجيال بملكة الفوازير

مصر كلها كانت بتسمعه في رمضان.. حكاية مسلسل إذاعي جمع موسيقار الأجيال بملكة الفوازير

بصوت رخيم لا يقل بهاءً عن غنائه، وبأداء دقيق كأنه يلاعب أوتار عوده الأثير، وكما عبر أبواب الغناء والسينما وتربع على عرشهما، دخل مجال الإذاعة ممثلا بحدث انتظره كل محبيه.

لم يسلك الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب الذي تمر اليوم الذكري الـ32 على رحيه، طريقا إلا وتطلع للوصول فيه إلى غاية الكمال، وبمجرد أن أعلن عن المسلسل الإذاعي «شيء من العذاب» الذي عرض في رمضان عام 1966، وكان من بطولته وشاركته فيه الفنانة الكبيرة نيللي في بدايتها، والتي كانت تتلمس خطواتها في الفن حينها حتى أحدث ذلك ضجة في عالم الفن.

فالمسلسل الذي كان أشبه بالصيحة وقت عرضه، لاقى شهرة ومتابعة واسعة من جمهور عبدالوهاب العريض، حسبما ذكر الباحث الموسيقي كريم جمال لـ«الوطن».

وذكر «جمال»: «الإعلامية الكبيرة ليلى رستم استضافت في لقاء تليفزيوني الموسيقار محمد عبدالوهاب ونيللي بعد النجاح الكبير للمسلسل، وكان ذلك بحضور عدد من الجمهور في الاستديو كما هو عادة هذا الزمن، وعرض خلال الحلقة جزءا من المسلسل، وكان ذلك حدثا كبيرا وقتها، فأن يجلس هذا العملاق مع فنانة في بداية مشوارها الفني حينها، كما أن اختلاف شخصية كل منهما ظهر جليا في اللقاء».

الاختلاف بين «شيء من العذاب» و«حياتي»

وأوضح الباحث الموسيقي أن مسلسل «شيء من العذاب» يختلف عن مسلسل «حياتي» الذي يروي فيه عبدالوهاب قصة حياته فقط لكنه لم يشترك كممثل، والذي اشترك فيه عبدالوارث عسر في دور والده، وعزيزة حلمي بدور والدته، وكذلك اشترك فيه ابن أخيه سعد عبدالوهاب.

يرى «جمال» أن مسلسل «حياتي» المعروض على الإنترنت مبتور وليس كاملا وتعرض منه نسخة مختصرة على الإنترنت، مشيرا إلى أن «شيء من العذاب» أحدث ضجة كبيرة لأن بطله عبدالوهاب الهرم الأكبر من الأصوات الرجالية في مصر، و«كان بيمثل إذاعة وكان وقتها الإذاعة هي الأهم، وعمل دور مختلف تماما عن شخصيته، وكانت نيللي بتمثل دور البنوتة الصغيرة اللي بيحبها راجل وقور».

وما يزيد من غرابة «شيء من العذاب» و«حياتي» أن كاتب النص الكاتب الصحفي الكبير أحمد رجب، والمعروف عنه أنه كاتب ساخر، إلا أنه وقتها لم يكن قد اتخذ هذا الخط الساخر، ولم ينتهجه إلا في السنوات الأخيرة من حياته، «كان بيكتب في الكواكب وأخد الجانب الساخر في الجزء الأخير من حياته، وكان بيكتب في آخر ساعة قصص قصيرة، والهدف من مسلسل شيء من العذاب، إن فيه شخصين مختلفين تماما اللي هي البنت اللي متهمة بالقتل وهربانة وبتحاول تبتز البطل عاطفيا، والبطل رجل وقور نحات وعايش خارج المدينة، في عزلة، ودا نفس الدور اللي عملته سعاد حسني ويحيى شاهين في السينما بنفس الاسم، حسبما أوضح الباحث الموسيقي.

عبدالوهاب ونيللي

ويرى «جمال» أن صوت عبدالوهاب في التمثيل يختلف تماما عن الغناء، و«أدى أداء جيدا في شيء من الخوف، واجتهد في أداء الدور رغم أنه ليس ممثلا في الأصل، كما أن الاختلاف بينه وبين نيللي واضح للغاية، كما أن مدى التباين المرعب بين الشخصيتين يظهر بقوة في اللقاء التليفزيوني مع ليلى رستم في إحدى السهرات التليفزيونية».


مواضيع متعلقة