حمدي الحسينى يكتب.. المعادلة الصفرية بين الفلسطينيين والإسرائيليين

حمدي الحسينى يكتب.. المعادلة الصفرية بين الفلسطينيين والإسرائيليين
المعادلة الصفرية بين الفلسطينيين والإسرائيليي عشر ساعات، فصلت بين تهنئة رئيس الوزراء الإسرائيلى لأجهزة الأمن بقتل منفذ عملية حوارة، وتنفيذ مقاوم فلسطينى عملية فدائية جديدة وسط أشهر شوارع تل أبيب بمسدس بدائى مساء الخميس الماضى.
الفارق الزمنى المحدود بين العمليتين يثبت أن الفلسطينيين لن يرفعوا راية الاستسلام للاحتلال الإسرائيلى مهما كان الثمن، صحيح أن تكافؤ القوة بين جيش الاحتلال المزود بأحدث الأسلحة الفتاكة، وبين المقاومة البدائية المحاصرة من كل اتجاه، يصب فى مصلحة الاحتلال، ورغم ذلك، نجد أن المقاومة الفلسطينية الباسلة تحقق ضربات موجعة للعدو.
وهذا هو جوهر المعادلة الصفرية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.كل التوقعات تشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية المتطرفة الحالية مطلقة اليد فى قتل وهدم وتشريد الفلسطينيين، ومع ذلك لم يستطع الاحتلال العيش فى أمان.وفقاً للإحصاءات، فإنه لا يمر يوم دون سقوط شهداء جدد فى مخيمات وقرى فلسطينية، حتى وصل العدد فى الشهرين الماضيين إلى أكثر من 75 شهيداً بينهم 20 طفلا.
لقد تبنى الوزراء المتطرفون فى حكومة بنيامين نتنياهو منهجاً جديداً يقوم على القتل المباشر لكل فلسطينى يشتبه به، ومنحوا حصانة لأجهزة الأمن ضد أية مساءلة فى المستقبل، إلى جانب تدريب المستوطنين على حمل السلاح، وكان الهجوم الدموى على مخيم جنين قبل أيام بروفة عملية لمنهجهم الجديد الذى يشرف عليه وزير الأمن القومى المتطرف إيتمار بن غفير.
ورغم تصاعد التوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ وصول الحكومة اليمينية المتطرفة للسلطة فى إسرائيل، نجد أن «بن غفير» يقود بنفسه جماعات من اليهود المتطرفين ويقتحم باحات المسجد الأقصى بشكل دائم، فى تحدٍّ سافر ومتعمد لمشاعر المقدسيين.السلوك الإرهابى والقتل الممنهج الذى تتبناه الحكومة الإسرائيلية، دفع الشباب الفلسطينى إلى بدء مرحلة جديدة من المقاومة العشوائية، واستهداف المستوطنين بأى وسيلة، لإثبات أن العنف لا يولد إلا العنف ويبعث برسالة إلى إسرائيل مفادها أن المنهج العنصرى الذى تتبناه الحكومة المتطرفة الحالية لن يجلب الأمن والسلام المنشود إلى إسرائيل.
أظن أن تجربة الثلاثة أشهر الماضية كفيلة بإقناع الإسرائيليين بأن استمرار الحكومة اليمينية المتطرفة أصبح غير مجدٍ، وأن السلام والأمن لن يتحققا سوى عبر حل الدولتين ومنح الشعب الفلسطينى حقه فى تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.