مقام «الإمام الشافعي» بيت لخدمة الضيوف منذ 30 سنة.. في حب مولانا

كتب:  حبيبة فرج

مقام «الإمام الشافعي» بيت لخدمة الضيوف منذ 30 سنة.. في حب مولانا

مقام «الإمام الشافعي» بيت لخدمة الضيوف منذ 30 سنة.. في حب مولانا

مع أذان الفجر من كل يوم جمعة تتوجه شادية أحمد إلى عملها فى بيت الخدمة الموجود على بُعد خطوات معدودة من قبة الإمام الشافعى الضريحية، تبدأ فى إعداد الطعام بكميات وفيرة، وتجهيز الأطباق والطاولات استعداداً لإطعام ضيوف الإمام الشافعى بعد انقضاء صلاة الجمعة، حوالى 7 ساعات تقضيها شادية وعدد من السيدات الموجودات فى بيت الخدمة فى الطهو وإعداد الطعام بكميات كبيرة لتكفى كل من يزورون المسجد والضريح، ومع قرب انتهاء صلاة الجمعة تبدأ «شادية» والسيدات فى وضع الطعام على الطاولات وتغليف الأطعمة التى سيتم توزيعها، ومع نطق الإمام بالتسليم فى نهاية الصلاة: «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته» تنخرط برفقة كل من معها فى توزيع الطعام وإرشاد الموجودين فى رحاب الإمام إلى أماكنهم على الطاولة والتأكد من أن كل شىء جاهز، وأن الجميع تناولوا الطعام حتى شبعوا.

هو بيت «آل محسن» الكائن داخل صحن مسجد وضريح الإمام الشافعى، تقول شادية صاحبة الـ60 عاماً، لـ«الوطن»، إن منزل آل محسن مفتوح للخدمة وتقديم المساعدات للأكثر احتياجاً من طعام وشراب وغيره، منذ حوالى 30 عاماً، دون أى تغييرات، تخدم بنت محافظة القاهرة فى هذا المنزل منذ 20 عاماً من أجل إشباع الغلابة وإكرام ضيوف الإمام، وأضافت: «كلنا هنا بنخدم لوجه الله، وعيلة آل محسن هما مصدر التمويل الأساسى للبيت، دايماً بيحرصوا على توفير الأكل والفلوس علشان نساعد الغلابة والخير ما يتقطعش من هنا أبداً».

«شادية»: بقف من الفجر أطبخ للغلابة.. فرحتهم بتهوّن تعبي

فى يوم الجمعة من كل أسبوع يتم إعداد سفرة ضخمة لضيوف الإمام الشافعى، تبدأ فى استقبال الناس مباشرة بعد صلاة الجمعة، أما فى شهر رمضان فيتم إعداد مائدة رحمن بشكل يومى، بالإضافة إلى توزيع «شنط رمضان» وتوصيل الطعام لبيوت الأهالى الأكثر احتياجاً الموجودين فى المنطقة ونطاق مسجد الإمام الشافعى، وتحكى «شادية» عن تاريخ البيت وأهله وتقول إن قاطنى هذا المنزل كانوا لا يتوقفون عن عمل الخير ومساعدة كل محتاج، وبعد أن توفى الجدود استمر المنزل على ماهيته، ولم يتوقف عن تقديم المساعدات المختلفة لكل محتاج، فحرص الأحفاد على ألا تنقطع العادة واستكمال مسيرة الأجداد فى الخير، فتركوه مفتوحاً حتى الآن لإطعام الغلابة.

وقالت: «بنعتبر نفسنا من أهل الإمام لأننا موجودين وعايشين فى رحابه، كمان مقابر آل محسن موجودة جوه الإمام الشافعى، وتعبيرنا عن حبنا الكبير للإمام الشافعى هو إكرام ضيوفه»، وكُتب على إحدى اللوحات الإرشادية الموجودة عن مدخل القبة الضريحية للإمام الشافعى إن مدفن آل محسن موجود فى نطاق ضريح الإمام والقبة، كما كُتب أيضاً: «مدافن خُدام قبة الإمام الشافعى وهم أصحاب المنزل الذى يحد الساحة الإمامية من جهة الجنوب».

«حبى لمولانا الإمام الشافعى هو الذى قادنى للوجود والعمل هنا، وكان الدافع اللى بيخلينى أكمّل رغم التعب والجهد طول السنين اللى فاتت، واحنا عايشين فى رضا من ربنا»، هكذا فسرت شادية قدرتها على تحمل طهو هذه الكميات الكبيرة من الطعام على مدار النهار رغم كبر سنها، مؤكدة أنه رغم الظروف الاقتصادية فإنها أصرت على استمرار هذا الدور. فرحة الضيوف هى ما يدفع شادية للاستمرار، تقول: «فرحة الناس الغلابة وهما بياكلوا وشبعانين بتهوّن عليا تعب اليوم كله والوقفة على رجلى أكتر من 6 ساعات، كل ده بيختفى لما بشوف بسمة على وش طفل كان جعان وشبع أو أسمع دعوة حلوة من حد من الموجودين».


مواضيع متعلقة