التاريخ بيقول إيه؟.. «الفانوس» رمز للأبهة في عهد المماليك وطقس احتفالي عند الفاطميين

التاريخ بيقول إيه؟.. «الفانوس» رمز للأبهة في عهد المماليك وطقس احتفالي عند الفاطميين
- ملف صناعة البهجة
- صناعة الفوانيس
- عرائيس رمضان
- الزينة القماش
- الفوانيس
- فانوس رمضان
- ملف صناعة البهجة
- صناعة الفوانيس
- عرائيس رمضان
- الزينة القماش
- الفوانيس
- فانوس رمضان
انطلق الفانوس المصري من الورش الصغيرة بأحياء القاهرة الشعبية، إلى باقى المدن ومنها إلى كل الدول الإسلامية، لتصبح مصر رائدة صناعة الفانوس فى العالم، وعلى الرغم من منافسة الصين لها فى الفترة الماضية، إلا أن الفانوس المصرى ظل متربعاً على العرش بعد أن استعاد هيبته، ومرت الصناعة بتطورات عديدة منذ نشأتها قبل قرون مضت، من الفانوس الصاج أبوشمعة إلى شكله الحالى الذى يصنع من مواد مختلفة منها البلاستيك والخشب والنحاس والفخار.
بدأت فكرة فانوس رمضان منذ قرون، فالفانوس جزء مصرى من التراث الأصيل، وشكله الحالى مأخوذ من شكل المصباح حينها، حيث كان يُعلق على أبواب المصريين قديماً، ويظهر المصباح وبه فتيل أو شمعة مُضيئة، ثم بدأ يتطور أكثر فى العهد الفاطمى، إذ كثرت الاحتفالات الدينية وانتشرت الموالد، بحسب أيمن عثمان، باحث تراثى، يحكى: «الفانوس كان عبارة عن مصباح مُضىء فى البداية، ثم بدأ يتطور مع العهد الفاطمى بسبب اهتمامهم بالاحتفالات، والإنسان المصرى يعشق الاحتفالات بطبعه، فانتعشت تجارة الفوانيس ودق الوشوم وكل الصناعات المرتبطة بالموالد، وبدأ يزيد الاهتمام بصناعة المصابيح والفوانيس كنوع من البهجة».
وفى عهد المماليك، تأثرت الثقافة المصرية بهم، فكانوا رمزاً للبهرجة والأُبهة، فبدأت مظاهر الاحتفالات تأخذ منحى جديداً، فظهرت الفوانيس الملونة ذات الأحجام المختلفة، وظهرت أيضاً الفوانيس الطبقية، فما يمتلكه أبناء المماليك مختلف عن أبناء التجار وفوانيس العامة.
وبعد وصول العثمانيين إلى مصر، انحدرت الصناعة بشكل كبير، فكان العثمانيون مُعادين للفنون، وظهر ذلك فى المبانى التى بنوها بمصر، فكانت خالية من الجماليات، فتدهورت الصناعة، ثم عادت إلى قمتها من جديد مع قدوم الحملة الفرنسية إلى مصر، إذ ظهرت الابتكارات الجديدة، فكانت الفوانيس الدائرية وذات الأشكال المختلفة مثل شكل القلعة أو المنزل، بحسب الباحث التراثى: «المصرى بيبدأ يرى القائم على الحُكم شكله إيه وطريقته والحياة الاجتماعية وقتها طبيعتها إيه ويبدأ يطور من شكل الصناعات المختلفة، ومنها الفوانيس».
منذ العهد الفاطمى وما قبله، كانت الفوانيس عبارة عن صاج فقط، وخلال القرن الماضى، ظهرت الفوانيس البلاستيك والخشب وغيرها، إذ بدأ الفانوس الصينى يغزو الأسواق فى نهاية سبعينيات القرن الماضى، وذلك مع بداية الانفتاح الاقتصادى، فانحدرت الصناعة المصرية وفقدت مصر الكثير من الصناعات، وخلال السنوات الأخيرة الماضية، استعادت الصناعة المصرية بريقها، واستعادت الصناعات القديمة واليدوية قوتها، وفقاً لحديث «أيمن»: «خلال السنين اللى فاتت فيه حالة نوستالجيا وحنين للعودة إلى الصناعات القديمة، وبدأ الصانع المصرى يطور من الفانوس».
الدكتور عبدالرحيم ريحان، الخبير الأثرى، يؤكد أن هناك روايات عديدة لتاريخ ظهور فانوس رمضان فى مصر، من أبرز الروايات التى يراها هى أن تاريخ فانوس رمضان يعود للعهد الفاطمى، وبدأ فى الظهور حين وصل الخليفة المُعز لدين الله الفاطمى القاهرة ليعلنها عاصمة للدولة الفاطمية، ولاستقباله خرج المصريون يحملون الشموع والمصابيح والفوانيس احتفالاً بقدومه، ووافق ذلك التاريخ أحد أيام شهر رمضان، واستمرت الاحتفالات بقدوم الخليفة حتى نهاية الشهر، ومن حينها ارتبطت الفوانيس برمضان، وأصبح الأطفال يطوفون الشوارع والحارات بالفوانيس، واستمرت فى التطور مع مرور الزمن، وفق ما أكده لـ«الوطن».
وتطورت صناعة الفوانيس بمنطقة تحت الربع وهى أشهر المناطق التى صُنع بها الفانوس، ثم انتقلت منه إلى باقى مُدن مصر والعديد من الدول العربية، وصار من عادات وتقاليد شهر رمضان، بحسب «ريحان».